مسيحيو سوريا قلقون حيال مرحلة ما بعد الأسد

يخشَون حرباً أهلية و هجماتٍ انتقامية في حال سقط الرئيس بشار الأسد، قَلَق تغذّيه مشاهد العنف الطائفي في مصر والعراق.

كهنة الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية في قدّاس أقيم في شهر كانون الثاني بدمشق يصلّون لروح صبي مسيحي لقي حتفه خلال القتال الدائر في مدينة حمص السورية.

بواسطة ألكسندرا زايس  Alexandra Zayis، لوس أنجلس تايمز

9:21 م جرينتش – 6 آذار 2012

عبر مراسلنا في دمشق، سوريا –

لطالما وجدت أم ميشيل، على مدار الأربعين سنة الماضية، الراحة والسكينة بين الأعمدة الشامخة والأيقونات العتيقة في كاتدرائية القديسة مريم الأرثوذكسية اليونانية. لكن في واحد من أيام الأحد الأخيرة حينما تلى الكاهن صلاته من أجل السلام، كفكفت الأرملة السبعينية الدموع عن عينيها.

قالت، “كنت أتمنى أن تعود الحياة إلى ما كانت عليه”.

في الليل، تستطيع أم ميشيل أن تسمع أصداء القتال الدائر بالقرب من منزلها في باب توما، الحي المسيحي العائد لقرون خلت في مدينة دمشق. وتتساءل، كغيرها من الكثير من المسيحيين هنا، عما إذا كانت الانتفاضة السورية الدامية على نحو متزايد، والمتواصلة على مدى عام كامل، قادرة على تحطيم ذلك الأمان الظاهري الذي توفّره حكومة الرئيس بشار الأسد الاستبدادية من جهة، و لكن العلمانية من جهة أخرى.

استمر في القراءة

لماذا لا نهتم بسوريا؟

أثارت احتجاجات إيران ومصر اهتمام مستخدمي الإعلام الافتراضي الغربيين إلى أبعد الحدود, فلماذا لا يحدث المثل في حالة سوريا؟

إميلي باركر Emily Parker

24 شباط/ فبراير 2012

 

 

 تظهر دبابات الجيش السوري متمركزة عند مدخل حي بابا عمرو في حمص, في 10 شباط 2012. تجاهلت سوريا المبادرة العربية لوقف سفك الدماء واستمرت قواتها في قصف حمص, مركز الاحتجاجات, فيما قالت روسيا إن وقف إطلاق النار يجب أن يتحقق قبل السماح بدخول قوات حفظ السلام. (صورة AFP/Getty)

تمتلك الانتفاضة السورية كل مقومات القصة الإعلامية الآسرة اجتماعياً: من أعمال بطولية في المقاومة, إلى انغماس مواطنين عاديين في نضالهم نحو الحرية، إضافة إلى توظيف رائع لقوة الإنترنت في اختراق حاجز الصمت المفروض من النظام. إضافة إلى ذلك فقد أكدت هيئة أممية مستقلة الخميس الماضي أن النظام السوري قد تورط في “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.

إذاً لماذا لا تنتشر قصة سوريا أفضل من ذلك؟

 

قرابة السنة, انخرط نظام بشار الأسد في قمع عنيف لمعارضيه. تم تصوير هذا الصراع ونقله بشتى الوسائل, من صور فوتوغرافية, وفيديو, وسكايب وتويتر. مع ذلك, لا يبدو أن هذا قد أثار اهتمام المخيلة الجمعية الاجتماعية للإعلام الافتراضي كما فعلت ثورات أخرى سابقة. عندما نزل المصريون والتونسيون إلى الشوارع في 2011, تعاطف معهم المشاهدون عن بعد عن طريق الفيسبوك والتويتر، وتظاهروا معهم في تعاضد افتراضي. في عام 2009 وخلال الاحتجاجات التي هزت إيران, غيّر الغربيون صورهم للون الأخضر ليظهروا دعمهم للثوار. حتى أن بعضهم غيّر موقعه على التويتر إلى “طهران” ليربك السلطات الإيرانية.

هناك, بالطبع, من يغرد عن سوريا, ولكن دائرة الاهتمام تبدو محصورة في بعض الناشطين أو المهتمين بشؤون الشرق الأوسط. لم يهتم جمهور شبكات التواصل الاجتماعي بالموضوع كما كانت الحال في إيران ومصر. كما نلاحظ في المخطط أدناه, فقد كان حجم التغريدات المتعلقة بسوريا (كنسبة من التغريدات الكلية) أقل بكثير من تلك المتعلقة بمصر وإيران خلال انتفاضتيهما. التقديرات هنا مبنية على عدة مصادر من المواقع الالكترونية التي تقوم بتغطية التغريدات للأحداث المختلفة (مثل Twitter’s blog, Customer Insight Group, Mashable, the Sysomos blog, Twapperkeeper). هذه التقديرات ليست دقيقة مائة بالمائة، ولكنها تقدر بشكل مقبول حجم الانشغال على التويتر بهذه الأحداث.

إذاً لماذا لا يهتم عالم التويتر بسوريا بالدرجة نفسها التي اهتم بها بمصر أو بإيران؟ إليكم بعض التفسيرات المحتملة.

 

حكاية جديدة: سوريا لا تعدو كونها الحلقة الأخيرة لسلسة من ثورات التويتر. خلال احتجاجات إيران عام 2009 كان الإعلام الافتراضي شاهداً على تجربة مماثلة في تغطية الأخبار من وجهة نظر المواطنين في دولة مغلقة وللمرة الأولى. شاهد العالم, مشدوهاً, موت المتظاهرة ندى آغا سلطان المسجل في فيديو. اليوم, أصبح هذا النوع من الصور الفظيعة شائعاً لدرجة مقلقة. الثورة السورية تنقل لنا بشكل حي ومباشر سلسلة متواصلة من الصور المخيفة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن, هل يريد الناس مشاهدة ذلك بدل الحديث عن المغنية آديل Adele أو مناقشة نهائي كرة القدم الأميركية, السوبر بول؟

 

هذا الرسم البياني يوضح عدد المرات التي ظهرت فيها كل من الكلمات المشار إليها خلال الفترة الزمنية المرافقة.

 

طول المدة: كانت الثورة المصرية قصيرة, سريعة ومتفجرة. في المقابل استمرت الثورة السورية 11 شهراً حتى الآن. في لحظات معينة, خطفت الثورة أنظار العالم كما في حصار حمص في شهر شباط/ فبراير، أو عند موت الصحفييّن أنتوني شديد, ماري كولفن وريمي أشليك. عدا ذلك فإن تصاعد الأحداث في الثورة السورية للأسف، كان أشبه بتجربة “الغلي البطيء للضفدع”, كما يقول أندي كارفن  Andy Carvin, مذيع في الـ إن بي آر. بينما يستمر كارفن وغيره بالتغريد عن سوريا, فإنه يعترف أن طول أمد الثورة قد يثبط من همة وكالات الأنباء في تغطيتها. “يمكنني أن أتخيل المحررين يقولون: ما هو الجديد في هذه القصة؟” يقول كارفن.

إمكانية الوصول: وسائل الإعلام الرئيسية لم تتمكن من الدخول إلى سوريا إلا على نطاق محدود للغاية, وبعض الصحفيين الذين كانوا شجعاناً بما يكفي للتسلل إلى هناك دفعوا حياتهم ثمن ذلك. يشير المدون أحمد العمران إلى أن الإعلام التقليدي والإعلام الافتراضي يدعمان بعضهما بشكل متبادل, ولهذا فإن غياب أحدهما يؤثر على الآخر. هذا ناهيك عن أن السلطات السورية حاولت السيطرة على ما تيسر من النشاط الافتراضي للثورة. إلا أن المشكلة لا تتوقف عن قدرة الصحفيين الأجانب على الوصول إلى سوريا. إذ أنه وبسبب استمرار القمع, لا يجرؤ السوريون بشكل عام على التغريد أو التدوين مستخدمين أسماءهم الحقيقية. المصريون بالمقابل مارسوا هذه النشاطات لسنوات قبل الثورة. وهكذا, عندما بدأت الثورة, لم يكونوا مخلوقات أو أسماء وهمية, وإنما كانت أسماؤهم وهوياتهم معروفة عند العديد من المتابعين خارج مصر, والذين بدورهم أعادوا تغريد رسائلهم لجمهور أكبر وأكبر.

 

ضعف الثقة: إن المعلومات التي تعتمد بشكل أساسي على روايات مواطنين, أو حسابات وهمية هي سلاح ذو حدين. فمن ناحية هي تمثل القصة المباشرة دون شوائب. ولكن من ناحية أخرى يصعب للغاية التأكد من الأخبار من المصادر غير المعروفة. إحدى الفبركات الشهيرة هي قصة المدونة مثلية الجنس من دمشق, والتي اتضح أنها رجل أميركي في أواسط العمر. المشكلة الأعم هي أن المراقب البسيط للأحداث لا يبدو واثقاً بشكل كامل من ما يحدث في سوريا. صحيح أن قمع نظام الأسد واضح للعيان, ولكن نواح أخرى للثورة تبقى أقل وضوحاً. بعضهم يسأل: من هي المعارضة بالضبط, وماذا يريد أغلبية السوريين حقاً؟ يقول جوليان يورك  Jillian York من Electronic” “Frontier Foundation بأن هذه المحدودية في فهم الثورة تصل إلى عالم التويتر. ما خلا بعض الاستثناءات, فإن “تغريدات السوريين بالإنجليزية لا تشبه تغريدات المصريين. إنها تخلو من السياق الواضح والدقة, ولا تبدو محددة وقابلة لإعادة التغريد”.

 

الحقائق على الأرض: إن الإعلام الافتراضي ليس كوناً موازياً. الحقائق على الأرض تؤثر دون شك على  صورة سوريا في عالم الإنترنت. بداية, فإن عدد السكان في سوريا أصغر من عدد السكان في مصر أو في إيران بشكل كبير, مع مساهمة أقل صخباً للمغتربين السوريين. إلا أن المشكلة الأكبر هو غياب حل سهل أو واضح لمعاناة السوريين. أضف إلى ذلك أن تأثير الولايات المتحدة في الحالة السورية أقل منه في حالة مصر على سبيل المثال. مشاعر الإحباط هذه خارج الإنترنت لا بد لها من التأثير على النشاط الافتراضي. لخصّ ناصر ودادي, عضو المؤتمر الأميركي الإسلامي, الموضوع بشكل ممتاز في تغريدة في 3 شباط: “لم تكن البشرية يوماً على تواصل أكثر منها اليوم, ومع ذلك نحن عاجزون عن فعل أي شيء”.

المصدر

Why Don’t We Care About Syria?

الانتفاضة في سوريا تُسحق، لكن الأسد لا يمكن أن يهرب من مصيره

بالرغم من أن قوات الرئيس تسيطر على أكثر أحياء حمص، إلا أن الشعب السوري سيمضي قدما في محاولة الإطاحة بالرئيس الأسد

                     Fares Chamseddine فارس شمس الدين

29 شباط/ فبراير 2012

عندما يسقط حي بابا عمرو فإنه سيكون ضربة قاصمة لمعنويات المحتجين في جميع أنحاء سوريا وخارجها‫. حي بابا عمرو في حمص أصبحت رمزاً لتحدي الشعب السوري ضد الديكتاتور، وإذا كان الرئيس السوري قد تمكن هذه المرة من سحق مركز المدينة الثائرة فإنه قد يتجرأ على مواصلة هذا مع أي مكان آخر يشهد احتجاجات واسعة تهدد حكمه‫.

في الواقع، فإن جيش الأسد سحق بشكل متكرر كل مراكز المدن الثائرة التي ظهرت خلال العام الماضي‫. وقد بدأها بحملة عسكرية قاسية ضد مدينة درعا‫.  في الوقت الذي كان لدى الفنانين السوريين والممثلين الثقة بالنفس لتنظيم جهودهم في ما سمي ‫”نداء الحليب لدرعا‫” والدعوة إلى وضع حد للحملة المسلحة‫.

في تلك الأيام كان لا يزال هناك أمل ساذج بأن الأسد رجل حكيم يمكن أن يُناشد‫. بالطبع، انتهت هذه الأيام منذ فترة طويلة ورأينا كيف أنه في الصيف الماضي، وخلال شهر رمضان، بدأت قوات الأسد بقصف مدينة حماة لأنها تجرأت على الخروج في مظاهرات من مئات الآلاف من الناس‫.

استمر في القراءة

الناشطون السلميون في سوريا… معركة شاقة في سبيل الديمقراطية

 الناشطون السلميون في سوريا… معركة شاقة في سبيل الديمقراطية.

سوريون يؤدون صلاة الجنازة على روح غسان علي والذي قتل في مواجهات بين المتمردين والقوات الحكومية في بلدة سرمين.

تقوم حركة أيام الحرية بنشر رسالتها السلمية ضد بشار الأسد في معاقله على الرغم من أن أعضائها يدركون أن كثيراً من السوريين باتوا يعتقدون أن العنف هو الخيار الأسرع والأفضل .

-عن طريق مراسل خاص لجريدة لوس أنجلوس تايمز.

28 شباط/ فبراير 2012. دمشق- سوريا

في سوريا حتى الدواب لم تسلم في الانتفاضة ضد النظام، وقد تورطت عن غير قصد في الاحتجاجات حيث تحدثت أنباء عن إعدام جيش الأسد لـ 15 حماراً كانوا قد أُطلقوا في شوارع المدينة وكُتب عليهم “بشار الأسد”.

إن إطلاق النار على الحمير قد يكون مثالاً واضحاً عن مدى صعوبة ومشقة الصراع الذي يخوضه دعاة السلمية في الترويج للسلمية، في محاولة للحفاظ على زخم الحراك، ودفع المترددين للمشاركة في الثورة. استمر في القراءة

الدليل الفاشل للتلفزيون الرسمي السوري عن وجود دعم خارجي للثوار

الدليل الفاشل للتلفزيون الرسمي السوري عن وجود دعم خارجي للثوار

الأحد – 3 آذار/ مارس 2012

نيويورك تايمز – مدونات

منعت الحكومة السورية يوم السبت قافلة محملة بالمساعدات الإنسانية من الدخول إلى الأحياء المدمرة في مدينة حمص، بذريعة الظروف الأمنية، إلا أنها سمحت قبل يوم واحد لطاقم التلفزيون الرسمي من الدخول إلى هناك.

وكما هو الحال منذ بداية الثورة، يقدم التلفزيون الرسمي روايته عن العنف الدائر في مدينة حمص على أنه بسبب وجود ميليشيات مدعومة خارجياً، حيث ذكر في تقرير له يوم الجمعة من حي بابا عمرو الذي تعرض للقصف على مدى أسابيع من قبل القوات الحكومية. فقد قام التلفزيون الرسمي بعرض بعض السكان الذين بدت عليهم المعاناة والذين ألقوا باللائمة على الثوار في حالهم المزري. استمر في القراءة

أسماء الأسد:‬ الوجه الأنيق للاستبداد

 أسماء الأسد:‬ الوجه الأنيق للاستبداد

 مورا جودكيس Maura Judkis

29 شباط/ فبراير 2012

وراء كل رجل ناجح، هناك امرأة، كما يقول المثل‫.‬ وإذا وسعنا هذا المثل نقول‫:‬ وراء كل ديكتاتور، هناك امرأة تحب لوبوتان‫ Louboutin [اسم تجاري لماركة أحذية].‬ تقدم الغارديان لمحة عن حياة زوجات الحكام المستبدين، اللواتي يتوجب عليهن الوقوف مع أزواجهن في الأوقات الجيدة ‫(‬التسوق المُسرف لماركة شانيل Chanel، تزيين المنزل بالتحف الأثرية، والآيس كريم من سانت تروبيه ‫St. Tropez)‬ وكذلك في الأوقات السيئة ‫(‬الفرار من البلاد بعد الانتفاضات العنيفة‫).‬ استمر في القراءة

يوم المرأة السورية – The Syrian Woman Day – la giornata della donna siriana – Le jour de la femme Syrienne

يوم المرأة السورية:

انطلاقاً من أهداف ثورتنا والتي تجسد ثورة الكرامة والحرية والديمقراطية فإننا نتمنى أن نعمل سوية على دعم حملتنا عن ثورة المرأة السورية وذلك في يوم الثامن من آذار.

فالثامن من آذار لسنوات طويلة مضت مثّل يوم استيلاء حزب البعث على السلطة، وبمجرد تذكر هذا التاريخ يجعلنا نعود إلى سلسلة من الإجراءات التي اُتخذت في حق المواطنين السوريين من بينها: قانون الطوارئ الذي اُستخدم ذريعة لقتل آلاف الأبرياء، وسُجن من خلاله العديد لعقود طويلة.

الثامن من آذار هو أيضاً يوم المرأة العالمي.

ومع ثورة الكرامة والحرية للشعب السوري، يجب أن لا يمر هذا اليوم مرور الكرام … سيكون ممثلاً للمرأة السورية.

الثامن من آذار منذ هذه السنة، سنة 2012هو يوم المرأة السورية.

سيبقى الدال ولكن الذي سيختلف هو المدلول. هو فرصة لكي نقول إن الثورة هي ثورة حرية … ثورة اجتماعية… ثورة على كل التقاليد البالية والصور النمطية التي أسرت كلاً من المرأة والرجل في سوريا الحبيبة.

سنجعل هذا اليوم يوم المرأة بكل همومها، من حقها في منح الجنسية لأطفالها … إلى دورها السياسي وأهمية انخراطها في جوانب الحياة كافة. استمر في القراءة