إعداد: ماكس فيشر Max Fisher
عن موقع الواشنطن بوست Washington Post
12 شباط فبراير 2014
في برنامج (فرونت لاين Frontline, PBS) التلفزيوني وضع إيفان ويكسلر Evan Wexler وسارة تشيلدريس Sarah Childress هذه الخريطة التي تظهر المجموعات الأربعة الرئيسة التي تسيطر على المناطق السورية، وذلك في فقرة جديدة من البرنامج امتدت لساعة من الزمن وتحدثت عن القتال هناك.
وتظهر الخارطة توزع السيطرة بين القوات الحكومية والأقلية الكردية ومقاتلي داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وثوار المعارضة.
لهذه المجموعات ألوان مختلفة لسبب وجيه: فباستثناء المكون الكردي للسكان، الذين يريدون في غالبيتهم حكماً ذاتياً أو استقلالاً تاماً، فإن المجموعات الثلاث المتبقية تناصب بعضها البعض العداء. كل مجموعة تريد السيطرة على سوريا، وتحمل رؤية لمستقبل البلاد تختلف رؤية البقية. وكما هو واضح، فكل مجموعة تسيطر على جزء لا يستهان به من الأراضي السورية.
يعد هذا الأمر واحداً من الأسباب التي تساهم في استمرار الصراع. لقد كانت المفاوضات بين الثوار والحكومة صعبة بما يكفي قبل ظهور “الدولة الإسلامية في العراق والشام” على مسرح الأحداث في العام الماضي. وبالمقارنة مع المواجهة بين طرفين، تجعل المواجهة الثلاثية من الحل أكثر تعقيداً: فأي اتفاق سلام محتمل يرضي طرفين اثنين قد يثير غضب الطرف الثالث، كما أن الحصول على ممثلين عن جميع تلك الأطراف، يعترف كل منهم بشرعية الطرف الآخر وبحقه في التفاوض، هو بحد ذاته عقبة كبيرة، ناهيك عن أن توصل الأطراف إلى أي اتفاق مشترك هو أمر شاق للغاية.
تظهر الخريطة وتقسيماتها سبباً آخر لصعوبة الصراع السوري: فلا يبدو أي طرف من الأطراف المتقاتلة قريباً من الحسم العسكري. فعلى سبيل المثال، لكي تتمكن المعارضة من كسب المعركة، يتوجب عليها أن تهزم القوات الحكومية وقوات داعش في نفس الوقت. إن النجاح في مواجهة خصمين رئيسين أو أكثر آن معاً، هو أمر لا تستطيع الحكومة ولا المعارضة ولا داعش تحقيقه.
عادة ما تكون الانتصارات العسكرية الصريحة بين ثلاثة أطراف أمراً شديد الصعوبة؛ فاقتراب احد الأطراف من تحقيق انتصار ما، يشكل لكل من الطرفين الآخرين دافعاً وسبباً مقنعاً للتعاون سويةً من أجل تجنب الهزيمة المحتملة.
هناك شكلان فقط لإنتهاء الحروب: إما أن تتفاوض جميع أطراف الصراع لتحقيق السلام، وإما أن يقهر أحد الأطراف البقية. إن الانقسام الكبير بين تلك الفصائل في سورية يجعل من من هذين الإحتمالين كليهما مسألة صعبةً للغاية، ولا يجعلنا بالنتيجة نستطيع أن نعتبره احتمالاً يلوح في الإفق.
في تشرين الأول/أكتوبر، وقبل أن يأخذ النزاع السوري شكل حرب ثلاثية الأطراف، اطلعتُ على وجهة نظر العلوم السياسية حول الحروب الأهلية المعاصرة ، ووجدتُ أن التوقعات عموماً تشير إلى استمرار تلك الحروب لعقد من الزمن، إن لم يكن لفترة أطول. بل إن نشوء جبهة جديدة متمثلة بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يعد إحدى العلامات المقلقة التي تشير إلى إمكانية استمرارية الصراع في سوريا لفترة قد تمتد لأكثر من ذلك.
المصدر:
This map of Syria shows why the war will be so difficult to end
Washington Post