يعمل الأب أرنست جاهداً من أجل تأمين التبرعات للاجئين السوريين في القاهرة: “طلبت المال من جميع المهتمين والميسورين وقلت لهم: هلموا إليّ بنقودكم”
- كرس الأب أرنست نفسه لمساعدة اللاجئين السوريين في القاهرة. حتى المشاهير يقومون بجمع التبرعات لتقديم المساعدات المباشرة.
يتصل الأب أرنست بولسفوت هاتفياً برقم مصريّ ثلاث مرات في اليوم من مكتبه في برلين، يجيبه في الطرف الآخر أحمد ب. (اسم غير حقيقي)، وهو سوري متمرس لمهنة الطبخ. يخبره عن أحوال عائلته، أصدقائه ومعارفه الـ 170 الذين نزحوا من سوريا إلى القاهرة حيث ينتظرون انتهاء الحرب الأهلية في بلادهم.
يقول ارنست بولسفوت، الأب الكاثوليكي من رعية القديس لورينتيوس ذو ال 57 عاما، بصوته الخشن من جراء التدخين المتواصل: “أسأل أولا عن الشاب ذو التسعة عشر عاماً، والذي أصيب بالشلل نتيجة تعرضه لشطايا قنبلة، ولكن بعد إجراء عملية جراحية له أصبح قادراً على المشي والنطق مجددا”. ويضيف: “أحمد إنسان صديق، من خلاله تعرفت على هذه الحاجات والمصاعب. أشعر الآن أني مرتبط بهؤلاء الناس.
جمع الأب بولسفورت من رعيته مبلغ بحوالي الـ 15000، هي تكاليف علاج الشاب المصاب الشلل: “طلبت المال من جميع المهتمين والميسورين وقلت لهم: هلموا إلي بنقودكم. “أكبر التبرعات بلغ مبلغ 5000 يورو وأصغرها 2 يورو جاءت من إحدى الجدات” يقول الأب بولسفورت بأسلوبه الارتجالي.
لقد استطاع أن يجمع حوالي 30000 يورو منذ عيد الفصح. يذهب معظمها لدفع تكاليف المعيشة والسكن لحوالي 170 سوري من الذين يقطنون الآن في أربعة مساكن في القاهرة. “يتناوبون على النوم” يقول السيد أحمد ب.، وقد أخبر الأب ارنست أيضاً بحدوث بعض الشجارات بسبب ضيق الحال، وعدم توفر العمل، وبسبب الطريقة التي يُعزل فيها اللاجئون السوريون في مصر.
بالنسبة لأحمد ب. القاهرة أيضاً مكان غريب عنه. يأتي أحمد من مدينة حمص التي شهدت عنفاً مسلحاً شديداً، لكنه يقيم منذ سنوات بجوار حديقة الحيوانات القريبة من كنيسة القديس انسغار (Sankt Ansgar، والتي يخدم فيها الأب أرنست بولسفورت منذ عام 2005.
التقى الاثنان في الحوارات المسيحية الإسلامية التي ترعاها الأكاديمية الكاثوليكية. “تعرفت عليه عندما كنت مديراً للأكاديمية.” يقول الأب. قبل الفصح بقليل طلب السيد أحمد من الأب أرنست منه المساعدة قبل ذهابه إلى بلده الأم ليساعد في ترتيب لجوء عائلته.
بين اللاجئين في المساكن الأربعة يقيم العديد من الأطفال. كان لاحدى العائلات طفلان لديهما التهابات في العنينين، “كان بالإمكان إنقاذ النور في عيني الطفل ذو الثانية” يقول الأب بولسفوت الذي يريد جمع المزيد من التبرعات لمساعدة الاجئين.
يكلف السكن حوالي 2500 يورو شهرياً. بالإضافة لذلك هناك الطعام. “عندما يبدأ المرء بالقيام بهذا النوع من الأعمال، لا يستطيع التوقف. يجب علي الآن الاستمرار في تأمين المساعدة” يقول بولسفورت الذي لا يعرف كيف يحصل على مزيد من التبرعات بعد أن استنفذ كل مصادر التبرعات التي يعرفها.
قام الأب أرنست أيضاً بالاتصال بالمنظمات الكبيرة التي يعرفها. لكنها اعتذرت عن مساعدته لأنها غير مختصة بمساعدة الحالات الفردية، أما الجمعيات الخيرية فقد باشرت مؤخراً عملها على الأرض.”
لكن الأب أرنست لديه باع طويل في مجال جمع الأموال، فقد شكل منذ 20 عاماً جمعية بارثولوموس التي تساعد الرهبان “مساعدي مريم” في تأمين الدعم المالي اللازم لعملها في مساعدة المشردين، الأيتام، المصابين بأمراض الكبد والمصابين بمرض الإيدز في الهند، اثيوبيا وكينيا. تقوم الجمعية بجمع حوالي 30000 يورو سنوياً. “المساعدة المباشرة هو شعار الجمعية وهو ينطبق أيضاً على الوضع في سوريا” يقول الأب ارنست، “كلما فكرت ان عملي هو قطرة ماء تسقط على حجر ساخن، اذكر نفسي بالحكمة التالية: “إن لم أقم أنا بذلك من سيقوم به إذاً؟”
كريستيان شبرينغر، 47 عاماً، الكوميدي من مدينة ميونيخ الذي يتردد ظهوره على عتبة مسرح فول ماوسه Wühl mäuse في برلين، شكل نادي “مساعد الشرق” Orienthilfer” ، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف لمساعدة اللاجئين السوريين. يقوم كريستان أيضاً بجمع التبرعات وإرسالها إلى مخيمات اللاجئين التي زار عدداً منها في الأردن ولبنان، كوادي خالد في شمال لبنان حيث يلجأ العديد من السوريين من مدينة حمص ، وقام بتقدم الأدوية، والنقود، وألعاب الأطفال للمشرفين على المساعدات هناك.
بعد زيارته في يونيو، يتساءل شبرينغر “إن كانت هناك أية مساعدات ألمانية على الإطلاق”. لأنه وفي العديد من مخيمات اللاجئين التي زارها لم يسمع من القائمين عليها عن أي “خبز، جرابات، صابون، حرامات، أو يوروهات ألمانية. “هناك الآن مئات الآلاف من السوريين في حاجة ماسة.” يرجو كريستيان تقديم “المساعدة بدون أي تأخير”.
يبدو جمع الأموال والمساعدات في حالات الحروب الأهلية أصعب بكثير من حالات الكوارث الطبيعية، يقول الصليب الأحمر الألماني، والذي لا يملك إلى الآن مشاريع لمساعدة اللاجئين خارج سوريا. يقوم الصليب الأحمر الألماني بتأمين المساعدات لـ 5000 عائلة داخل سوريا بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر السوري. تم إرسال عدد من سيارات الاسعاف وسيارات الشحن إلى سوريا للمساهمة في التوزيع بالتعاون مع الهلال الأحمر. وهناك الآن موظفان في الصليب الأحمر الألماني متواجدان في بيروت ودمشق لتنسيق المشاريع وإطلاق مشاريع جديدة.
قامت جمعية دياكوني- كاتستروفين هيلفه الإنجيلية Diakonie Katastrophenhilfe في يوليو، وعن طريق منظمة وسيطة، بإرسال مواد غذائية، ألبسة، حرامات، بياضات مباشرة إلى الداخل السوري، وإلى المناطق الحدودية الأردنية واللبنانية أيضاً
والأب ارنست يستمر بالاتصال…
لمساعدة اللاجئين السوريين في القاهرة يرجى ارسال الحوالات إلى:
Spenden für die Füchtlinge in Kairo an:
Katholische Kirchengemeinde 5t. Laurrentius Bertin,
Konto-Nr. 600 096 7015,
BLZ: 370 601 93. Pax-Bank Bertin, Stichwort
“Syrischeflüchtlingshilfe”
لمزيد من المعلومات حول منظمات أخرى
المصدر:
Der TAGESPIEGEL
Berliner helfen Bürgerkriegsflüchtlingen „Her mit euren Piepen!“