ناتاشا راينر Natacha Rainer
المصدر مجلة “عالم الآثار” Archeologie
19-06-2012
القنابل تمطر قلعة المضيق، الحصن المجاور لمدينة أفاميا في شمال غرب سورية والتي أنشأت في العام 300 ق.م. هذا الشيء الذي شاهدناه على موقع اليوتيوب حيث هناك أعداد مضاعفة من المقاطع تشهد أيضاً على تدمير المعالم التاريخية السورية.
أطلقت منظمة اليونسكو نداء استغاثة في 29 آذار/مارس 2012 من أجل حماية هذه المواقع حيث يوجد ستة منها مصنفة ضمن لائحة التراث العالمي- بالميرا (تدمر)، المدن القديمة في كل من بصرى وحلب ودمشق، قلعة الحصن، قلعة صلاح الدين والمدن المنسية في شمال سوريا.
من الصعب رغم ذلك عمل تقيم لحالة هذه الأماكن الثمينة، فقد وضحت فيرونيك دوغ رئيسة وحدة التراث العالمي للدول العربية، التابعة لليونسكو بأنه من المستحيل إرسال بعثة في ظل الصراع المستمر، وأنهم على إطلاع بما يحدث من خلال الصحافة والانترنيت.
ومع ذلك فإن الآيكوم ICOM ( المجلس العالمي للمتاحف) وبعثة الدرع الأزرق ( الصليب الأحمر للتراث) قد حصلوا على صور فضائية لبصرى في جنوب البلاد، حيث يمكننا أن نلاحظ أثار التخريب التي سببتها التفجيرات والأسلحة الثقيلة على الجامع العمري هناك، هذا ماقاله جوليان انفريونس Julien Anfruns العضو المتندب لهاتين المنظمتين.
في الواقع إن الصراع المسلح بين النظام ومعارضيه يولّد أضراراً كبيرة عند تبادل إطلاق النار أو عند الاستيلاء على مواقع استراتيجية في هذه المعالم، وكمثال على ذلك، لدينا قلعة الحصن التي يعود تاريخها لفترة الصليبين.
لكن عندما ترى الجيش يدمر بدباباته الأعمدة ذات القيمة الأثرية التي لاتقدر بثمن من أجل شق طريق بالقوة أو لحفر الخنادق عندها يمكننا أن نتأكد من أن قوته تتسبب بضرر كبير لهذه المعالم لايمكن أن تقارن بما تسببه قوة الثوار.
يقول روديرغيو مارتين، أحد أعضاء فريق التراث السوري على الفيسبوك والمؤلف بشكل ملحوظ من علماء الآثار الفرنسيين والسوريين، في تعليقه: “على الرغم من أنني على صلة مع الأشخاص الأكفاء في داخل سوريا، إلا أن صورة المواقع المخربة تبقى مستخدمة كأسلحة إعلامية”.
في بعص الأحيان فإن الإفادات ذاتها يتم نشرها من قبل الحكومة والمعارضة ولكن مع تعليقات مختلفة. ويرى سمير عبد الحق السكرتير العام لمنظمة ايكومس في فرنسا ( المجلس العالمي للمعالم والمواقع) بأن المجلس يعمل على صيانة التراث المعماري العالمي.
علاوة على ذلك فإن المجرمين يستفيدون من هذه الفوضى ليرتكبوا حفريات غير شرعية. كما أن هناك عملية نقل لآثار لاتقدر قيمتها بثمن عبر الحدود مع لبنان وتركيا، وكذلك فإن المباني غير القانونية تتزايد في بصرى وفي الأحياء القديمة في دمشق في المواقع المحمية عادة.