بيع الأسلحة الروسية والصينية إلى الأنظمة الاستبدادية، الجزء الثاني (الصين). الصين: التوأم الشرير

ماثيو فاندايك matthewvandyke

17مايو/أيار2012

  مدونة مناضل الحرية

تقوم روسيا بتزويد الأنظمة الاستبدادية في العالم بالوسائل التي تحد من التدخل الغربي، إلا أن الصين تقوم ببيعها واحدة من أسوأ أدوات القمع ضد شعوب هذه الأنظمة: ألا وهي المدفعية. (المدفعية، كما حُددت في تقرير للجيش السوري الحر، تشمل مدفعية الدفاع الجوي، مدافع هاون وقاذفات صواريخ وبنادق وقاذفات FROG من عيار 100 مم وما فوق)

مدفعية بيعت من قبل الصين (2003- 2010) عدد: 1890

مدفعية بيعت من قبل الولايات المتحدة (2003- 2010) عدد: 390

ولكن، لِمَ المدفعية؟ إن قصف الأسد للمدن السورية، كما فعل بحمص، يدل على أهمية المدفعية التي تعد أساسية في شن حملة فعالة ضد انتفاضة شعبية.

خريطة تبين أضرار المدفعية بعد قصف جيش الأسد مدينة حمص- سوريا

إن استخدام المدفعية من قبل بشار الأسد في سوريا حقّق العديد من الأهداف:

  1. ساعد استخدام المدفعية الأسد في تفادي الوقوع في الخطأ الذي وقع فيه القذافي- وهو استخدام القوى الجوية لقصف المعارضة- الأمر الذي أدى إلى دعوات لفرض منطقة حظر طيران وأدى في نهاية المطاف إلى التدخل العسكري الغربي لإسقاط النظام.
  2. سمح القصف المدفعي للنظام بقتل ليس فقط المطالبين بالحرية، بل أيضاً المدنيين، والحد من انشقاق محتمل للمجندين، بالإضافة إلى زيادة الشعور بالسأم من حالة الحرب من قبل السكان.
  3. إن التدمير واسع النطاق لعدد من البلدات والمدن كان بمثابة إنذار للمدنيين لعدم القيام بدعم الانتفاضة، ولتثبيط عزيمة الثوار المسلحين وردعهم عن القيام بالسيطرة على المدن خشية رد النظام الذي سيفضي إلى تدميرها.
  4. يوفر استخدام المدفعية للنظام بعض المبررات القابلة للتصديق ظاهرياً، وذلك عندما يتم قصف بعض الأبنية المدنية (كالمشافي ومراكز الإعلام) متذرعين بالنيران غير المباشرة للمدفعية.
  5. تسمح المدفعية للنظام قصف العدو من مسافة بعيدة، وبقاء عناصر الجيش معاً، وبالتالي منع أي عملية انشقاق لبعض الوحدات وانضمامها للطرف الآخر.

وهكذا يتم شراء المدفعية الصينية بالإضافة إلى كل ما يملكه النظام من المدفعية الروسية التي تم شراؤها في الماضي والتي لا تشتمل حتى على مدافع الهاون ذات العيار الأقل (60مم -80مم). حصلت سوريا وغيرها من الأنظمة الاستبدادية على مخزون هائل من قذائف المدفعية من أجل تسوية مدن وتدمير أي انتفاضة ضد حكمهم.

وكانت الصين عدائية بشكل بارز فيما يتعلق بمبيعات المدفعية إلى إفريقيا. حيث قامت كلٌ من الجزائر، السودان ومصر (خلال حكم مبارك) بشراء مدافع هاوتزر howitzers عيار 155 مم من الصين. وقامت الصين أيضاً بشحن قذائف الهاون والصواريخ لرئيس زمبابوي روبرت موغابي Robert Mugabe  على الرغم من الضغوط الدولية عام 2008.

وفي حال عدم حيازة الأنظمة الأموال اللازمة لدفع ثمن الأسلحة، تقوم الصين بمفاوضات تجارية للموارد الطبيعية للدول، وبالتالي اضطرار الأنظمة بنهب المزيد من خيرات البلاد وموارد شعوبها مقابل الحصول على أسلحة للبقاء في السلطة. يشكّل هذا أحد الأسباب التي دفعت الصين للقيام بصفقات مع دول منبوذة دولياً تعاني من عقوبات من قبل بلدان أخرى: إذ نظراً لضعف هذه الدول تضطر الأنظمة للقبول بصفقات موارد بشروط مفيدة جداً للصين مقابل الحصول على أسلحة. وهذا يعطي الصين فرصة لتوسيع نفوذها في العالم الثالث والحصول على الموارد التي يعتمد عليها لتحقيق النمو الاقتصادي.

حماية استثماراتهم

لا تقتصر منافع تجارة الأسلحة الروسية والصينية مع الأنظمة الاستبدادية على المال والموارد فقط. لا بل يتعدى ذلك إلى أن روسيا والصين تنظران إلى نفسيهما كقوى عظمى تنوي نشر نفوذها في جميع أنحاء العالم. ويُنظر إلى الأسلحة الصينية كبدائل رخيصة للأسلحة الروسية ونتيجة لذلك تعد الصين كموازنة بديلة لكثير من الأنظمة الاستبدادية. ومع تركيز الصين على القوة الإقتصادية كوسيلة لبسط نفوذها في العالم، فإن ذلك يشكّل فرصة لهم لشحن أسلحة رخيصة لدول العالم الثالث مقابل الحصول على شروط تجارية مؤاتية وموارد طبيعية بالإضافة إلى تأسييس موطئ قدم لهم في البلدان النامية.

لقراءة الجزء الأول من المقالة انقر هنا

Russian and Chinese Arms Sales to Authoritarian Regimes – Part 1 (Russia

المصدر

Russian and Chinese Arms Sales to Authoritarian Regimes – Part 2 (China)

China: The Evil Twin?

أضف تعليق