24 مايو/أيار 2012
جوليان فلاسنبروك Julien Vlassenbroek
فرانسواز فالماك Françoise Wallemacq
بيير بيتشينان أستاذ جامعي بلجيكي زار سوريا مرتين. في البداية كان مؤيداً لنظام بشار الأسد، ثم غير وجهة نظره بشكل كلي عندما صادف التمرد وعندما كان مسجوناً في حمص وفي دمشق.
“إن ما رأيته أولاً، هناك، في هذا المركز في حمص، ثم عندما نقلت إلى المركز الثاني في دمشق، كان حقاً الجحيم، الجحيم على الأرض”. إن شهادة بيير بيتشينان، المدرس البلجيكي الذي زار سوريا مرتين بشكل شخصي، تقشعر لها الأبدان.
” كانوا يقيدون الناس على طول الممر ومن ثم يوصلون الكهرباء، كانوا يُضربون حتى الموت، كان يصعب التعرف عليهم. كانت هناك جثث”، يروي، وهو يذكر أنه لم يتعرض شخصيا للتعذيب. “كان تعذيباً منهجياً بالفعل، ثم كانوا يقومون بتصفية هؤلاء الناس. كان هنالك قتلى في تلك الممرات. وفي دمشق أيضاً، كانت الزنزانات مليئة، كان الناس يصرخون طوال الليل، كان ذلك جحيماً”، وقد صرح بذلك إلى قناتنا.
كان من أنصار نظام الأسد في البداية، ثم حوّل موقفه بشكل نهائي.
التتمة، وهي مقابلة مع راديو بلجيكي اسمه RTBF
لقد كان هذا الأستاذ في البداية، وتؤكد ذلك مدونته، أقرب إلى نظام بشار الأسد ومستعداً للمساهمة في نشر خطاب الحكومة السورية.
لكن ما رآه هذه المرة جعله يغير قطعياً رأيه بخصوص الوضع. “أعتقد أن الحكومة السورية قد ارتكبت حماقة كبيرة بالسماح لي للذهاب ورؤية كل ذلك، وتحليلي اليوم هو أن حكومة الأسد، ليس فقط بشار الأسد، بل كل الفريق، فالغطاء السياسي- الاقتصادي الذي يحوم حوله، يتعلق بالسلطة، الواثقة من قوتها”، يضيف شارحاً. “إنه (نظام بشار الأسد) يقوم بسحق المعارضة كلياً بواسطة العنف”.
يعترف أنه أخطأ في تحليله الأول حول حجم الانتفاضة في سوريا. “أعتقد أنه يوجد اليوم جزء من الشعب، كنت اعتبرته أقلية سابقاً، وأعتقد أنني كنت مخطئاً، وعلينا وخصوصاً في حالات كهذه، أن نعترف بأخطائنا، يوجد جزء من الشعب يناضل في سوريا بهدف تغيير هذا الوضع”.
يعتقد، انطلاقاً من تجربته، أن خلاص سوريا يحتاج إلى” تدخل إنساني”. “أعتقد هنا أن علينا التدخل. لم أكن لأقول ذلك قبل عدة أيام، ولكنني أعتقد أن التدخل العسكري ضرورة حتمية في سوريا، خصوصاً وأن لا مصالح لنا، خلافاً لليبيا مثلاً، سيكون بالفعل تدخلاً إنسانياً”، يقول مؤكداً.
شهادة تدعم اتهامات تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2012
في تقريرها السنوي الأخير، اتهمت منظمة العفو الدولية Amnesty نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتعذيب وقتل المعتقلين والمتظاهرين السلميين. وبالنسبة لمنظمة حقوق الإنسان هذه، يمكن اعتبار هذه الأعمال جرائم ضد الإنسانية.
إن عجز القوى الدولية عن التأثير في مواجهة قمع المظاهرات المعادية للسلطة في سوريا، فضح عجز مجلس الأمن، حيث فضل أعضاؤه مصالحهم على حقوق الشعوب، بحسب المنظمة.
لقد أكدت بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة هذا الخميس في تقريرها، أن الجيش السوري والأجهزة الأمنية ترتكب “معظم حالات الاعتداءات الخطيرة على حقوق الإنسان”، وتتهم النظام السوري بممارسة التعذيب، حتى على الأطفال.
شاهد المقالة الأولى والثالثة:
(رابط المقالة الأولى – مع المتظاهرين في حماه)
(رابط المقالة الثالثة – سوريا : رحلة إلى الجحيم : في قلب سجون المخابرات السورية)
المصدر
Syrie, un Belge témoigne: “Ce que j’ai vu, c’est l’enfer sur Terre”