كوريا الشمالية ترى نذيـر شـؤم في الأزمة السورية

كيم  يونغ جين Kim Young-jin  – كوريا تايمز

9 شباط / فبراير 2012

هناك العديد من الروابط البارزة بين سوريا و كوريا  الشمالية، والتي بدأت تثير الانتباه إلى ما تعنيه الأزمة الحالية في الشرق الأوسط بالنسبة للنظام الاستبدادي في بيونغ يانغ.

دمشق، التي ترزح تحت ضغط دولي كبير بسبب حملة القمع الدموية التي تشنها على معارضيها في الداخل، تمثل حالياً واحدة من عدد متناقص من الدول الديكتاتورية في العالم العربي والتي على علاقة صداقة بالنظام الديكتاتوري في كوريا الشمالية – كما تعتبر شريكاً أصبح بقاءه محل شك بشكل متزايد – بعد سنة من الانتفاضات الشعبية.

وبهدف لفت الانتباه إلى أوجه التشابه بين قيادتي النظامين، أي بشار الأسد و كيم يونغ أون، نجد أن كل منهما كان قد ورث الحكم عن والده و أخذ على عاتقه تحد كبير في التمسك بالسلطة في وسط عزلة متزايدة و اقتصاد مترد.

يقول البعض بأن الحالة الدموية في سوريا تمثل فأل مقلق بالنسبة لكيم يونغ أون الذي ما زال نظامه يواجه صعوبة في الوقوف على قدميه بعد وفاة والده في كانون الأول.

ففي هذا السياق، يقول بيتر بيك Peter Beck ، مدير المؤسسة الآسيوية – مكتب كوريا، إنه “من المنصف أن نقول بأن قيادات كوريا الشمالية يراقبون تطور الأحداث ومن المحتمل أن يكونوا قلقين أو حتى مستنفرين”، ويضيف ” نأمل أن تصلهم الرسالة بأنه من دون إصلاحات فإن الضغطوطات ستزيد”.

الاتصالات بين النظامين كثيرة:

كان الأسد سريعاً في تهنئته لكيم يونغ أون بعد استلام الأخير للسلطة، و هي الخطوة التي  لقيت تقديراً بارزاً من قبل الناطق بلسان الحزب الحاكم في كوريا الشمالية، ويقول بيتر بيك بأن التغطية  رفيعة المستوى كانت ضمنياً تحذير للناس كي لا يفكروا حتى بانتفاضة.

وصل كل من الرجلين في شبابه إلى السلطة  بدون أخذ الوقت الكافي للتجهيز قبل التوجه إلى الأضواء. كلاهما تلقى تعليمه في أوربا وعقدت عليهما الآمال بالإصلاح عندما توليا السلطة. الأسد، كطبيب تدرب في بريطانيا قام برفع قانون الطوارئ الذي استمر لعقود في نيسان وبعد ذلك أرسل الدبابات إلى المدن لإخماد المظاهرات.

ينظر إلى كل من النظامين على أنه محمي من قبل لاعبين رئيسيين في مجلس الأمن، حيث قامت روسيا والصين باستعمال حق النقد (الفيتو) ضد قرار يدين الأسد. وتعرضت كلتا الدولتين للانتقاد جراء منعهما من معاقبة شمال كوريا لإغراقها سفينة تشونان الحربية  في العام 2010.

كما أن نشاطاتهم المتزايدة تلفت الأنظار نحوهما أكثر، حيث قال مدير المخابرات الوطنية في الولايات المتحدة جيمس كلابر James Clapper  مؤخرا بأن كوريا الشمالية مازالت تصدر الصواريخ الباليستية إلى سوريا وأنها ساعدت في تطوير المفاعل النووي الذي دمرته إسرائيل في العام 2007.

بالتأكيد فإن البلدين مختلفين في عدة نواحي و أبرزها التقسيمات العرقية في سوريا و التي ليست عاملاً في مجتمع كوريا الشمالية المغلق. لدى بيونغ يانغ شريان اقتصادي رئيسي في حلفها مع الصين، في حين أن اقتصاد سوريا قد هبط تحت وطأة العقوبات الاقتصادية التي ستؤدي يوماً ما إلى تفكك نظام الأسد.

البعض مثل باهنغ تاي-سيوب Bahng Tae-seop  من معهد سامسونغ للبحوث الاقتصادية في سيؤول، يرى أن للنظامين حصتهما في التشابه إلا أنهما يبدوان على مسارين مختلفين تماماً، مع ما يبديه نظام كيم جونغ-أون من التماسك ظاهرياً على الأقل، حيث يقول باهنغ: ” العديد يظن أن وراثة كيم للحكم تمر بسلاسة. لابد أنه يلاحظ ما يجري في الشرق الأوسط ولكنه يركز على عملية توريثه.”.

كيم، الذي يعتقد بأنه في أواخر العشرينيات من العمر، لمح إلى أنه سيكمل أولوية والده في السياسة العسكرية ومن المحتمل أن يدفع باتجاه برنامج بلاده النووي على الأقل على المدى القريب. و إمكانية أن يقوم بالاصلاحات الاقتصادية التي لها حاجة ضرورية تبقى معلقة في الهواء.

يتمني بيك من مؤسسة آسيا أن تقوم بيونغ يانغ بالنظر إلى سوريا والأنظمة الأخرى التي تدور حولها النقاشات الساخنة في العالم،  كمثال مقابل له عند التخطيط طريقها الخاص.

“أملي أن تقوم كوريا الشمالية بدراسة حالة مينمار عن كثب نظراً لتشابهها مع الحالة في سوريا، حيث تظهر مينمار تظهر بأن هناك طريق للأمام لا ينطوي على قتل شعبك.” حسب ما يقول بيتر بيك.

المصدر

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s