أسقف يوضح وضع المسيحيين في سورية

26 حزيران / يناير 2012

ذكرت صحيفة الصليب اليومية بأن أحد الأساقفة قد قام بتوضيح وضع المسيحيين في سوريا خلال اجتماع جمعيات الإغاثة الكاثوليكية في الشرق الأدنى في اجتماعها السنوي الذي انعقد الأسبوع المنصرم في روما.

قدمت شخصية كنسية رفيعة المستوى، تعيش وتعمل في سوريا، بهذه المناسبة العديد من المواد الجديرة بالاستماع حول وضع المسيحيين في سوريا والذي يعتبر مصدر قلق لعدد كبير من الغربيين.

استمر في القراءة

حقيقة كذبة انتصار الأسد

برنارد جيتا BERNARD GUETTA

21 مارس/ آذار 2012

لم نكن نود الحديث عن هذا الإثبات، ولكنها الحقيقة: فبعد 12 شهراً من الاحتجاجات الشعبية التي تخللها إطلاق نار بشكل ممنهج وبدم بارد من نظام بشار الأسد، وعلى الرغم من ذهوله من شجاعة هذا الشعب الذي تحدى الرصاص لنيل حريته، فإن نظام القتل هذا لم يكن يتحدث بأكثر من لغة النار ليستعيد ميزاته.

في يوم الاثنين، كان القتال لا يزال مستمراً في دمشق. اشتبك جنود منشقون مع الجيش، إلا أن حمص سقطت ودُكت بالقنابل، وقُصفت بلا هوادة لأن مقاومتها أرعبت النظام. فيما كانت إدلب ممهدة بالألغام من طرف الحدود التركية، التي كان ينبغي الذهاب إليها في الأسبوع الماضي، يهاجم النظام المدن والمناطق المتبقية التي لم تكن تحت سيطرته. امتدت الاحتجاجات في سوريا لأسباب ثلاثة:

  استمر في القراءة

الثورة والمسيحيون في سورية

You can read an English translation of this article here. Et en Français.

أوائل آذار / مارس 2012

–      سورية والنظام الحاكم

        سورية بلد شرق أوسطي يزيد تعداد شعبها عن العشرين مليون نسمة، يحكمه حزب البعث منذ العام 1963 وعائلة الأسد منذ العام [1]1970. النظام الحاكم نظام شمولي ديكتاتوري يكرّس تركّز السلطة في مراكز نفوذ، ينتمي أغلب أفرادها إلى طائفة دينيّة تعد حوالي 10% من سكان البلاد، هي الطائفة العلويّة، مكوّناً بذلك مثالاً واضحاً عن الأوليغارشيّة. ومن أجل تأمين سيطرة حازمة على مقاليد الأمور في البلاد، تم إنشاء ودعم أجهزة أمنية عديدة ذات صلاحيات غير محددة، هي في حال تنافس فيما بينها للحصول على رضى الرئيس. ومن هذه الأجهزة: أمن الدولة، الأمن السياسي، المخابرات العامة، المخابرات العسكرية، مخابرات القوى الجوية… وقد فرض هذا النظام في البلاد قانون طوارئ لفترة امتدت إلى أكثر من أربعة عقود، وهو قانون يسهّل ويقنون خرق حقوق الإنسان والمواطن، وما زال العمل به جارياً عملياً  إلى اليوم، رغم إلغاءه نظرياً منذ أشهر.

        إنه نظام أمني-عسكري لا يتقن إلا العنف والمساومات، وسيلة للتواصل مع الآخرين شعباً ودولاً، والسنوات والعقود الماضية زاخرة بانتهاكات متمادية كماً ونوعاً لحقوق الإنسان الأساسية: مراقبة، خرق الخصوصية، اعتقالات، تعذيب ممنهج، مجزرة تدمر، مجزرة حلب، مجزرة حماة[2]

–      اندلاع الثورة السورية

        منذ ما يقارب العام ثار قسم كبير من الشعب السوري بعد أن ازداد جرأة نتيجة لما شهده في تونس ومصر ولاحقاً ليبيا، كاسراً حاجز الخوف في بلد كان يدعى “مملكة الصمت”، وقد لاقت ثورته قمعاً شديداً تجاوز حدوداً كثيرة وصل في يومنا الحاضر إلى قصف الأحياء السكنية المأهولة بقذائف الدبابات ومدافع الهاون والأسلحة الصاروخية، وقد تجاوزت الحصيلة حتى الساعة عتبة الـ 8000 قتيل وعشرات آلاف الجرحى وعدد أكبر من المعتقلين. وإحدى أسوأ نتائج هذا القمع الشديد هو تحول جزء لا يُستهان به من الثورة إلى الكفاح المسلح الضعيف التنظيم، بعد أن اعتمد الكفاح السلمي البحت لأشهر طويلة، وأيضاً تَسَرّبْ نزعة إسلامية سلبية، انتشرت خصوصاً بين أوساط المسلحين من الثوار، هي حصيلة خيبات الأمل المتتالية، من جراء تمادي القمع، وعجز العمل السياسي الوطني المعارض، والمبادرات العربية والدولية عن وضع حدّ لما يتعرضون له.

–      موقف المسيحيين

        تتراوح التقديرات الإحصائيّة حول نسبة المسيحيين السوريين بين 5 و10%، يتوزعون على عدة كنائس منها الشرقي الأرثوذوكسي، وهو الغالب، ومنها الشرقي الكاثوليكي بالإضافة إلى كنائس لاتينية وإنجيلية محدودة العدد والانتشار. ويبدو من الواضح أن أغلبهم مؤيد للنظام القائم حالياً، رغم كل ما جرى ويجري على أرض الواقع، بينما تقف في الجهة الأخرى أقلية مسيحية معارضة تساند الثوار في مطالبهم، وتشاركهم كفاحهم، خاصة السلمي منه.

        الجزء المؤيد للنظام من بين هؤلاء يملك دوافع مختلفة، فمنهم من هو مصاب بحالة من فوبيا الإسلام، والمقصود بالإسلام هنا هو الإسلام السني حصراً[3]، وجزء آخر من المؤيدين الأكثر يفاعة، هو من اقترن وعيه لما حوله ولواقع البلاد، بفترة تولي بشار الأسد زمام السلطة، فتأثر بالصورة التي قُدِّمَ بها هذا الرئيس: شاب، عصري، منفتح، تلقى تعليماً غربياً، زوجة جميلة ونشيطة… تأييد هذا الجزء من المسيحيين للنظام يتأتى أيضاً من جهله بالتاريخ الحقيقي لسورية، فقد قُدم له هذا التاريخ في المدارس والجامعات من خلال المناهج التعليمية الرسمية، وكأنه بدأ مع حزب البعث وعائلة الأسد. أيضاً نجد بين المؤيدين من يدعم النظام لارتباطه به، لجهة المصالح المادية، وهؤلاء عادة ما يكونون من أصحاب رؤوس الأموال.

        أخيراً، جزء من الفئة التي تسمى رمادية أو وسطية، والتي تضم كماً لا بأس به من المثقفين، تُعلن حيادها تجاه الصراع الحاصل، وذلك لصعوبة تبريرها للقمع الذي يمارسه النظام، بينما تُضمر دعمها له لأسباب متنوعة، منها ما ورد أعلاه.

        في الجهة المقابلة نرى أقلية من المسيحيين تقف في صف الثورة، أي في مواجهة النظام، هؤلاء بمعظمهم ليسوا أشخاصاً عَرَفوا التزاماً سياسياً منظماً، هم مثقفون إجمالاً وكثيرون منهم علمانيو النزعة، بل إن قطاعاً لا بأس به منهم، لا يخفي إلحاده أو لا أدريته، رغم أنهم يُحسبون مسيحيين “اجتماعياً”.

استمر في القراءة

“إنهم يطلقون النار على الأطفال”

“إنهم يطلقون النار على الأطفال”

“كنت مذهولاً، لرؤية هؤلاء الأطفال الأبرياء كيف أصبحوا ضحايا لهذا النزاع. منظمة اليونيسيف تقول إن حوالي 500 طفل لقوا حتفهم إلى حد الآن. قبل بضعة أيام قرأت خبراً عن طفل يبلغ من العمر 10 أشهر تم اقتياده مع عائلته المؤلفة من 17 شخصاً في قرية قريبة من حمص، حيث تم صف العائلة باتجاه الجدار وقام الجنود برميهم بالرصاص الحي، للأسف الطفل ذو العشرة أشهر كان من بين الضحايا. قبل أيام قليلة قرأت قصة أخرى أكثر حزناً: كان هناك طفل يشارك في جنازة طفلة صغيرة، قتلته قوات الأسد. لقد رأينا وسمعنا الكثير من القصص المأساوية”.

هذه هي شهادة المونسنيور ماريو زيناري Mgr. Mario Zenari، السفير البابوي في دمشق.

Giacomo Galeazzi

Rome

3يناير/ كانون الثاني 2012

صرح السفير البابوي في سوريا المطران ماريو زيناري من خلال لقاء معه على راديو الفاتيكان بأن الشعب السوري عانى الكثير من الظروف المأساوية، وقام بسرد تلك الظروف التي تمر بها سوريا خلال هذه الأيام.

“في هذه الأوقات فإن كل الطوائف المسيحية على اختلاف مشاربها – بعضها في وقت متقدم وبعضها في وقت لاحق – دخل في زمن الصوم الكبير الطقسي”، كما قال. استمر في القراءة