البيت الأبيض يستثني الغارات الجوية في سوريا من الالتزام بمعايير “منع سقوط المدنيين” الصارمة

البيت الأبيض يستثني الغارات الجوية في سوريا

من الالتزام بمعايير “منع سقوط المدنيين” الصارمة

وسط تقارير عن مقتل نساء وأطفال في الهجوم الجوي الأمريكي، مسؤول [أمريكي] يصرح أن معيار “شبه المؤكد” غير معمول به.

مايكل إيسيكوف

أخبار ياهو | ٣٠ أيلول

hammam_yahoo

اعترف البيت الأبيض للمرة الأولى أن المعايير الصارمة التي فرضها الرئيس أوباما العام الماضي لمنع وفيات المدنيين جراء هجمات الطائرات بدون طيار لن تنطبق على العمليات العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق.

وجاء تصريح البيت الابيض لأخبار ياهو ليؤكد أن هناك سياسة اكثر مرونة مطبقة في هذا الشأن، ردا على أسئلة حول تقارير تفيد بأن ما يصل الى عشرة مدنيين من بينهم نساء وأطفال صغار قتلوا عندما أصاب صاروخ توماهوك قرية كفر دريان في محافظة إدلب السورية صباح يوم الثالث والعشرين من أيلول/ سبتمبر.

وقد وصف قادة في المعارضة العسكرية السورية القرية بأنها مركز مهم لجبهة النصرة -المرتبطة بتنظيم القاعدة،- حيث يعتقد مسؤولون أمريكيون أن أعضاء ما يسمى بمجموعة خراسان يخططون لشن هجمات ضد حركة الطيران الدولية.

ففي مؤتمر صحفي لأعضاء وموظفي لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي أواخر الأسبوع الماضي، وصف قادة مقاتلي المعارضة السورية عملية إخراج نساء وأطفال من تحت الأنقاض بعد أن دمر صاروخ كروز منزل لمدنيين نازحين بالخطأ.

ظهرت صور الأطفال المصابين بجروح بالغة أيضا على موقع يوتيوب، مما أسهم في تأجيج الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة في عدد من القرى السورية الاسبوع الماضي.

“كانوا يحملون الجثث التي يخرجونها من تحت الانقاض… رأيت سبع أو ثمان سيارات إسعاف خارجة من هناك،” قال أبو عبدو، وهو عضو سياسي في أحد فصائل الجيش السوري الحر، الذي حضر المؤتمر الصحفي لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والموظفين، “ونحن نعتقد أن هذا كان خطأ كبيرا.”

وقد صرح متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، عندما سئل عن الضربة في كفر دريان يوم الثلاثاء، أن القوات الأمريكية “استهدفت مجمعا لمجموعة خراسان بالقرب من هذا المكان، إلا أننا لم نر أي دليل في هذا الوقت لتأكيد ادعاءات سقوط الضحايا المدنيين.” إلا أن كيتلين هايدن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، قالت لياهو نيوز أن المسؤولين في البنتاغون “يأخذون جميع الادعاءات ذات المصداقية على محمل الجد وسوف يقومون بالتحقق” من التقارير.

في نفس الوقت، مع ذلك، قالت هايدن أن سياسة البيت الأبيض التي حظيت بصدى واسع، والتي أعلن فيها الرئيس أوباما العام الماضي منع إجراء غارات بالطائرات بدون طيار ما لم يكن من “شبه المؤكد” عدم سقوط ضحايا من المدنيين -وهو “أعلى مستوى يمكننا الالتزام به،” كما قال في ذلك الوقت- لا تشمل الضربات الجوية الامريكية الحالية في سوريا والعراق.

كتبت هايدن في رسالة بالبريد الالكتروني: المقصود من معيار “شبة المؤكد” أن يتم تطبيقه “فقط عندما نأخذ إجراءات [عسكرية] مباشرة (خارج مناطق المواجهات الفعلية،) كما تم التوضيح في ذلك الوقت.”

“إن هذا الوصف – خارج مناطق المواجهات الفعلية – ببساطة لا ينطبق على ما نشهده على الأرض في العراق وسوريا في الوقت الحالي.”

أضافت هايدن أن العمليات العسكرية للولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (المعروف أيضا باسم ISIS أو ISIL) في سوريا “مثل جميع العمليات العسكرية الامريكية، تجري بما يتوافق مع قوانين الصراع المسلح في التناسب والتمييز.”

قوانين النزاع المسلح تحظر الاستهداف المتعمد للمناطق المدنية وتلزم القوات المسلحة باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب قتل مدنيين بشكل غير مقصود قدر الإمكان.

لكن أحد مسؤولي إدارة أوباما السابقين قال أن بيان البيت الأبيض الجديد يثير التساؤلات حول الطريقة التي تعتزمها الولايات المتحدة للمضي قدما في الصراع الدائر في سوريا والعراق، وتحت أي سلطات قانونية.

“يبدو أنهم يخلقون هذه المنطقة الرمادية [الضبابية]” للصراع. قال هارولد كوه، الذي شغل منصب كبير المحامين في وزارة الخارجية خلال ولاية الرئيس أوباما الأولى. “إن لم نقم بتطبيق القواعد الصارمة [لمنع سقوط ضحايا من المدنيين] في سوريا والعراق، فلن تكون ذات قيمة إلى حد كبير.”

واجهت التساؤلات حول القتلى المدنيين جراء عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية إدارة أوباما منذ البداية، بعد أن زاد الرئيس من وتيرة الضربات بطائرات بدون طيار في باكستان واليمن، مما أسفر عن نقاشات سياسية داخلية ساخنة في بعض الأحيان.

اعترف أوباما للمرة الأولى أثناء حديثه عن هذا الموضوع العام الماضي في خطاب ألقاه في جامعة الدفاع الوطني،  أن الغارات الأمريكية  أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين، مضيفا: “بالنسبة لي ولزملائي في التراتبية القيادية، فإن هذه الوفيات ستطاردنا طوال حياتنا.”

وقالت مصادر مطلعة على معيار “شبه المؤكد” الجديد الذي أعلن عنه أوباما في ذلك الوقت، أنه من الناحية العملية، يتوجب على كل ضربة طائرة بدون طيار الحصول على الموافقة من قبل البيت الأبيض -أولاً من طرف ليزا موناكو، كبيرة مستشاري الأمن القومي لدى أوباما، وفي نهاية المطاف من قبل الرئيس نفسه.

أثارت هذه السياسة تذمر بعض المسؤولين في البنتاغون إزاء قيودها الجديدة، بحسب أحد المصادر، وأدت إلى انخفاض ملحوظ لهذه الضربات التي كان الجيش و وكالة الاستخبارات المركزية يجريانها.

وبينما لم يصرح البيت الأبيض إلا بالقليل حول المعايير التي تتبع أثناء توجيه الضربات في سوريا والعراق، فقد قال أحد المسؤولين السابقين الذين تم إطلاعهم في هذا الشأن، أن السياسة الأقل صرامة تعطي مزيد من حرية التصرف للقادة الميدانيين في القيادة المركزية الأمريكية لتحديد أهدافهم دون المستوى نفسه من الرقابة التي يقوم بها البيت الأبيض.

برزت هذه القضية في الاسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي لاثنين من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب واثنين من العاملين، عندما اشتكى قادة فصائل في الجيش السوري الحر، بمن فيهم أبو عبدو، من سقوط القتلى المدنيين – إضافة إلى حقيقة أن الأهداف كانت في مناطق خاضعة لسيطرة جبهة النصرة، التي تقوم بالتحالف في أحيان عديدة مع المعارضة العسكرية، المدعومة من قبل الولايات المتحدة، في حربها مع تنظيم الدولة الإسلامية والنظام السوري.

لكن واحدا على الأقل من أعضاء مجلس النواب الحالي، هو النائب آدم كنزنغر من الحزب الجمهوري من مقاطعة إيلينوي، والذي يؤيد فعلا أكثر قوة للولايات المتحدة في سوريا، قال انه لا يشعر بقلق كبير. “سمعتهم يقولون ان هناك ضحايا من المدنيين، لكن لم أحصل على تفاصيل” وذلك في مقابلة مع ياهو نيوز، “ولكن لا شيء كامل،” وأيا كان عدد القتلى المدنيين جراء الضربات الامريكية يبقى الأمر “أقل بكثير من وحشية نظام الأسد.”

المصدر

White House exempts Syria airstrikes from tight standards on civilian deaths

One response to “البيت الأبيض يستثني الغارات الجوية في سوريا من الالتزام بمعايير “منع سقوط المدنيين” الصارمة

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s