جورج فريدمان George Friedman
ستارفور جلوبال انتلجينس
نيسان/ أبريل 2012
تعود تركيا للظهور كقوة إقليمية ذات أهمية. فإلى حد ما , تركيا الآن في صدد العودة إلى الوضع التي كانت عليه ما قبل الحرب العالمية الأولى عندما كانت مقر الإمبراطورية العثمانية. ولكن كون هذا النظير العثماني ذو تقييم سطحي في فهم الوضع, فإنه فشلَ في أخذ التغيرات الحالية للنظام العالمي في عين الاعتبار. لذلك, ولفهم الاستراتيجية التركية, نحن بحاجة إلى فهم الظروف التي تجد نفسها فيها اليوم.
إن نهاية الحرب العالمية الأولى جلبت معها نهاية الإمبراطورية العثمانية وانحسار السيادة التركية على آسيا الصغرى وشريط من الجانب الأوروبي على البوسفور. أدى هذا الانحسار إلى تقليص سيطرة تركيا الواسعة الامتداد، والتي حاولت الحفاظ عليها كإمبراطورية تمتد من شبه الجزيرة العربية إلى منطقة البلقان. من الناحية العملية, إن هذه الهزيمة ساعدت تركيا على حل مشاكل مصالحها الاستراتيجية والتي أصبحت تفوق قدرتها. وبعد الحرب العالمية الأولى, أعادت تركيا ترتيب مصالحها بما يتناسب وقدراتها. فعلى الرغم من أن البلاد أصبحت أقل مساحة بكثير, إلا أنها أقل عرضة للخطر مما كانت عليه إبان الإمبراطورية العثمانية.