زيارة إلى مسقط رأس الثورة السورية تكشف عن خوف متفشي
أليكساندر ماركاردت Alexander Marquardt
7 كانون الأول 2011
درعا، سوريا– ركضت الفتاة باتجاه كاميرتنا وطلبت منا تصويرها، ولكن حالما رأت الأم ابنتها الصغيرة سرعان ما سحبتها بعنف من أمامنا. بقي الزوج واقفاً مكانه، يرمقنا بنظرات خاطفة محاولاً البحث عن كلمات يقولها لنا بالإنكليزية، ومن ثم بالعربية، لكنه في النهاية لم يقل شيئاً، لأن محادثتنا لم تلفت انتباه المارة فحسب بل أثارت حفيظة البوليس السري المتواجد بشكل دائم.
حدثت تلك المقابلة الفاشلة في تقاطع مزدحم قريب من محكمة المدينة بداية هذا اليوم. شعرنا بالخوف الذي يتملك أهالي مدينة درعا بعد مرور تسعة أشهر على الانتفاضة السورية التي بدأت هنا، كانوا يخافون التحدث مع أي شخص غريب. ومع تجول البوليس السري في المنطقة، باءت محاولاتنا بالتحدث مع الأهالي أمام الكاميرا بالفشل الواحدة تلو الأخرى. ولكن رجلاً في محل ألبسة، طلب عدم ذكر اسمه، حدثنا بصوت منخفض عن الاعتقالات العشوائية في منتصف الليل و”الكثير، الكثير، الكثير من القتلى”. كما تجرأ رجل آخر وسمح لنا بتصويره أثناء حديثه معنا، وقال لنا بأن النظام السوري “أسوأ من الحيوانات”.