وإن تحت التهديد، فنانون سوريون يرسمون احتجاجاً

 ريما مروش

14 مايو/أيار 2012

تم عرض لوحة الفنان طاريق بطيحي في معرض Artists From Syria Today، بيروت

في سوريا، أي شخص يعبر عن رأيه ضد نظام الرئيس بشار الأسد فهو يخاطر بالتعرض للمضايقة، والاعتقال وأحياناً أسوأ من ذلك. أحد رسامي الكاريكتير المشهورين والذي سخر من الأسد في رسوماته، تم سحبه من سيارته من قبل عصابات مؤيدة للنظام وكسر يديه في الصيف الماضي.

إن الشخصيات المعروفة مثل المطربين والممثلين يتم الضغط عليهم أكثر كي يبقوا صامتين. حتى مجموعة صغيرة من الرسامين السوريين ليست محصنة – ولكن قد يجذب ذلك من يشتري أعمالهم  من خارج سوريا.

الفنانة هبة عقاد كانت قد توقفت عن الرسم في الربيع الماضي عندما بدأت الاحتجاجات في سوريا. لقد روعت بحقيقة أن القوات السورية كانت تطلق النار على المتظاهرين في الشوارع .

“لم أعد أريد الرسم مرة أخرى” تقول. “لقد كنت مهتمة بما يجري من حولي، لذلك ذهبت لأكون مع الناس. مهما كانوا يفعلون، أردت أن أكون معهم”.

من عمل الفنانة هبة عقاد2012

لقد بدأت عقاد بالتظاهر في حييها في العاصمة السورية، دمشق. لقد كان الرجال يرفعوها على أكتافهم بينما هي تصدح بشعارات ضد الحكومة، كان هذا في حي محافظ، الذي كان يتجنبها لقرارها بعدم ارتداء الحجاب في وقت ما .

دامت المظاهرات لأشهر عدة. ثم جاء التهديد، “لقد كان هناك ضغط كبير. كان من الصعب الخروج في مظاهرات”، تتذكر قائلة.

لقد بدأت قوات الأمن السورية تسأل عنها في حييها. في إحدى المرات، حاولت العصابات الموالية للنظام اقتحام منزلها، كما وطاردتها في الشارع. لذلك توقفت عن التظاهر وأصبحت تمضي وقتاً أطول في المنزل.

“هنا بدأت أشتاق للرسم”، كما تقول. “ولكن كان لدي شكوك إذا كنت سأستطيع الرسم بعد كل هذه الأشهر التي مضت”.

لقد تم حديثاً عرض لوحات عقاد في معرض في بيروت من ضمن أعمال فنانين سوريين آخرين. عبر المخرج مارك معركش Marc Mouarkech قائلاً إن أعمال عقاد هي من إحدى أفضل الأعمال لديه.

“إنها تحب استخدام القماش، اللوحات والأوراق وتمزج كل شيء مع بعضه”، كما يقول، بينما يشير إلى إحدى رسوماتها القماشية ذات الوسائل المختلطة والملونة. “حاولت أن تصور هنا مشهد فتاة خائفة حقاً مما يجري من حولها. بإمكانك أن ترى أشخاص قتلوا ولكن بالألوان. إنها تحاول دائماً استخدام أشياء ملونة فقط لتضيف الأمل إلى لوحاتها”.

يقول معركش إن هؤلاء الفنانين هم أساساً ممنوعون من عرض هكذا أعمال في سوريا. معظم المعارض الآن في سوريا مؤيدة للنظام. لا أحد يشتري أعمال فنية والمعارض الصغيرة تغلق. لذلك فإن هذا المعرض خَاطَرَ وأخبر الفنانين أنهم يستطيعون عرض أعمالهم في بيروت، التي تبعد فقط ساعة عن الحدود السورية.

“لقد تم احضار الأعمال الفنية إلى هنا بثلاثة أقسام مختلفة، أو دعنا نقول، لقد تم تهريبها”، كما يقول. “لذلك وصلت إلى هنا قبل ثلاثة أيام فقط من الافتتاح”.

يقول معركش بأنه لم يكن لديه أي فكرة ماذا تحتوي الصناديق. عندما فتحها لم يجد فقط أعمال هبة عقاد ولكن وجد أيضاً رسومات، ص

ور ومنحوتات لـ 15 فنان سوري آخر. لقد تم بيع كل الأعمال تقريباً، بعد أسابيع قليلة من المعرض.

أجمع الناقدون والفنانون على أن الفن السوري هو من أقوى الفنون في المنطقة. ولكن الاهتمام بالفن السوري أيضاً مستوحى من الأخبار عن حركة الاحتجاج التي يبدو بأنها تتحول إلى نزاع مسلح.

لقد تم عرض اللوحات السورية في معرض آخر في بيروت. العمل هنا يصور حشد من الوجوه التي تبدو كمظاهرات شعبية، صور لمحاربين ورجال يظهرون وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم.

بدأ حديثاً، المحامي فارس أبي يونس، الذي سيشتري إحدى هذه اللوحات، بتجميع اللوحات الفنية، يقول بأنه يستجيب بقوة للعمل حول الانتفاضة العربية.

“ينتابك شعور بأنها تعبر عن شئ حقيقي فعلاً، شئ مرتبط بواقعنا”، كما يقول.

بالنسبة لهبة عقاد فالأمر يتعلق فقط في أن تعيش هذا الواقع قبل أن تتمكن من رسمه. تقول هبة “كانت رسوماتي قبل الثورة شخصية جداً”. “لقد كنت أهتم فقط بالأشياء الشخصية. الآن، أنا أهتم بما يجري بالبلد وبتجربتي بالثورة. لو لم أعش هذه التجربة مع الناس في الشارع، لن أكون قادرة على الرسم”.

عقاد تعيش الآن في المهجر. تقول بأن السوريين الذين مازالوا في الداخل، ومازالوا يخرجون في مظاهرات، حالهم الآن أسوأ مما كانت هي تفعل. كل ما تريده هو أن تعود إلى بلدها حيث يكون العنف قد انتهى لتستطيع الرسم مرة اخرى.

المصدر

Even Under Threat, Syrian Artists Paint In Protest

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s