أمل هنانو
30 مارس/ آذار 2012
في 20 مارس/ آذار من العام الماضي، أحضر أحد ضباط المخابرات في دمشق مجموعة من المراهقين من درعا وقال لهم: “لقد أسأتم الاحترام للرئيس لكنه قرر العفو عنكم”.
فوجئ الأولاد، فقد تم حجزهم من قبل السلطات لأكثر من شهر، وبشير أبازيد الذي كان في 15 من عمره في ذلك الوقت لم يستطع أن يصدق ما سمعه، لأنه في كل مرة كان يقال للأولاد بأنه سيتم الإفراج عنهم، إلا أنهم كانوا ينقلون إلى فرع مخابرات آخر.
وبشكل ملحوظ تم إعادة المراهقين إلى درعا في ذلك اليوم. “لقد كنا مذعورين طوال الطريق إلى المنزل”، يتذكر بشير. عندما اقتربوا من المدينة وتوجهوا إلى المركزالرئيسي لحزب البعث، شاهدوا منظراً لم يعرفوه إلا في التلفاز. لقد شاهدوا حشوداً متراصة في الشوارع.
“اعتقدت أنهم يحضرون الساحة لإعدامنا”، يقول. “امتلأت أعيننا بالدموع عندما وصلنا إلى الساحة. أمرنا الضباط بإسدال الستائر في الباص. وهذا ما جعلنا أكثر خوفاً. انتشر الخبر بين الناس بأننا داخل الحافلة، فأحاطوه. وعندها فتحنا النوافذ رأيت إخوتي وأعمامي. كانت أمي تبكي. فقفزت من النافذة”. أحد إخوة بشير احتضنه وقال باكياً: “هل ترى كل هؤلاء؟ لقد أتوا من أجلكم”.