الفن يجلب البهجة لأطفال الحرب في سوريا

نشرت في موقع التايمز بقلم مارتن فلتشر

 Syrian refugee children’s drawings done in Atmeh camp on the Syrian, Turkish border

أقلام التلوين أقوى من السيف

يعيش في مخيم أطمة للاجئين شمال سوريا حوالي 4000 طفل دون سن ال12 في الوحل و القذارة. يتجمعون حول الزوار بخرق متسخة يرتدونها. كلامهم قليل وأقل منه ضحكتهم. كل مايفعلونه التحديق بعيونهم السوداء الحزينة التي يسكنها الضياع والحيرة، ولذلك سبب .

لقد رأوا من الرعب في عامين أكثر مما رأى معظم الغربيين في حياتهم قاطبة: منازل وقرى قصفت ودمرت، أقارب وأصدقاء قتلوا أو جرحوا. تركوا كل ما ألفوه في رحلة عبر بلاد دمرتها الحرب. ليجدوا الحدود التركية قد أُوصدت في وجوههم، يعيشون ـ الصقيع والجوع ـ في خيام نُصبت على فدان من الوحل.

صفاء الفقي خريجة فنون جميلة من حلب عمرها ثلاث و عشرون عاماً، تعيش الآن في مدينة أطمة، لديها فكرة أفضل من الآخرين حول المعاناة النفسية لهؤلاء الأطفال. فهي تتردد على المخيم منذ عدة أشهر مسلحة بأوراق وأقلام تلوين اشترتها من مالها الخاص، تعطيها للأطفال ليرسُموا كل ما يخطر في أذهانهم.. وكانت نتائج الرسومات أكثر تعبيراً من أي كلام يمكن أن يقال.

لدى الآنسة فقي أكثر من 500 لوحة, 80% منها تصور مشاهد الحرب. منازل تقصف بالدبابات و الطائرات و المروحيات. و لهب يتصاعد من بيوت مدمرة و غالباً ما يتم تلوين القنابل بلون أحمر كالدم و فيها نقط كتعبير عن الشظايا. الثوار يطلقون على الطائرات من رشاشات مُحمّلة على شاحنات بيك أب.

في احدى اللوحات يطلق الجنود النار على سيارة اسعاف. و في أُُخريات يحمل المتظاهرون لافتات و أعلام الثورة, و لكن بعضهم يتمدد ميتا أو ينزف. هنالك رسوم لخيم المعسكرات، بوّابات حدود مغلقة ، وحرس يومئ بالتوقف. تعابير طفولية متناقضة تكشف عن معانٍ فظيعة.

ماتبقى من ال20 بالمئة من الرسوم لها تعبيرها أيضاً. فهي تشير إلى التّوق لتلك البراءة المفقودة. رؤى مثالية لبيوت جميلة ، شطآن و أشجار ، عصافير و فراشات و أقواس قزح، و حتى شخصيات (أعواد الثقاب) تعزف على البيانوـ أي شيء باستثناء الحرب. بعضها فيه قوالب حلوى و فواكه و أصناف طعام مختلفة غير متوفرة الآن. قليل منهم يُظهر العلم السوري الرسمي، و ليس علم الثورة ، لأن الأطفال يربطونه مع حياتهم السلمية الأكثر سعادة قبل الانتفاضة.

قالت الآنسة فقي بأن أغلب الأطفال لم يمسكوا بقلم منذ عامين و أن الكثيرين يوَدون الالتحاق بصفوفها التي لاتستوعب كل هذه الأعداد من الأطفال. أحياناً تجد مئتين أو ربما أكثر بانتظارها في حين لا تستطيع أن تأخذ إلا بعضاً منهم.

“عقولهم متأذية بشكل شديد” تقول( الآنسة فقي). الرسم “يساعدهم على التخلّص من الضغط الذي يعانون منه. ولا يستطيعون التعبير عنه، و لكن بإمكانهم رسمه. فيغادرون بعد ساعتين أو ثلاث سعداء”.

Source:

The Times

Art brings solace to the children of war in Syria

هنالك ثورة تحدث في المخيمات الفلسطينية في سوريا

 هنالك ثورة تحدث في المخيمات الفلسطينية في سوريا

مع بداية فقدان بشار الأسد لسيطرته على دمشق فإن مكوناً شعبياً مهماً يتم تجاهله قد يلعب دوراً سياسياً مؤثراً.

نغم عيسى

تحليل

2 أبريل/ نيسان 2012

لا يوجد تقديرات لأعداد الفلسطينيين الذين قضوا منذ بداية الاضطرابات في سوريا, ولكن تصاعد المطالبات بإسقاط النظام السوري لم يمر مرور الكرام على الفلسطينيين في سوريا، والذين يُقدر عددهم بنصف مليون. إن ازدياد التوتر مع السلطات السورية قد يسجل تغييراً في توجه الثورة في العاصمة بشكل خاص، والتي تحتضن مخيم اليرموك, أكبر مخيمات الفلسطينيين في سوريا.

منذ اندلاع الثورة تشبثت النخب السياسية الفلسطينية في سوريا بالوقوف إلى جانب النظام. وكان في مقدمتهم الصاعقة (النسخة الفلسطينية لحزب البعث)، والجبهة الفلسطينية [الشعبية] لتحرير فلسطين-القيادة العامة، والتي ساهمت بشكل فعلي في أعمال الترهيب واعتقال المشتبهين على خلفية التظاهر من أجل الديمقراطية. وتحت قيادات من أمثال أحمد جبريل، قاموا بدعم ادعاءات النظام بأن الأسد هو حامي فلسطين، وأن النظام السوري يواجه تمرداً مسلحاً يقف وراءه إسلاميين جهاديين وقوى غربية داعمة لإسرائيل. استمر في القراءة