وسط العلويين: تقرير نير روزن من سوريا

تنويه

دأبت العديد من وسائل الإعلام الغربية في الآونة الأخيرة على تصنيف الشخصيات العربية في المقالات والتقارير الأخبارية في قوالب طائفية ونشر خرائط “طائفية” لسوريا بدعوى تحديد مواقع الاحتجاجات ضد النظام في سوريا وعلاقتها بالتركيبة الطائفية للبلاد، نود أن ننوه هنا إلى أن هذه الخرائط غير دقيقة في أغلب الأحيان كما أنها تعكس أنماطاً معينة من التفكير لدى بعض الدوائر الإعلامية والسياسية في الغرب التي تسعى لفرض رؤية معينة على الصراع الدائر في سوريا وطبيعة النظام السياسي المستقبلي فيه.

من الصعوبة البالغة بمكان رسم خرائط توضح التركيبة الطائفية في بلد تتنوع وتتداخل مكوناته الطائفية مثل سوريا (أو لبنان أو العراق)، فغالباً ما يعيش أبناء الطوائف المختلفة في مناطق سكنية مختلطة أو متجاورة سواء في الأرياف أم المدن الكبرى التي شهدت هجرات واسعة من شتى المناطق، لذلك فإن أي محاولة لوسم منطقة جغرافية بأكملها بانتماء طائفي معين لا تخلو من إغفال أوتشويه للكثير من الحقائق على الأرض، كما تتجاهل هذه الخرائط الانقسامات الأفقية داخل المجتمع السوري وداخل هذه الطوائف كالانقسامات على أسس طبقية اقتصادية.

إلى جانب ذلك فإن حصر الشعب العربي في قوالب طائفية ورسم الخرائط الطائفية عادة استعمارية قديمة مازالت موجودة لدى العديد من دوائر صنع القرار في الدول الغربية، حيث ما تزال النظرة السائدة هناك أن الإنسان العربي غير قادر على الارتقاء بوعيه إلى مستوى المواطنة المدنية، فهو يبقى بالنسبة لديهم أسير طائفته مما يجعله عاجزاً عن تكوين انتماءات أو علاقات سياسية تتخطى حدودها، الأمر لا يقف عند ذلك فالعديد من هذه الخرائط يعكس تصور ومخططات الساسة الغربيين لمستقبل المنطقة، حيث يتم صياغة وصناعة القرارات السياسية بناءً عليها، وهذا ما حدث بالضبط في العراق حيث دخل الأمريكيون إلى هناك بتصور مسبق أن العراقيين مقسمون طائفياً بحدود جغرافية واضحة، لذلك وقبل بروز أي انقسامات طائفية في العراق على الأرض قام الأمريكيون بتأليف المجلس الوطني العراقي الانتقالي –تحت إشراف السفير الأمريكي آنذاك بول بريمر– على أسس المحاصصة الطائفية مما عمل على ترسيخ انقسامات المجتمع العراقي وساهم بشكل رئيسي في أحداث العنف الطائفي التي اجتاحته بعيد الغزو الأمريكي.

فريق المترجمون السوريون الأحرار


وسط العلويين: تقرير نير روزن من سوريا

نير روزن Nir Rosen

27 أيلول/ سبتمبر 2012

يتم التعرف على معاقل العلويين السوريين من خلال الجنازات والمآتم . في القرداحة الواقعة في محافظة اللاذقية الجبلية، مسقط رأس سلالة الأسد، شاهدت شرطيين يقودان دراجتهما النارية إلى أعلى التلة وصور بشار موجودة على الزجاج الأمامي للدراجة . تلحقهما سيارة إسعاف، تحمل جثة عقيد في أمن الدولة.  فيما كانت القافلة تسير، أطلق رجال من حولي رشقات من الرصاص.  أحرج ذلك الدليل الذي يرافقني لأني شهدت هذه الحادثة وادعى أنها تحدث للمرة الأولى . إنه شهيد، لذلك يعتبر المأتم عرساً.  يرمي طلاب المدارس والمعلمين الذين كانوا مصطفين على الطريق، الأرز والورود.  كانوا يهتفون لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله.  مئات من المشيعيين الذين اتشحوا بالسواد مشوا في شوارع القرية وصولاً إلى المقبرة المحلية للقرية . يهتفون “أهلاً بالشهيد”، والأسد أو لا أحد. استمر في القراءة

ما بعد سقوط النظام السوري

مجموعة الأزمات الدولية

بيتر هارلينغ Peter Harling ، سارة برايك  Sarah Birke

مشروع الشرق الأوسط للأبحاث والمعلومات Middle East Research and Information Project

2012/02/24


يقترب السوريون من الذكرى السنوية الأولى لما أصبح يعتبر أكثر حلقات الثورات العربية مأساويةً و بعداً وضبابية، فمنذ خرج المتظاهرون إلى شوارع المدن والقرى في أنحاء البلاد في شهر آذار/ مارس 2011، دفعوا ثمناً باهظاً لأزمة داخلية سرعان ما أصبحت متشابكة مع صراع استراتيجي حول مستقبل سوريا.

بالمقابل، شن نظام بشارالأسد الحرب على مواطنيه في محاولة فاشلة لإخماد أي تحدٍ حقيقي لحكم نظامه الممتد على مدى أربعة عقود، مخلفاً وراءه آلاف من القتلى، وأكثر من ذلك بكثير من المعتلقين القابعين في سجونه.

استمر في القراءة

خذلان جماعي للمجتمع السوري

بيتر هارلينج  Peter Harling

مدير مجموعة الأزمات الدولية (مصر، سوريا، ولبنان).

24 كانون الثاني/ يناير 2012

منذ شهور عدة، لم يتمكن النظام السوري أو المجتمع الدولي، ولا حتى المعارضة الخارجية، من تقديم مزيدٍّ من الأمل في حل الأزمة المتدهورة بشكل خطير. يبدو أنهم، وبشكل متصاعد، متواطئون عن غير قصد في إحداث حرب أهلية بالرغم من أنها لن تخدم مصالح أيّ طرف، وستزعزع الاستقرار في سوريا لسنوات، كما أنها ستنتقل إلى باقي المنطقة. إن سعيهم الدائم إلى توسيع مطالبهم قد يُخرب ما يسمى بالفرصة، والتي لا تزال موجودة للانتقال عن طريق التفاوض.

تتمثل رؤية النظام في اتخاذ إجراءات صارمة ضد مثيري الشغب المدعومين من الخارج، ومن ثم الانفتاح سياسياً ضمن حدود المعقول – كما حدث في الأردن والبحرين من وعود بإصلاحات محدودة. اللاعبون في الخارج عازمون حالياً على إزالة النظام. في النهاية إنه رهان، سوف يُدرك أنه لا يمكن تدميره؛ وهو رهان متردد بالفعل لعدم وجود خيارات جيدة بالإضافة إلى الخوف من الفوضى القادمة. وبناءً على ذلك سيتحركون على مضض للتخفيف من الضغط وفي الوقت المناسب، حتى ولو اُستأنف الاشتباك. إن المتعاطفين مع النظام ومع حلفائه حريصون جداً على التصديق بأنه قويٌ، وأن حركة الاحتجاجات مبالغ فيها من قبل وسائل الإعلام المعادية. وأن المؤامرة الخارجية شاملة وعاجزة على حد سواء، وأن المجتمع السوري مليء بالأمراض وهو خليط من الأصوليين والسفاحين ومأجورين من طرف ثالث – وأنه يستحق العلاج من قبل الأجهزة الأمنية فحسب.

استمر في القراءة

الابن سر أبيه

توماس فريدمان  Thomas L. Friedman

14 شباط / فبراير 2012

إن مشاهدة الجيش السوري يقوم باجتياح مدينة حمص لإخماد التمرد ضد نظام الرئيس بشار الأسد لهو طبعة جديدة لفيلم سيء من بطولة والد بشار، حافظ، حدث في هذا الشهر منذ 30 عاماً تماماً. أعلم ذلك لأني شاهدت النسخة الأصلية.

وصلت إلى بيروت في نيسان/أبريل 1982 كمراسل لصحيفة النيويورك تايمز The New York Times، وسرعان ما سمعت بقصص مرعبة عن الانتفاضة التي حدثت في شباط/فبراير في مدينة حماة السورية بقيادة الإخوان المسلمين، تم تناقلها بالكلام (حيث لم يتوفر انترنت أو هواتف جوالة في ذلك الوقت) مما ساعد الرئيس حافظ الأسد على قمع التمرد من خلال قصف جميع أحياء مدينة حماة ثم زرع الديناميت في المباني، بعض تلك المباني مازال سكانها داخلها.

حصلت على تأشيرة دخول إلى سوريا في أيار/مايو من ذاك العام، عندئذٍ كانت حماة قد تم إعادة فتحها. وكان النظام السوري يشجع السوريين على زيارة المدينة المكسورة للتأمل وأخذ العبرة. لذلك أخذت سيارة أجرة وتوجهت إلى هناك.

كان المنظر مذهلاً! دُمرت مساحات كاملة من الأبنية، وتم تسوية الأرض مكانها وتحويلها إلى مواقف للسيارات بحجم ملاعب كرة قدم. إذا ركلت الأرض قليلاً قد تشاهد قطعاً من الثياب أو كتاباً مهترئ، أو حذاء.

استمر في القراءة

خذلان سوريا: لماذا على العالم اليوم أن يكون مستعداً لسقوط الأسد وللعواقب المترتبة على ذلك؟

9 شباط/فبراير 2012

 كورت ج. ورثملر Kurt J. Werthmuller

 (باحث في معهد هدسون لحرية الأديان)

 

 فيما بدأ مجتمع السياسة الخارجية أخيراً الخوض في الأزمة السورية ببالغ الاهتمام، أصبح واضحاً على الفور مدى نأي العالم عن التوصل إلى إجماع بشأن نوعية رد الفعل تجاه قمع نظام الأسد الدموي للمعارضة (والذي حصد حتى الآن ما لا يقل عن 7000 شخص). وحول فشل إجراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي كان من شأنه التقدم بمطلب مباشر لوضع حد للعنف فضلاً عن دعوة الأسد إلى التنحي،عبّرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون السبت الماضي محذّرة من أنه “في ظل غيابنا عن العمل سويةً كمجتمع دولي فإن نهاية اللعبة ستكون حرباً أهلية”. هذا وقد استهلّ أيضاً أعضاءٌ في الكونغرس الأميركي مناقشة خيارات التدخل العسكري الأميركي (على الرغم من كون هذه الخيارات لا تزال بعيدة بشكل جليّ عن التوافق عليها أو تطبيقها). في المقابل، أكّد وزير الخارجية الروسي على تأييده لنظام الأسد، وذلك عبر توجّهه إلى دمشق لعقد اجتماعٍ ودّي مع بشار الأسد يوم الثلاثاء. في هذه الأثناء يختلف خبراء السياسة الخارجية الأميركية حول مسألة التدخل الأجنبي العسكري المباشر في سوريا، لكنهم يتفقون في المجمل على أن شرعية النظام قد أفلست وأنه لا بد من التعجيل بسقوط الأسد.

استمر في القراءة