بي بي سي – 6 تموز / يوليو 2012
ذكر مصدر مقرب من العميد مناف طلاس، والذي التقاه قبل مغادرته سوريا بأيام، لبي بي سي بأن مناف طلاس كان غاضبا جداً مما يجري في سوريا واتهم النظام “بأخذ البلد للخراب والدمار”.
ونقل المصدر عن مناف طلاس قوله حول الرئيس السوري بشار الأسد: “لو كنت مكان الرئيس لكنت فعلت كما فعل الرئيس التركي والسياسي الإصلاحي كمال أتاتورك أو لاستقلت بعد شهر من اندلاع الثورة”.
يعد العميد مناف، والذي هو قائد في الحرس الجمهوري، الأعلى مرتبةً من الضباط الذين انشقوا – وأول من انشق من الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد- منذ اندلاع الثورة في آذار ال2011.
وقد كان العميد مناف قيد الإقامة الجبرية بشكل جزئي منذ أيار/مايو العام الماضي وذلك بسبب معارضته لردة فعل النظام لانتفاضة الشعب.
كما كان من أوائل المسؤولين الحكوميين الذين التقوا المعارضة في آذار 2011 ساعياً لفتح حوار معهم وإيجاد حل سياسي للأزمة. وقد شارك أيضا في جهود المصالحة في ريف دمشق خاصة في دوما وداريا والتل كما في حمص وفي مسقط رأسه الرستن.
وقد قابل العميد طلاس أهالي العديد من المدن وساعدهم على إطلاق سراح العديد من معتقليهم، كما رافق عائلات من دوما للقاء الرئيس الأسد الذي وعدهم حينها بحل سلمي. لكن الرستن كانت نقطة التحول بالنسبة للعميد مناف طلاس.
في أيار/مايو الـ2011 تم قطع التيار الكهربائي وفصل شبكة الخليوي في الرستن وذلك تحضيراً لاقتحام المدينة من قبل الجيش النظامي. كان مناف طلاس قد طالب بإعادة الخدمات للمدينة ووعد المتظاهرين بأن لهم الحق بالتظاهر السلمي، الأمر الذي دفع المتظاهرين للهتاف باسمه احتفالاً بذلك، ما كان كافياً لإغضاب ماهر الأسد، شقيق بشار وقائد الحرس الجمهوري الذي أمر مناف طلاس بالبقاء في المنزل.
واصل العماد طلاس الذهاب الى مقر عمله لكنه جرِّد من أي سلطة لإصدار الأوامر. وقال شهود عيان أنه بعد ساعات من إعلان انشقاقه، تم مهاجمة منزله من قبل حشد من الناس تحت مراقبة الجيش.
و قد حاولت البي بي سي التحدث إلى أحد أفراد عائلة العميد طلاس إلا أنهم رفضوا أن يعلقوا على الخبر.
زوجته تالا خير وبقية افراد العائلة كلهم في باريس.
دور في المعارضة؟
يرى بعض المعارضين أن مناف طلاس لم تتلطخ يديه بالدماء السورية ويعتقدون أن بإمكانه لعب دور هام في المرحلة الانتقالية عن طريق إعادة بناء المؤسسة العسكرية. فيما يعقد أفراداً من الجيش السوري الحر الذي انشق أعضاؤه من الجيش، آمالاً على العميد طلاس كشخصية عسكرية لها سمعة طيبة.
خلال العشر سنوات الماضية كان يعمل وفق تعليمات من بشار الأسد لبناء علاقة طيبة مع المجتمع الثقافي السوري.
واتـُهِم شقيقه فراس طلاس، رجل الأعمال، بضلوعه في الفساد و بالاستفادة من النظام، لكن العديد من الناشطين قالوا أنه شارك إلى حد كبير في الانتفاضة عن طريق تقديم المساعدات الإنسانية للعائلات المتضررة.
وكان لفراس طلاس صلات قوية مع المعارضة وقد غادر البلاد قبل بضعة أشهر، متعهداً باستمرار دعمه للانتفاضة. وهو الآن يعيش في باريس.
المصدر