لماذا يشدد بشار الأسد على رواية تنظيم القاعدة

شهدت سوريا تدفق مقاتلين أجانب، ولكن النظام كان يدير خط الإرهاب منذ مارس/آذار الماضي للمساعدة في تبرير العنف الذي تمارسه الدولة.

إيان بلاك Ian Black، محرر شؤون الشرق الأوسط

الجمعة 18 مايو/أيار 2012

في سوريا، يعتقد الكثير من الناس العاديين أن حوادث مثل تفجيرات دمشق في 10 مايو/أيار لفقها النظام. تصوير: يوسف بدوي/ وكالة حماية البيئة EPA.

ادعى بشار الأسد منذ بداية الانتفاضة السورية في مارس/آذار الماضي أن أعداءه “عصابات إرهابية مسلحة” وليسوا متظاهرين سلميين إلى حد كبير يدعون إلى الإصلاح ومن ثم لإسقاط نظام حكمه.

في حرب “الروايات”، صمَمت دمشق نسخة تؤكد عنف المعارضة، حتى حين كانت القوات الحكومية وقطاع الطرق (الشبيحة) يطلقون النار دون رادع على المتظاهرين العزل في معظم الأحيان.

أما أعداء الأسد فقد حملوا السلاح تدريجياً، ولكن الغالبية كانوا منشقين أو انضموا إلى الجيش السوري الحر كقوة للدفاع عن النفس. وكانت الأعمال الوحشية مثل عمليات القتل الوحشية لجنود في جسر الشاغور استثناءً.

هناك القليل مؤكد في عالم الإرهاب المبهم، لكن الولايات المتحدة تعتقد أن جماعة من القاعدة هي التي نفذت تفجيرات منشأتين أمنيتين في دمشق في ديسمبر/كانون الأول باستخدام متفجرات وأساليب عسكرية أتقنت في العراق.

وتعتقد شخصيات من المعارضة وكثير من السوريين العاديين أن هذه الحوادث وأمثالها قد لفقت من قبل النظام لتقديم أعدائه كبش فداء وإسباغ صفة التطرف عليهم. وتنطبق خلافات مماثلة على تفجيرات دمشق يوم 10 مايو/أيار التي أسفرت عن مقتل 55 وجرح قرابة 400 شخص.

يحتاج الأسد إلى أعداء إرهابيين يزعم أنهم مدعومون من قوى خارجية كالسعودية وقطر وإسرائيل وتركيا لأنهم يشبهون روح الشرعية، والقومية العربية العلمانية التي يرغب في إظهارها – ويساعدون على تبرير القمع الذي تمارسه الدولة.

علق إيميل هوكاييم Emile Hokayem في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية: “هذا يتسق تماماً مع محاولة النظام لضمان ولاء السنة المتمدنيين، والأقليات الخائفين من حكم الإسلاميين عبر تصوير المعارضة كلها بأنها متطرفة وعنيفة ومدفوعة من الخارج”.

تمكنت أجهزة أمن الأسد من شن هجمات نظراً لرعايتها لجماعات جهادية عاملة في لبنان والعراق. ولأن عملاء المخابرات السورية على بينة بعدد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا البلاد، ربما تنكروا بصفة جهاديين لتجنيد جهاديين حقيقيين يرسلون في مهمات تستهدف المدنيين. وكما قال الخبيران هارون زيلين  Aaron Zelinوأندرو تابلر Andrew Tabler: “لا يشرعن هذا حكم النظام الإرهابي فحسب، بل ويوفر مبرراً لإصراره على أن الغرب، وكذلك الحكومات العربية وتركيا، لا تزود الأسلحة للثوار”.

ويقول هوكاييم إن الجماعات الجهادية السنية، المدعومة من سوريا في العراق والتي ليس لديها الكثير من القواسم المشتركة مع الأسد “العلوي” ما عدا أجندة مناهضة أميركا، على الأرجح “انقلبت ببساطة على نصيرها السابق”.

يبدو أن الجماعات الجهادية تعمل في سوريا. إذ حث زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري جميع المسلمين على محاربة نظام الأسد “السرطاني الخبيث”. وقد قتل مؤخراً تونسيين عدة في سوريا، وشق مقاتلون إسلاميون من ليبيا طريقهم إلى منطقة إدلب عبر تركيا. كما دخل آخرون إلى البلاد من لبنان والعراق ولكن بأعداد صغيرة على الأغلب.

ومع ذلك، فإن شكوكاً قوية تحوم حول أن الأسد يبالغ عمداً في هذه النقطة لأغراض سياسية ودعائية. قال دبلوماسي غربي: “حاول السوريون مؤخراً تضخيم تدفق المقاتلين الأجانب. لكن أغلبية المشاكل الأمنية الجدية لا تزال محلية”.

المصدر

Why Bashar al-Assad stresses al-Qaida narrative

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s