التدخل في سوريا يجب موازنته مع التكاليف

هيو وايت Hugh White

10 يوليو/ تموز 2012

 

يجب على الغرب التفكير قبل الانتقال إلى مسؤولية الحماية.

من السهل الموافقة على مسؤولية المجتمع الدولي تجاه التدخل لحماية المدنيين الأبرياء من العنف الواسع النطاق في الحرب الأهلية المستعرة في سوريا. ومن السهل أيضاً رؤية أن فرص أي حل دبلوماسي أو سياسي لوقف ذرف الدماء آخذة في الاضمحلال. لذا يبدو أن الحل الوحيد، الذي يزداد وضوحاً، لتحقيق مسؤوليتنا يكمن في التدخل العسكري.

لكن تحديد الثمن الذي يجب أن يكون المجتمع الدولي مستعداً لتحمله لإيقاف العنف أمر أصعب بكثير. فهذا هو السؤال الذي نواجهه اليوم حيال سوريا. كيف نوازن بين تكاليف ومخاطر التدخل في مقابل مأساة آخذة بالانكشاف؟

استمر في القراءة

ماذا لو جفَّت الآبار؟

توماس فريدمان  Thomas Friedman

10  أبريل/ نيسان 2012

دراسة ديموغرافية عن أسباب الثورات العربية

 “ازداد الجفاف في شتاء الشرق الأوسط – في وقت اعتادت المنطقة على هطول الأمطار لتغذي حتى المياه الجوفية – وتغير المناخ لأسباب بشرية مسؤولة جزئياً عن الكارثة”.

 الصحوة العربية لم تكن بسبب أزمات سياسية واقتصادية, بل لأسباب كامنة وراء أزمات بيئية وسكانية ومناخية

أليس مما يثير الانتباه القول بأن الصحوة العربية بدأت في تونس بقصة بائع فاكهة جوَّال تعرض لإهانة من قبل الشرطة لعدم وجود رخصةٍ لديه- وفي وقت كانت أسعار الغذاء حتى العالمية في مستويات قياسياً مرتفعة؟

وأنها بدأت في سوريا مع مزارعين في قرية جنوب درعا، كانوا يطالبون بحق شراء وبيع أراضٍ قريبة من الحدود، من دون إجبارهم الحصول على موافقة من مسؤولي الأمن الفاسدين؟

وأنها اندفعت في اليمن – أول بلد في العالم من المتوقع أن ينفد من الماء – من خلال قائمة من الشكاوي ضد حكومة غير عادلة فيها كبار المسؤولين يحفرون آباراً في باحات منازلهم في وقت تمنع الحكومة حفر آبار الماء بهذه الطريقة؟

عبد السلام الرزاز, وزير المياه في الحكومة اليمنية الجديدة, قال لرويترز الأسبوع الماضي: “لقد اعتاد المسؤولون أنفسهم على أن يكونوا أكثر المنقبين على الماء جشعاً, فتقريباً كل وزير كان لديه بئر في منزله”.

وفي طيات أجواء التوتر تلك على الأرض والمياه والمواد الغذائية أخبار تقول: بأن الدافع وراء الصحوة العربية ليس فقط ضغوطٍ سياسية واقتصادية، بل ولأسبابٍ كامنةٍ تتعلق بالسّكان، والبيئة، والمناخ. والدليل, إذا ركزنا الحلول فقط على العوامل السابقة من دون الأخيرة فلن نستطيع أن نقدم ما يساعد على استقرار هذه المجتمعات.

لنتخذ سوريا كمثال. الإضطرابات الإجتماعية الحالية في سوريا، بالمعنى الأدقّ، هي رد فعل لنظام وحشيٍ متعالٍ على الشعب، يكتب  فرانسيسكو فيما Francesco Femia وكاتلين ويريل Caitlin Werrell في تقرير لـ مركز المناخ والأمن في واشنطن. “ومع ذلك، هذه القصة ليست كاملة. فقد شهدت سوريا في السنوات القليلة الماضية تغييرات مهمة على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمناخية، مما فسخ الروابط الاجتماعية بين المواطن والحكومة”.

استمر في القراءة

المنطقة ترسم مستقبلها بأيديها

سيدني مورنينغ هيرالد Sydney Morning Herald  – روث بولارد Ruth Pollard (مراسلة الشرق الأوسط) – 7 كانون الثاني (يناير) 2012

عند الوقوف وسط الفوضى العنيفة في ساحة التحرير في مصر، حيث انهالت الغازات المسيلة للدموع بغزارة ولجأ المتظاهرون المصابون إصابات شديدة إلى المشافي الميدانية، كان من السهل أن نشعر بأن الربيع العربي قد انحرف عن مساره الأصلي. فالديمقراطية على ما يبدو لا تحقق النهايات الهوليودية التي توقعها الكثيرون من هكذا سنة استثنائية.

قبل اثني عشر شهراً لم يكن ممكناً تصور مصر بدون حسني مبارك (30 سنة في السلطة)، ليبيا بدون معمر القذافي (42 سنة)، تونس بدون زين العابدين بن علي (23 سنة)، أو اليمن بدون علي عبدالله صالح (33 سنة).

منذ ذلك الحين، استطاع عبير الديمقراطية والنشوة التي رافقتها في أولى خطواتها إغوائنا وإلهامنا مع سقوط طاغية تلو الآخر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. أدهشتنا شجاعة المتظاهرين والجنود الثائرين، وأطرقنا رؤوسنا استنكاراً للصور المخزية لأولئك العجائز الذين اختاروا ارتكاب المزيد من الجرائم الدموية ضد شعوبهم بدلاً من الرحيل بالحسنى، والآن نترقب وننتظر بفارغ الصبر سقوط زعيم آخر.

مصر في فوضى، ليبيا مقسّمة وتتعاظم الخسائر في الأرواح في سوريا يومياً إذ انتهى المجتمع الدولي إلى عجزه عن فعل أي شيء أمام وقوف السوريين العاديين في وجه نيران نظام بشار الأسد العائلي الذي حكم لعقود. توجد أحاديث حول منطقة عازلة وممرات آمنة للسوريين الذين يحاولون الفرار من عنف الممارسات القمعية للحكومة ولكن بطريقة لا تشبه التدخل الذي قاده الناتو في ليبيا والتي سمحت لقوات الثوار المفتقرين للخبرة من مواصلة الهجوم إلى طرابلس واستعادة بلدهم.

يضمن ذلك موقع سوريا الاستراتيجي في المنطقة وعلاقاتها بإيران وحزب الله في لبنان وحماس في غزة (حتى الآن)، بالإضافة إلى استخدام روسيا والصين لقرار الفيتو بشكل مستمر في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

استمر في القراءة

أوهام طاغيةٍ محاصر

ديفيد بلير David Blair

12\1\2012

تبدو على بشار الأسد كافة الأعراض الأساسية لمتلازمة وهم الدكتاتورية

هل هو نفسه يصدق ذلك؟ عندما تكرّم الرئيس بشار الأسد على العالم بطرح أفكاره بشأن الأزمة السورية يوم الثلاثاء، أظهر أداؤه الأخرق والهزيل ما يجعله دكتاتوراً بغيضاً ومثيراً للشفقة في الآن ذاته.

ففي معظم أوقات السنة تظاهر مئات الآلاف من السوريين ضد حكمه متحدين رصاص قوات الأمن الوحشية. كيف شرح الأسد أسباب الاحتجاجات؟ قال إن الاحتجاجات جزء من “مؤامرة خارجية” و هي حقيقة “واضحة للجميع” – أو على الأقل واضحة له.

تخضع سوريا الآن لعقوبات الجامعة العربية و الاتحاد الأوربي و تعاني من اقتصاد متعثر (عندما يتفق الاتحاد الأوربي و الجامعة العربية ضدك فهذا يعني أن هناك مشكلة حقيقية). وقد أعرب الأسد أن الوقت مناسب “للتركيز على الصناعات المتوسطة و الصغيرة”. كما وعد جمهوره في دمشق بأن حكومته “ستخلق فرص عمل” قبل أن يضيف قائلاً ” يجب أن يكون لدينا عدالة اجتماعية”.

الأسد الحاصل على شهادة في الطب قد يمثل مثالاً نموذجياً لحالة معينة و لندعوها –متلازمة وهم الدكتاتورية- وهي حالة يعاني منها فئة قليلة من البشر، تلك التي تقود أنظمة استبدادية. ومن أبرز السمات اللافتة لهذه الحالة العقلية هي اتساقها. فالموضوعات التي طرحت في خطاب الأسد طرحت مراراً وتكراراً في كل مرة أُجبر فيها الحكام الطغاة على مواجهة غضب شعوبهم.

استمر في القراءة