رســـالة إلى ســـوريا

رســـالة إلى ســوريا.. كتبتها إيرين تيريز ديلفين، وهي طالبة أمريكية، تعيش في بورتلاند، وكانت قد زارت سوريا في العام 2006، لتكون تلك بداية عشقها لسوريا وشعبها لما رأته من كرم ونقاء الشعب السوري. إيرين تحب الطعام السوري، وخاصة المحمرة.

 

قمنا بترجمة الرسالة بناء على طلبها لتصل إلى كافة الشعب السوري ..

—————————————————————–

من مدنـي إلى مدنـي

السلام عليكم،

لقد عبرت أصداء صرخاتكم المحيط، تجمع الماء كلما انهمر الدمع على وجنتيّ وأنا أطالع التقارير الإخبارية عن القتل والمجازر، عن الكره والحرب.

لم أعد قادرةً على قراءة هذه القصص دون أن أعطي صوتاً للأحاسيس التي تعتري قلبي. أريد أن أقف إلى جانبكم وأشدَّ على أيديكم، لكن أفضل شيء أستطيع القيام به اليوم هو كتابة هذه الرسالة.

سوريا التي عرفتها ذات مرة، كانت مليئة بالابتسامات وأكواب الشاي، ومحلات الحلويات وألعاب الطاولة. كانت مليئة بالترحاب العفوي والهدايا لغريب لم تعرفه أبداً.

لا أستطيع الجزم بأني أعرفكم، ولكن ربما نكون على معرفة ببعضنا البعض بطريقة ما.

نحن نعيش في عالم يتحكم به الآخرون، ويوجهه العنف. ولابد أنكم تعيشون في خوف شديد، فأنا عن نفسي خائفة عليكم. ولا أعلم إن كانت هذه هي البداية أو النهاية، أو ربما في مكان ما بينهما.

نحن مدنيون، فأنا أنتم، وأنتم أنا. جميعنا ننتمي إلى الإنسانية.

رسمياً، المدنيون هم أولئك الذين لا يعطون أو يتلقون الأوامر بقتل الآخرين، وهم من لا ينتمون لجماعة مسلحة. بالفعل، إننا في غالب الأوقات مدنيون، بعائلاتنا وأصدقائنا الذين نشاركهم أوقاتنا على هذه الأرض. نأكل الطعام ذاته، ونصاب بالأمراض ذاتها، ونروي الطرفات ذاتها، ونضحك، ونقع في الحب، ونغضب، لكن هذا الغضب يجب  ألا يكون موجهاً إلى بعضنا.

ربما يجب أن نغضب، لكن الغضب يجب أن يكون موجهاً ضد الشر. فقتال الناس الآخرين يستلزم الأسلحة والهجوم، لكن قتال الشر يحتاج إلى الحب والعاطفة. لذا فلنقاتل الشر سويةً، أنتم تقاتلونه هناك، وأنا أقاتله هنا.

سنحب الأشخاص من حولنا إلى درجة لن يجد معها الشر أي منفذٍ يتسلل منه. سنصنع السلام مع أعدائنا لكي لا يجد العنف له مكاناً في هذا العالم. ربما نستطيع أن نتعلم كيف نحقق العدالة دون ثأرٍ أو ندم.

حتى لو كنت تحمل سلاحاً، تستطيع أن تصبح مدنياً حين تضعه جانباً.

يا ترى، ما الذي سيكون عليه العالم إن حكم قادته كالمدنيين، متسلحين فقط بالعاطفة والأمل لمستقبل أفضل؟

أتساءل إن كنا سنعرف الرد على ذلك أبداً.

شكراً لقراءة رسالتي، وأرجو أن تردوا عليها إن أعجبتكم.

إيـــرن

One response to “رســـالة إلى ســـوريا

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s