بواسطة «ماكس فيشر» Max Fisher، 10/12/2012
« اتجاهات غوغل Google Trends» هي خدمة تقوم بتتبّع عدد المرات التي يقوم فيها مستخدمو «غوغل» بالبحث عن عبارات معينة خلال فترة من الزمن. وهي مؤشرٌ غير بالغ الدقة، ولكنه يساهم كثيراً في توضيح كيف يتم إدراك بعض الأخبار. وبناءً على معطيات البرنامج، يبدو أن العالم (أو بالأحرى الفئة التي تستخدم «غوغل») أصبحت ترى الصراع السوري المستمر منذ واحد وعشرين شهراً حرباً أهلية وليس ثورة أو انتفاضة.
في معظم مراحل الصراع، كان مستخدمو «غوغل» يقومون بالبحث عن معلومات تتعلق بـ «الثورة السورية» أكثر من «الصراع السوري» أو «الحرب الأهلية السورية». ربما يعود ذلك إلى الإرث الذي تركته الثورات في مصر وتونس، حيث كانت المظاهرات السلمية هي التي تقود الأحداث في الغالب. ولأشهر، كانت تلك حقيقة الأوضاع في سوريا أيضاً. في نيسان/ أبريل 2011، عندما بدأ التظاهرات في سوريا، كانت كلمة «ثورة» تشكل نسبة 99 بالمائة بين المصطلحات الثلاثة التي استخدمت في البحث. تلك النسبة بقيت مرتفعة حتى نهاية عام 2011، حيث بدأت بالانخفاض مع ازدياد عدد السوريين الذين بدؤوا يحملون السلاح حتى نهاية العام الماضي.
ظل مصطلح «الثورة السورية» المصطلح السائد للبحث حتى عندما قام نظام بشار الأسد باستخدام أسلحة أكبر وأثقل مع تصاعد عملية القمع، ليقتل الآلاف بالدبابات، المدفعية والطائرات الحربية.
بعد ذلك، وبتارخ 18 تموز/ يوليو، قام الثوار السوريين بتفجير مكتب حكومي في دمشق، أسفر عن مقتل ثلاثة من كبار مساعدي الأسد. وقد وصف كل من «ليز سلاي» Liz Sly و«باباك دهغانبيشه» Babak Dehghanpisheh من جريدة «واشنطن بوست» التفجير بأنه «اللحظة المحورية» في الصراع، ويبدو أن ذلك كان صحيحاً على مستوى رؤية العالم له، حيث ارتفعت أرقام البحث عن «الحرب الأهلية» و«الصراع» بصورة كبيرة، و يمكن ملاحظة الارتفاع المفاجئ بالرجوع إلى المخطط البياني. لكن مصطلح «ثورة» بقي المهيمن بين مصطلحات البحث.
من غير الواضح ما الذي حصل بالضبط في أيلول/ سبتبمر 2012 ودفع بمصطلح «الحرب الأهلية» ليحل محل «الثورة» كأكثر المصطلحات بحثاً، خصوصاً أن الصراع بين الثوار والنظام كان قد سيطر على التغطية الإخبارية لأشهر في تلك المرحلة. لكن يبدو أن تتالياً متسارعاً من الأحداث كان قد ساعد على تحويل وجهة نظر الرأي العام عن القتال في سوريا. ففي 22 أيلول/ سبتمبر 2012، نقل «الجيش السوري الحر» مقراته من تركيا إلى منطقة تحت سيطرة الثوار داخل سوريا. وبعد ثلاثة أيام، سقطت قذيفة هاون في مرتفعات الجولان، المنطقة التي تسيطر عليها اسرائيل، لترفع من المخاوف (غير المحققة) بأن اسرائيل قد تدخل الصراع. وامتد القتال أيضاً إلى المناطق المجاورة في لبنان. وفي حين أن أياً من هذه الأحداث بمفرده لم يحوّل الصراع من ثورة إلى حربٍ أهلية، إلا أنها جميعاً ساعدت على توجيه الرأي العام في ذلك الاتجاه.
يستعمل مستخدمو «غوغل» الآن مصطلح «الحرب الأهلية السورية» أكثر بثلاث مرات من «الثورة السورية». وقد حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي من أن البلد في خطر «حرب أهلية شاملة». ربما يكون المفوض أصوب حكماً من أكثر من مليار من مستخدمي «غوغل»، ولكن حسب تقرير الجمهور المتابع للأحداث في سوريا فإن سوريا تتجه بالفعل نحو الحرب الأهلية.
رابط التقرير الكامل على غوغل: http://goo.gl/zdCX0
المصدر
Google trends: The moment Syria’s ‘revolution’ became a ‘civil war’