تدريب المواطنين الصحفيين، هناك تطبيق لذلك الغرض

 براين كونلي Brian Conley

31 تموز يوليو 2013

“إلى الآن, كل شيء بخير, هناك الكثير من الإشاعات, لكن الوضع هادئ في بنغازي. على مد نظرنا, لا يبدو قرب المدينة أثر لقوات القذافي.”
كانت جودة الأقمار الصناعية على ما يرام. على بعد 5000 ميل على الطرف الآخر, لم تكن زوجتي مقتنعة بما كنت أقوله. كذلك لم يسعفني الوقت كوننا اضطررنا للهرب خارج بنغازي مع طواقم وسائل الإعلام العالمية على ظهر شاحنة جُهزت على عجل.

بدأت بالعمل بهذه المهنة عام 2005, قبل 6 سنوات من زيارتي الأولى إلى ليبيا. ذهبت إلى العراق مصطحبا معي حملا متنوعا من معدات التغطية الإعلامية ومستهلكاتها. ذهبت إلى العراق عازما على تسجيل ونشر قصص عن المواطنين العراقيين. تلك الرحلة القصيرة إلى بغداد والتي استغرقت ثلاثة أسابيع فقط, أسفرت عن مشروع استمر لثلاث سنوات, كما أسفرت عن أحد أهم الأمثلة عن المواطن الصحفي على الإنترنت. منذ أواخر عام 2005 وحتى بداية عام 2009، كان موقع Alive in Baghdad أحد أهم المواقع لقراءة قصص أعدّها عراقيين عن حياتهم, عن حياة المواطن العادي في العاصمة وحولها.

عام 2011, بعد عدة أسابيع من اندلاع الاحتجاجات في بنغازي, قمت بتقديم منحة صغيرة لإطلاق مشروع مشابه، Alive in Lybia. هدفنا كان البحث عن مواطنين صحفيين ليبيين ممن يريدون تطوير مهاراتهم, ومن ثم تقديم التدريب لهم والمعدات الأساسية اللازمة لعملهم. خططنا البقاء لثلاثة أسابيع في ليبيا إن كان ذلك ممكنا, وأن نشكل فريقا صغيرا لإدارة مشروع Alive in Libya، كما فعلت لسنوات عديدة في السابق.

من على ظهر شاحنة البيك أب, تحاورنا وشريكي لويس حول ما قد يحصل لاحقا, وكيف لنا أن نزيد أثرنا بدون أن نزيد المخاطر. بعد مرور 36 ساعة بدون أية معلومات من زملائنا الليبيين ذهلنا بنشر ستة قصص منفصلة توثق الهجوم على بنغازي والأحداث التي تبعته مباشرة.

لاحظنا عندها أن أي شخص يملك الطموح والرغبة بالنجاح, يستطيع أخذ صور رائعة ورواية قصص عن حياته بمجرد حصوله على بعض التدريب. بعد أشهر قليلة من رحلتنا الأولى إلى ليبيا, بدأنا بالتفكير بطريقة مناسبة لتوسيع أثر عملنا. هكذا أتت فكرة تطوير تطبيق مجاني يتيح لأي شخص رواية قصص مؤثرة باستخدام هواتفهم الذكية. بهذه الفكرة أردنا دمج التدريب الأساسي على إنتاج المواد الإعلامية مع طريقة آمنة, تتجنب الرقابة, لتوزيع القصص أو نشر المقالات.

صانع القصص StoryMaker تطبيق نتج عن تعاون بين عدد من المؤسسات التي لكل منها جملة خاصة من الأهداف: مدربون في الصحافة من Free Press Unlimited، خبراء أمن رقمي ومطورون من الـ The Guardian Project، مطورو تطبيقات لنظام تشغيل الهواتف الذكية Android من Scal.io وبالطبع فريقنا في Small World News. الهدف العام من هذا التعاون كان خلق تطبيق يتيح لأي شخص إعداد ونشر تقارير دامغة. من خلال العمل سوية, خلال أقل من تسعة أشهر، أتاح لنا التعاون تطوير أول تطبيق على الهواتف الذكية يهدف لتطوير مهارات أي شخص يريد إنتاج تقارير صحفية باستخدام هاتفه الذكي. StoryMaker تطبيق يجعل الصحافة النقالة أمرا سهلا للغاية.

حتى تاريخ نشر هذه المقالة, حمل تطبيق StoryMaker على 1500 جهاز حيث يساعد الصحفيين في العراق, مصر, ليبيا, تونس, المغرب وزيمبابوي لتغطية الأحداث في مجتمعاتهم المحلية, وفي إعداد التقارير الصحفية مستخدمين بذلك هاتفهم الذكي فقط. أملنا أن ينتشر تطبيقنا في العالم كله, لكن بالتحديد في مناطق النزاع وفي الأماكن النائية. عبر تمكين الأفراد من نشر القصص عند حدوثها قد نستطيع منع الفظائع.

الإصدار التجريبي لـ StoryMaker يتيح المجال للمستخدمين الناطقين بالإنجليزية أو بالعربية في كل أنحاء العالم, إيصال صوتهم. منذ الآن فصاعدا, يستطيع مواطنو سوريا ومصر نشر قصصهم بدون الحاجة إلى المرور عبر الصحفيين الذين يعملون لوكالات الأنباء الكبرى والذين هم في الغالب من بلدان أخرى. في المستقبل القريب, فإن تحديثات قادمة ستضمن للأفراد إعداد ونشر القصص في البلدان التي تقع خارج نطاق التغطية الإعلامية مثل كوبا, الريف الصيني, وأغلب أجزاء الهند باستخدام أجهزة هاتف ذكي لا تجاوز سعر الجهاز منها الـ 100$ أمريكي.

وكفائزين بمسابقة التحدي التقني لمنع الفظائع (تديرها منظمة (USAID، والتي وُجدت من قبل Humanity United ، نتمنى إعلام الجميع على أوسع نطاق بوجود مثل هذا التطبيق وبالإمكانيات التي يتيحها هذا التطبيق.

المصدر

Training Citizen Journalists: There’s an App for That

Huffington Post

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s