نقل الأسلحة إلى سوريا: الصادرات الروسية الجائرة

فالانتا راسكسون

 Valentine Pasquesoone

18 حزيران/يونيو 2012

في أول يوم من معرض أوروساتوري (Eurosatory) الاثنين 11أيار /مايو، وقعت مجموعة تاليس الفرنسية للدفاع  (Thales) اتفاق مع الشركة الروسية روسوبورون اكسبورت (Rosoboronexport) ، لنقل تكنولوجيا الكاميرات الحرارية بغية تجهيز الدبابات الروسية بهذه الكمرات. وقالت الشركة، في بيان لها أنه سيتم تركيب هذه الكاميرات في المدرعات المعروضة للتصدير، وبعبارة أخرى، ربما إلى سوريا.

في حين تعتبر روسيا المورد الرئيسي لأسلحة النظام السوري، فقد أثار العقد المبرم بين شركة تاليس وروسوبورن اكسبورت مخاوف جدية هذا الأسبوع.  وأضاف جان ماري فاردوJean-Marie Fardeau  مدير هيومن رايتس ووتش في فرنسا “المشكلة هي أنهم وقعوا عقدا مع شركة تصدر إلى بلد يقوم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية”. “هذا غير مقبول.” بين عامي 2007 و 2011، وفقاً لوكالة رويترز، شهدت توريد الأسلحة إلى سوريا وزيادة ما يقارب الـ  600٪ (ستة أضعاف) خلال السنوات الخمس السابقة وكانت روسيا وحدها قد قدمت  78٪ من هذه الأسلحة.

تصدير الأسلحة مستمر نحو سوريا

في 9 مايو أيار 2011، صّوت الاتحاد الأوروبي على فرض حظر على تصدير الأسلحة والمعدات إلى سوريا والتي يمكن استخدامها ضد المدنين.  لكن على الصعيد الدولي، عارضت روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بشدة هذا القرار. كونها حليفة منذ فترة طويلة لسوريا فإن  10٪ من صادراتها للأسلحة تصدر لها، وفقا لتقرير منظمة العفو الدولية.  وبحسب سجل الأسلحة التقليدية للأمم المتحدة، زودت روسيا صواريخ وقاذفات صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات وطائرات مقاتلة لسوريا – كما أنه تم نقل 81 آلة من هذا النوع في عام 2010.

 وروسوبورون اكسبورت لا تنوي خفض إمداداتها.  في عام  2011، صرح الرئيس التنفيذي للشركة بأنه “ما دام ليس هناك أي حظر (…) فإننا مضطرون لتنفيذ تعهداتنا التعاقدية” حسبما ورد في المجلة الأسبوعية روسيا ورابطة الدول المستقلة لصناعة أسلحة الدفاع  Russia & CIS Defense Industry  Weekly . وفي الثلاثاء 12 يونيو/ حزيران، صرحت المنظمة غير الحكومية آفاز Avaaz في بيان لها أن الإمدادات لا زالت تصل إلى سوريا، بدليل وصول سفينة أسلحة إلى هناك منذ قرابة أسبوعين فقط.  كما أن عقودا تبلغ قيمتها 3.5 مليار دولار ما زالت جارية بين البلدين.

روسيا “إعادة الحرب الباردة

الثلاثاء 12 يونيو/حزيران، في حين أن المنظمة غير الحكومية آفاز Avaaz دعت إلى مقاطعة الأسلحة الروسية، اتهمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون موسكو بالكذب حول صادرات الأسلحة لسوريا، مؤكدة أن مروحيات هجومية روسية قد جرى تسليمها. ” قالوا (…) إن كل ما أرسل لم تكن له أي علاقة بأحداث ” القمع. ”  غير أن هذا ليس صحيحاً البتة”، حسبما قالت وزيرة الخارجية.

رداً على ذلك أكدت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة 15 يونيو، أن طائرات الهليكوبتر المسلمة قد تم بيعها إلى سوريا منذ سنوات عديدة، وأنها أعيدت إلى سوريا بعد الصيانة وأن آخر عملية تصدير تعود إلى أوائل عام 1990،  كما ورد في تصريح اندريه فرولوف Andreï Frolov، رئيس تحرير مجلة روسية، لمكتب أنباء ريا نوفوستي Ria Novosti . في هذه الأثناء، لم يتردد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن يتهم الولايات المتحدة بتسليح المتمردين السوريين.

“هناك شعور بأن روسيا تعاود لعبة الحرب الباردة، وتأخذ للمجتمع الدولي كرهينة “، قال معقبا إيميريك إلوين المسؤول عن حملة “الأسلحة والإفلات من العقاب” التابعة لمنظمة العفو الدولية.  وأشار إلى أنه إذا كانت الأمم المتحدة قررت فرض حظر دولي على الأسلحة إلى سوريا، وبما أن موافقة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن أمر ضروري فبالتالي فان روسيا تشكل عقبة في وجه هذا القرار.

ضوابط إعادة التصدير تبقى هشة

بخصوص الصادرات المحتملة إلى سوريا، مجموعة تاليس ردت على استجواب مجلة نوفيل اوبزرفاتير Nouvel Observateur  لها مؤكدة أنه “وفقاً للعقد، وإلى القانون الفرنسي، لن تكون هناك إعادة التصدير دون إذن مسبق من السلطات الفرنسية”. وذلك، لأن العقد يتضمن نقل للتكنولوجيا، وسيتم إنتاج كاميرات التصوير الحراري مباشرة في روسيا.  إلا أن العديد من المراقبين يشعرون بالقلق إزاء قدرة السلطات الفرنسية على الضبط.

“وأياً كان نوع العقد، فإن مراقبة اللجنة المشتركة بين الوزارات لدراسة صادرات السلع العسكرية [CIEEMG]  تبقى نفسها”، كما أكد باتريس بوفيريه، مدير مرصد التسليح.  وبموجب ذلك فإن “نقل هذه التكنولوجيا سيتم تقدمه بنفس الطريقة من أجل موافقة الحكومة الفرنسية، بحيث يقع عاتق القرار النهائي على رئيس الوزراء.”  وإذا كان أي بلد يريد إعادة التصدير فإن عليه، إن كانت الآلات تحمل مكونات فرنسية، طلب الإذن من فرنسا”، يقول باتريس بوفيريه Patrice Bouveret

ولكن هذا الأخير، مقتنعا بأن المخاوف حول هذا الموضوع “مشروعة”. فقد قام بنفسه بزيارة جناح تاليس وروسوبورون اكسبورت في صالون أوروساتوري. “لقد قالت لنا مجموعة تاليس أن العقد لا قيمة  حقيقية  له، أنه لم يكن هناك خطر وانه ليس لديهم ما يقولون حول ذلك. في جناح روسوبورون اكسبورت قيم بطردنا عندما بدأنا بطرح الأسئلة “، يقول باتريس بوفيريه. وقد اعترف  ذا الاخير بأنه “بينما تحتوي العقود عادة على بند يمنع إعادة التصدير إلا أن بعض الدول قد تتجاهل هذا الشرط” . فإن تجاهلته روسيا، فأنا لست متأكداً من أن فرنسا ستتخذ إجراءات انتقامية.  وهي تحاول الحصول على عقود كبيرة مع هذا البلد “

موقف فرنسي متناقص؟

 أظهر النظام الفرنسي للرقابة على الصادرات بالفعل بعض” الأخطاء”  كما قال إيميريك إلوين Aymeric Elluin، من منظمة العفو الدولية. ” منذ بدء الصراع في ليبيا، قطر قدمت بالفعل صواريخ ميلان الفرنسية للمتمردين من بنغازي، “ولكن وزارة الخارجية لم تتلق أي طلب إعادة التصدير”  في حين طلبت فرنسا، الأربعاء، 13 يونيو، وقف “كامل لتصدير السلاح إلى سوريا”، (يجعل هذا العقد لمجموعة تاليس المنظمات الدولية تتساءل حول الموقف الفرنسي).

وكرر وزير الخارجية، لوران فابيوس  Laurent Fabius، صباح يوم الجمعة على راديو فرانس إنتر France Inter، بأن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت من قبل النظام في سوريا.  وأكد بأن “هناك مباحثات قائمة مع الروس” حول هذا الموضوع.  وصرح رداً على سؤال حول العقد الموقع من قبل شركة تاليس في أوروساتوري، بأنه “سيكون هنالك مشكلة كبيرة  لو تم إعادة استخدام هذه الأسلحة في النزاع السوري” . “إلا أن الوضع ليس كذلك”. “هل أنت متأكد؟”، تساءل الصحافي باتريك كوهين. Patrick Cohen ” لقد طلبت عمل جميع التحريات اللازمة”، أجاب الوزير.

المصدر

Transferts d’armes en Syrie : les exportations russes inquiètent

Le Monde

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s