باربرا والترز تعتذر عن صلتها بمعاونين لبشار الأسد

اضطرت باربرا والترز Barbara Walters، السيدة المخضرمة في التلفزة الإخبارية الأمريكية، إلى تقديم اعتذارها بعد ظهور خبر محاولتها استغلال نفوذها لتقديم الدعم المهني لإحدى المساعدات الرئيسيات السابقات للرئيس بشار الأسد.

الرئيس السوري بشار الأسد مع باربرا والترز في الصورة اليسارية وشهرزاد جعفري في الصوري اليمينية.

بواسطة راف سانشيز Raf Sanchez، واشنطن

5 حزيران 2012

أظهرت رسائل إلكترونية كانت صحيفة “ذا ديلي تيليغراف” The Daily Telegraph البريطانية قد اطّلعت عليها أن باربرا والترز Barbara Walters حاولت مساعدة شهرزاد جعفري، ابنة الممثل الدائم للجمهورية العربية السورية في الأمم المتحدة، من أجل تأمين مقعد لها في إحدى جامعات رابطة اللبلاب Ivy League، كما والحصول على فرصة تدريب داخلي مع بيرس مورغان Piers Morgan في برنامجه الخاص على محطة سي إن إن CNN.

ولدى مواجهتها بالرسائل الالكترونية التي حصلت عليها مجموعة سورية معارضة، أقرّت مذيعة قناة أي بي سي ABC ذات الـ82 عاماً بوجود تضارب للمصالح معبّرة في الوقت نفسه عن “ندمها” على أفعالها.

كانت الآنسة جعفري، البالغة من العمر 22 عاماً، مستشارة مقرّبة من الرئيس الأسد إذ كانت إلى جانبه عندما بدأت القوات السورية بتصعيد حملة القتل والقمع. كانت تكلمه مرات عدة في اليوم الواحد، وأحينا تدعوه ب “الرجل” (the Dude) باللكنة الأمريكية التي تستخدمها، كما كانت في بعض الأحيان الموظفة الوحيدة التي تبقى في الغرفة عندما يجري مقابلات مع صحفيين غربيين.

بدأت الآنسة جعفري، وهي ابنة بشار جعفري الذي عرف والترز لسبع سنوات مضت، بالعمل مع المذيعة في أواخر السنة الماضية حينما جاهدت محطة ABC الإخبارية وضغطت باتجاه إجراء مقابلة مع السيد الأسد.

مقابلة والترز مع الأسد في كانون الأول – وهي الأولى له مع شبكة تلفزة أمريكية – احتلّت العناوين الرئيسية حول العالم حيث نفى فيها الأسد مسؤوليته عن حملة القمع العنيفة التي أودت حتى حينها بحياة آلاف الناس في سوريا. تظهر الرسائل الإلكترونية أن والترز ظلّت على علاقة قريبة من الآنسة جعفري بعد هذه المقابلة.

عندما عادت الآنسة جعفري إلى مدينة نيويورك تواصلت مع والترز من جديد، حيث أشارت لها بـ”أمها بالتبني”. في المقابل دعتها والترز بـ”ابنتي العزيزة” وكانت تختم رسائلها أحيانا بـعبارة “عناق، باربرا”.

التقتا لتناول الغداء في فندق مارك Mark Hotel الواقع شمال شرق مانهاتن العليا في أواخر شهر كانون الثاني، حينها طلبت الآنسة جعفري على ما يبدو وظيفة في شبكة ABC الإخبارية. قالت والترز أنها رفضت ذلك الطلب لكنها عرضت أن تفيد من معارفها لتقديم العون بطرق أخرى.

بعد فترة قصيرة، أرسلت والترز برسالة إلكترونية للآنسة السورية تقول فيها: “لقد راسلت بيرس مورغان Piers Morgan ومنتج برنامجه التلفزيوني لأخبرهما كم أنتِ رائعة، مرفقةً سيرتك الذاتية مع الرسالة”. كما استفسرت عما إذا كانت الآنسة جعفري لا تزال تنوي التقدم لجامعة كولومبيا وعرضت المساعدة في هذا الشأن.

بعدها بأسبوع، قامت والترز بمراسلة ريتشارد والد Richard Wald، البروفيسور في كلية كولومبيا للصحافة Columbia School of Journalism ووالد جوناثان والد Jonathan Wald، المنتج التنفيذي لبرنامج مورغان.

وصفت والترز الآنسة جعفري بأنها “متقدة الذكاء، جميلة، وتجيد التحدث بخمس لغات” كما سألت إذا ما “كان هناك أي شيء بالإمكان فعله للمساعدة؟” وجاء رد البروفيسور والد Wald بأنه سيوعز لمكتب القبول “لكي يوليها اهتماماً خاصاً”.

أوضح البروفيسور والد Wald أنه أُعلم بأن الآنسة جعفري لم تتقدم للكلية ولهذا لم يتدخل بالنيابة عنها. وأضاف: “سوف أطلب من مكتب القبول أن يولي اهتماماً خاصّاً لأي شخص توصي به السيدة والترز أو سواها من العاملين في حقل الصحافة”.

في نهاية الأمر لم تحصل الآنسة جعفري على المنحة التدريبية ولا على مقعد لها في الجامعة.

كانت والترز واحدة من الأمريكيين القلائل الذين تمت دعوتهم إلى حفلة أقامها سفير سوريا في الأمم المتحدة في شهر آذار من عام 2011، وهو ذات الشهر الذي اندلعت فيه الانتفاضة الشعبية ضد نظام الأسد. الصحفي الآخر الوحيد في قائمة الضيوف كان مراسل محطة بريس التلفزيونية Press TV، وهي محطة حكومية إيرانية.

لم تلبّي والترز الدعوة.

تقدم المذيعة والترز حالياً برنامج ذا فيو The View، وهو برنامج حواري يعرض في فترة النهار، لكنها أجرت على مدار عقود في مشوارها المهني مقابلات مع أهم الشخصيات السياسية والثقافية الأمريكية. فمقابلتها مع مونيكا لوينسكي في أعقاب علاقتها العاطفية مع بيل كاينتون جذبت رقماً قياسياً من المشاهدين بلغ 74 مليون مشاهد.

تقول والترز في تصريح لها: “على اثر ]مقابلة الأسد[، عادت الآنسة جعفري إلى الولايات المتحدة واتصلت بي باحثة عن عمل. أخبرتها أن هناك تعارضا جديا في المصالح وأننا لن نوظفها. عرضت عليها أن آتي على ذكرها أمام بعض المعارف في منظمات إعلامية أخرى وفي الأكاديمية، رغم أنها لم تحصل على عمل أو على مقعد في الجامعة. بعدما استعدت جملة الأحداث وتأملت فيها مليّاً، أدركت أن ذلك شكّل تعارضاً وأنا نادمة عليه”.

كانت الآنسة جعفري عضواً في دائرة من المساعدين الشبان الذي كانوا ينصحون الرئيس الأسد بالتحدث إلى الإعلام الغربي حينما كانت الأدلة على ارتكاب الفظائع تضطرد في ازدياد. عندما وافق الأسد على إجراء المقابلة مع والترز في كانون الثاني، كتبت الآنسة جعفري له قائمة من النقاط لكي يخوض فيها ناصحة إياه بأن “العقلية الأمريكية يسهل خداعها” إذا ما استطاع إيصال تعبير محدود عن شعوره بالندم.

لم ترد الآنسة جعفري على الاتصالات أو على الرسائل النصية أو الإلكترونية.

المصدر:

The Telegraph

Barbara Walters apologises over links to Syrian aide of Bashar al-Assad

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s