ربما يظن الرئيس أن باستطاعته الانتصار

مع وقوف روسيا من وراءه, يعتقد نظام الأسد أن فرصته بالنجاة ما زالت متاحة

 إيكونوميست

23 حزيران / يوليو 2012| بيروت

 

لطالما بدت ملصقات عائلة الأسد الحاكمة ,والتي تملأ المباني الحكومية, خارج السياق بالنظر للتطور المتسارع للشعب السوري. ولكن الهوة بين الحكومة والواقع في ذلك البلد لازالت تتعاظم حتى الآن.

وبينما يتسبب العنف المتزايد بإقصاء عدد أكبر من السوريين، يرى النظام نفسه على نحو أقوى مما هوعليه.  و وفقاً لأحد الأشخاص الذين على دراية بعقلية النظام في دمشق، فإنهم ” يعتقدون أنهم ينتصرون”.

إن ارتفاع أعداد الضحايا ضمن القوات المسلحة, والذين يقفون الآن في الخطوط الأمامية في وجه الهجمات، والاستخدام غير المسبوق للأسلحة الثقيلة, يعزز رواية النظام بأنه يحارب جماعات مسلحة بشكل كامل، حيث يُقدم خصوم الرئيس بشار الأسد بالفعل مزيداً من الدعم للجيش السوري الحر, تتمثل في تجهيزات بسيطة و مناسبة، مُعززة بالمال الخليجي وأدوات اتصالات أمريكية.

ويبدوبعض الوزراء في الحكومة متقززين من العنف الذي ترتكبه الدولة. ولكن القادة الأمنيين يرون في التصعيد الخيار المفضل, بل الأوحد. ويقول البعض بأنه لوسُمح لهم بزيادة أعداد القتلى عما هي عليه اليوم والتي هي حوالي 12000 أوما يقارب ذلك بالاضافة لتحجيم المعارضة فسيكون بإمكانهم القضاء على الأزمة خلال عشرة أيام.

إن تصاعد العنف في الأسبوع الماضي بما في ذلك اطلاق النار من المروحيات, قد ترك مهمة مراقبي الأمم المتحدة في حالة يُرثى لها، ما أدى إلى تعليق دورياتها في 16 حزيران/يونيو بعد تعّرض بعض من مراقبيها الثلاثمئة لإطلاق نار.

في مقابل كل الثقة المعلنة، فإن النظام يتخوف من أمرين رئيسيين. أولهما فقدان السيطرة على دمشق, العاصمة التي تزداد ترنحاّ. لقد بددت الصدامات المتواترة بين الجيش والجيش السوري الحر ضمن أحياء رئيسية في قلب العاصمة أي أوهام للسلام.

ولمنع زحف الاضطرابات أكثر للداخل فإن الجيش يقصف الأرياف في دوما وقدسيا وحرستا مخلفاً عشرات القتلى. وفي الليل تقوم قوات الأمن المخيفة والجنود بحراسة حواجز تفتيش في مركز المدينة.

التخوّف الثاني للنظام يكمن في فقدان دعم روسيا, الحليف الرئيسي, والذي قد يُمهّد الطريق لعمل دولي. يقول خبراء عسكريون أن إرسال سفن روسية  لمرفأ طرطوس, حيث القاعدة البحرية الروسية, تبدو وكأن الروس يتحضرون لعمليات اخلاء مما يوشي بأن القادة في الكرملين يظنون أن الأمور ستزداد سوءً. ولكن المحاولات الأمريكية لحمل روسيا على التوقف عن اعتراض قرارات مجلس الأمن لإزالة الأسد لم تجد نفعاً أثناء لقاء فاتر جمع الرئيس باراك أوباما ونظيره الروسي فلايديمير بوتين في الثامن عشر من حزيران/يونيو. بعض كبار المسؤولين الروس فكروا ملياً بامكانية “الحل اليمني” حيث تم في النهاية ارغام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على مغادرة منصبه بعد 33 عاماً مقابل حصانة من الملاحقات القضائية وبعض المزايا لأفراد أسرته.

لاتزال لدى روسيا بعض الأوراق السورية لتلعبها. فلا تزال ترسل الأسلحة وتصلح المروحيات العسكرية وتتبادل المعلومات الاستخباراتية مع دمشق. وربما تحمي أموالاً تعود لشخصيات رسمية في مواجهة عقوبات غربية وأممية, بالاضافة لدعم الاحتياطي الأجنبي للدولة. ولكن لا أحد يعلم يقيناً مدى النفوذ الروسي. يقول البعض إن الأسد سيقاتل حتى النهاية أياً كانت نصائح روسيا.

المصدر:

The president may think he can win

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s