كان الوضع في سوريا هو المحور الرئيس أثناء رحلته إلى منطقة الشرق الأوسط. وزير الخارجية غيدو فيسترفيلله يتحدث عن فرص خطة عنان للسلام في سوريا والخيارات المتاحة لإيقاف حمام الدم هناك.
ديترش ألكسندر – صحيفة فيلت أم زونتاغ (العالم يوم الأحد)
9 يناير/ حزيران 2012
سؤال: السيد وزير الخارجية، هل فشلت خطة عنان لإحلال السلام في سوريا؟
فيسترفيلله: مازالت خطة كوفي عنان تشكل أفضل أساسٍ للحل السياسي. ولكن لا أحد ينكر حقيقة أن تطبيق الخطة لم ينجح حتى الآن وسوف يكون علينا جميعاً أن نمارس مزيداً من الضغوط لإنجاحها.
سؤال: ولكن ماهي سبل تنفيذ ذلك؟ لقد بدأتم فعلاً بمناقشة إمكانية تطبيق بعض الإجراءات وفقاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة…
فيسترفيلله: أكّد كوفي عنان أن العنف مستمر في سوريا وأن المسؤولية تقع على عاتق كلا الطرفين. ولكنه أكد أيضاً أن المسؤولية تقع في المقام الأول وبشكل أكبر على عاتق نظام الأسد. هذا يمكن، بل وينبغي أن يكون سبباً يدفع الحكومة الروسية لتعيد التفكير في موقفها وتُساهم في حل غير عسكري للأزمة وذلك عن طريق عقوبات يفرضها مجلس الأمن.
سؤال: هل ينطبق هذا أيضاً على المادة 42 من الفصل السابع، والذي يُجيز تطبيق إجراءات عسكرية على النظام السوري في حال عدم التزامه بالعقوبات؟
فيسترفيلله: إن الحكومة الاتحادية الألمانية لن تنوي المشاركة في التخمينات حول تدخل عسكري، الأمر الذي قد يُضعف فرص الوصول إلى حل سياسي، والتي وإن كانت تتضاءل، إلا أنها لا تزال موجودة.
سؤال: هل ترون أن هناك مؤشرات على أن موسكو قد تعيد التفكير في موقفها؟
فيسترفيلله: لدي انطباع بأن الروس يفكرون في عملية نقل السلطة.
سؤال: هذا يعني بأن سوريا المستقبل ستكون من دون الأسد؟
فيسترفيلله: من خلال زيارتي الأخيرة في المنطقة لمست انطباعاً لدى بقية الأطراف بأن نظام الأسد قد ذهب بعيداً وبأنه لم يعد لديه طريق للعودة.
سؤال: إن الحل اليمني يعني تنحي الأسد وذهابه إلى المنفى، كما حصل مع الرئيس اليمني. لكن نظامه الذي بناه سيبقى موجوداً.
فيسترفيلله: لا يوجد حل مثالي. لدينا خيارات محدودة ولدينا وضع على وشك الانفجار في المنطقة بأسرها، وبعد مناقشات وتقديرات مشتركة مع شركائنا، علينا أن نختار أفضل الممكن. ومن أجل هذا فإن مهمة كوفي عنان تعد مصيرية. علينا أن نعترف أننا لم نستطع حتى الآن ضم روسيا لموقفنا. فروسيا تمتلك في يدها أهم مفاتيح حل الأزمة. وأريد أن أقول لكل الذين يراهنون على التدخل العسكري كحل سريع إن مخاطر انتشار نزاع إقليمي في المنطقة كبيرة.
لقد أثبتت لي زيارتي للبنان أن لبنان وغيرها من البلاد المجاورة معرضة للعدوى من الوضع المتأزم في سوريا، الأمر الذي ينبغي علينا أن نمنع وقوعه.
سؤال: إن روسيا ترغب بأن يكون لإيران دور في مساعي حل النزاع، الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة بشكل قاطع. ما هو موقفكم؟
فيسترفيلله: أنصح بانتظار اقتراحات كوفي عنان. إنني أُثمنُ كل خطوة على طريق الحل السياسي، فالعامل الحاسم في النهاية هوما يمكننا تحقيقه سياسياً. كما أنه من الواضح أن الدول المجاورة لسوريا يمكنها أن تلعب دوراً مهماً.
سؤال: هل موسكو مهتمة فعلاً بمصالحها الاستراتيجية، أعني القاعدة البحرية في ميناء طرطوس، أم أنها ما زالت متأثرة بعقدة ليبيا؟
فيسترفيلله: توجد دوافع عديدة. بالطبع تلعب قضية الوصول لممر آمن في البحر المتوسط دوراً هاماً. لكن موسكو تدعي أيضاً بأن الغرب، وبحجة حماية المدنيين، قد تدخل عسكرياً في ليبيا.. ولكن ما فعله في الحقيقة هو قيادة عملية تغيير للنظام. وحتى لو لم نكن نشارك الروس وجهة النظر هذه، إلا أن علينا أن نأخدها على محمل الجد.
صحيح أن روسيا تصرح بأنها لا تحمي ظهر الأسد، ولكن نظام الأسد يتصرف على هذا الأساس. وروسيا تُشير دوماً، وهي محقة في إشارتها، بأن هناك قوىً في سوريا هي في الواقع ليست جزءً من المعارضة الديمقراطية، إنما تقوم بممارسة الإرهاب بحجة الدفاع عن النفس. وهذه القوى لا يعنيها أي تغيير سياسي سلمي.
سؤال: هل تعنون المقاتلين الإسلاميين المتشددين، الذين تسللوا من العراق؟
فيسترفيلله: إنها قوى متطرفة.. متعصبون.. إسلاميون مسلحون يريدون الوصول للسلطة عن طريق ممارسة الإرهاب.
سؤال: لقد قادتكم زيارتكم الأخيرة أيضاً إلى منطقة الخليج. هناك شعور ينمو بنفاد الصبر تجاه حقيقة أن “إخوانهم السنة” في سوريا يموتون يومياً. حتى الآن لم تقم السعودية وقطر بأي خطوات أُحادية، إلى متى برأيكم سيلتزمون بهذا الموقف؟
فيسترفيلله: صحيح أن شعوراً من الاضطراب والغضب المفهوم ينمو حالياً في الدول العربية، لكن جامعة الدول العربية مازالت تحث على حل سياسي. إنه لمن الغباء أن نحدد مهلاً زمنية، ينبغي على المرء ألا يبني توقعات وأحلام لا يستطيع تحقيقها في المستقبل. لكنه وبنفس الوقت من الصحة بمكان أن الوقت لا يمر فقط وإنما يجري جرياً.
سؤال: كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يعجل في حل الأزمة في سوريا؟
فيسترفيلله: أهم شيء الآن أن نطبق وبشكل مستمر خطة عنان وأن ندعمها بطاقة بناءة جديدة للوصول إلى حل سياسي. إن هذا الطريق مرهق ومحبط ومكلف.. ومن الممكن أن يكون مصحوباً بانتكاسات، ولكنه يبقى الطريق الصحيح.
من يدعو لتدخل عسكري في اللحظة الراهنة عليه أن يعلم أية مخاطر ستصاحب هذا التدخل: إن احتمالات تمدد الأزمة على كامل المنطقة حقيقة واقعة. وخطر قيام حرب إقليمية جدي جداً ويسبب لي قلقاً عميقاً. من يتخلى عن العمل على الوصول إلى حل سياسي فإنه يتخلى عن الناس في سوريا، وهذا ما لا ينبغي علينا فعله.
المصدر
Für das Assad-Regime gibt es kein Zurück mehr
Welt Online
استاذ فيستر فيله … حتى ولو وقعت حرب أقليميه شامله تبقى أرحم من هكذا أنظمه ….أقرأ تاريخكم جيدا هنا في اوروبا وماحصل من مجازر …في قارة اوروبا…