روبرت ماكيROBERT MACKEY
عقب انفجار ضخم وقع في دمشق يوم الخميس، ظهر رجل من بين مجموعة صغيرة من عابري سبيل محتشدين حول كاميرا التلفاز السوري ليعبر عن غضبه من المقاتلين الإسلاميين الأجانب الذين حملهم المسؤولية. يقول: “نحن الشعب السوري نضع اللوم على جبهة النصرة، التكفيريين الوهابيين المسلحين القادمين من السعودية، والمدربين في تركيا”.
وهو يشير إلى الشارع المدمر بالقرب من مبنى قيادة حزب الرئيس بشار الأسد، حزب البعث الحاكم، وصف المكان بأنه “مكان مدني – مسجد، مدرسة ابتدائية، منازل العائلات المحلية”.
بينما تشاهد نسخة من التقرير على الإنترنت، تراقب ريم علاف Rima Allaf، كاتبة سورية، الصراع من فيينا، لاحظت أن هذا الرجل في الشارع، والذي يعكس بآرائه آراء الحكومة السورية نفسها، لاحظت أن وجهه مألوف جداً. وذلك يعود إلى أنه مذ بدأ الناشطون بالتظاهر السنة الفائتة، ظهر الرجل نفسه في ذلك الحين 18 مرة على الأقل في واجهة أو خلفية تقارير مشابهة منذ بداية الثورة.
بعد أن نشرت صورة ملتقطة من آخر ظهور له يوم الخميس، لاحظت علاف على توتير Twitter بأن “الموضوع مضحك لولا وجود الكثير من ضحايا نظام سوريا الإرهابي”.
كما نوهت ليدي Lede تموز الفائت، أن هذا الرجل ظهر بأكثر من تقريرين آخرين في اليوم نفسه، وهو يشارك في تجمع موال للأسد في دمشق.
وقد وضع ناشطون عدة مقاطع من الفيديو معاً تتضمن ظهور هذا الرجل في الإعلام الرسمي، في محاولة للسخرية من الكوميديا السوداء للقنوات الحكومية التي تعيد تدوير نفس الشخص المؤيد للأسد في عدة تقارير..
ملف آخر تحت الضوء، فيديو حمل على اليوتيوب YouTube منذ 13 شهر من قبل منتقد للحكومة، وكان قد ظهر في ذلك الحين 5 مرات على الأقل، يوضح هذا الفيديو ظهوره بتقرير لبي بي سي BBC وهو يرتدي زي عسكري.
ومن الممكن أن يستحضر قراء ليدي، وخلال النزاع حول انتخابات 2009 الرئاسية في إيران، ملاحظة مدون معارض وجود شخص واحد موالي بشدة لأحمدي نجاد كان يظهر أيضاً باستمرار في الصور والتجمعات الموالية للحكومة.
وبينما لا توجد طريقة لتحديد من هو المسؤول عن مقابلات التلفاز السوري المكررة مع الرجل نفسه في الشارع، يوجد بعض الدلائل عن أن إيران نصحت سوريا بكيفية نقل التقارير إلى التلفاز الرسمي.
في السنة الفائتة، نشرت الغارديان“The Guardian” رسائل إلكترونية مخترقة مأخوذة من بعض العناوين البريدية المخترقة تعود لمسؤولين سوريين، إحدى الرسائل المبعوثة للرئيس بيَّنت أنها تحوي نصائح من مدير مكتب التلفزيون الإيراني الحكومي في سوريا، عن كيفية نقل التقارير من مواقع الإنفجارات. الرسالة الإلكترونية من حسين مرتضى، صحفي لبناني يغطي سوريا لحساب الفضائية الإيرانية الإخبارية الحكومية، اشتكى فيها أن الحكومة لم تكن تصغي إلى ما استلمه من “إيران وحزب الله”، الميليشيا اللبنانية، حول من يجب أن تقوم سوريا بإلقاء اللوم عليهم في هذه التفجيرات. “ليس من مصلحتنا القول بأن القاعدة هي وراء كل تقجير”، يقول مرتضى “هكذا تصريحات تبرأ الإدارة الأميركية والمعارضة السورية من أية مسؤولية”.
الجمعة، 2:28 بعد الظهر.:
بعد نشر هذا المقال على تويتر Twitter، نوه أحد قارئي الليدي The Lede، وهو ناشط سوري لاحظ أن عابر السبيل المألوف ظهر أيضاً في بداية فيديو تم تسجيله بعد الإنفجار في دمشق يوم الخميس. في الثواني الأولى في هذا التسجيل المنقول من قبل نشطاء بالمعارضة من صفحة موالية للأسد على الفيسبوك Facebook، ظهر الرجل الملتحي وهو يوجه مجموعة من الرجال باللباس المدني، الذين هرعوا إلى سيارة لمساعدة أحد ضحايا الإنفجار المصابين بخطورة إلى سيارة إسعاف.
المصدر
The New York Times