“لقد رأيت مذبحة ترتكب بحق الأطفال” يقول أحد الضباط المنشقين عن القوات الجوية في سوريا

فيما يحذر مبعوث الأمم المتحدة من اندلاع حرب شاملة، قام ضابط في الجيش بالكشف عن دليل دامغ حول عمليات القتل التي جرت في بلدة “الحولة”

مارتين تشولوف Martin Chulov

 الغارديان

2/6/2012

وصف ضابط كبير في الجيش السوري كيف قام بالانشقاق والانضمام إلى قوات المعارضة بعدما شاهد المئات من رجال المليشيات التابعة للنظام يقومون بتنفيذ مجزرة الحولة الشنيعة التي راح ضحيتها أكثر من مائة شخص من المدنيين قبل أسبوع.

وتأتي شهادة الرائد جهاد رسلان في الوقت الذي حذر فيه مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان أمس من ازدياد مخاطر اندلاع حرب وشيكة في سوريا، جاء ذلك في حديث له أمام اجتماع للجامعة العربية، حيث قال إن “شبح اندلاع حرب شاملة تنذر باتخاذ منحى طائفي يتنامى يوماً بعد يوم”.

وجاءت مخاوف أنان بعد تحذيرات أطلقتها يوم الجمعة الولايات المتحدة، وبريطانيا ومجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي قام بالتصويت بالأغلبية على إدانة النظام السوري لاربكابه عمليات القتل في بلدة الحولة.

جنود سوريون يظهرون ولائهم للنظام، وسط تأكيدات عن ارتفاع وتيرة الانشقاقات الحادة في صفوف الجيش منذ ارتكاب مجزرة الحولة – الصورة لوكالة الأنباء الفرنسية.

وتستمر عمليات القتل التي تمت بحق العديد من المدنيين، من بينهم 49 من الأطفال، بإثارة غضب المجتمع الدولي ضد مسؤولين من النظام السوري و ميليشيات مسلحة موالية له، والمتهمة بارتكاب عمليات القتل تلك.

وكان رسلان يؤدي خدمته العسكرية حتى يوم السبت في صفوف قوات الدفاع الجوي السورية في ميناء مدينة طرطوس الحيوي، وكان في بلدة الحولة في إجازة عندما تم قصف البلدة بعد الساعة الواحدة من بعد ظهر الجمعة الماضي، واقتحامها من قبل مليشيات مدنية، تعرف باسم “الشبيحة”، في واحدة من أفظع المجازر المرتكبة ضد مؤيدي الثورة السورية.

وتأتي شهادة الضابط لصحيفة”أوبزفير The Observer” عما حدث في الحولة من ضمن الشهادات الأكثر أهمية والتي خرجت إلى العلن منذ ارتكاب المجزرة التي أدت إلى تصاعد الاضطرابات التي تشهدها سوريا بعد مضي 16 شهراً منذ اندلاع أولى شرارات الربيع العربي.

وجاء في شهادة رسلان أنه كان في منزله الذي يبعد حوالي 300 متر عن موقع أول مجزرة في قرية (تلدو)، عندما قام مئات من الرجال الذين عرفهم على أنهم شبيحة باقتحام البلدة بسيارات وشاحنات تابعة للجيش وعلى الدراجات النارية.

“الكثيرين منهم كانوا صلعاناً ولديهم لحىً، كما أن الكثيرين منهم يرتدون أحذية رياضية بيضاء اللون و سراويل عسكرية، لقد كانوا يصرخون ’شبيحة للأبد.. لأجل عيونك يا أسد’، وكان من السهل التعرف على هويتهم”.

ويضيف رسلان: “لطالما أخبرونا بأن مجموعات مسلحة تقوم بقتل الشعب، بينما يقوم الجيش السوري الحر بحرق البيوت..، لقد كذبوا علينا، لقد رأيت ما فعلوه بأم عيني”.

وتحدث رسلان عن أن عمليات القتل التي تمت في منطقته انتهت في غضون 15 دقيقة، ولكن عمليات التدمير والتخريب استمرت في مناطق أخرى من الحولة حتى ساعات متأخرة من يوم السبت، وفق ما جاء في شهادات شهو عيان و ناجين.

“إن الضحايا الذين تم ذبحهم هم أناس أعرفهم جيداً” يقول رسلان.

“أنا أعرف هؤلاء الأطفال جيداً، و بشكل شخصي، لطالما تناولت الطعام مع عائلاتهم، لقد كانت تربطني بهم علاقات اجتماعية قوية، والنظام لا يستطيع الكذب حول هوية هؤلاء الأشخاص ومالذي فعلوه بهم، لقد كان أمراً مريعاً من قبل النظام ضد أناس يساندون الثورة” حسب ما أضاف

وقال رسلان أنه كان يخدم في قاعدة صواريخ عسكرية في مدينة طرطوس، وكان بعيداً عما يجري من عمليات قمع همجية بحق الانتفاضة السورية.

“لقد عرفت أنهم كانوا يكذبون، ولكنني لم أطّلع على آثار ذلك، إن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها أموراً كهذه”.

كما قال رسلان بأن الانشقاقات عن الجيش ازدادت وتيرتها بشكل حاد بعد أيام من وقوع المجزرة، وتحدث عن خمسة منشقين يعرفهم تم قتلهم بالرصاص لدى محاولتهم الفرار وسط بساتين الزيتون القريبة من بلدة الحولة بعد يوم واحد من ارتكاب المجزرة.

“العديد من الجنود يريدون الانشقاق، ولكنهم لا يستطيعون، حيث تم إلغاء كافة الإجازات من قبل الجيش، ومن يحاول الفرار الآن، سيعرض نفسه لمخاطرة حقيقية، لقد سمح لي بالذهاب في إجازة لأسباب عائلية اسثتنائية”.

وقال منشق آخر عن الجيش من بلدة الحولة، وهو ملازم أول كان يخدم قرب مدينة حمص الأسبوع الماضي، بأن بلدة الحولة تسببت بتغيير تفكير أمثاله من الجنود والضباط  من الذين لا يدعمون عمليات القمع التي يقوم بها النظام ضد المعارضين، ولكنهم يشعرون بالخوف الشديد من الانشقاق.

وتتألف الرتب المتدنية في الجيش السوري من نسبة كبيرة من المسلمين السنة، الذين يشكلون 70% من عدد سكان سوريا تقريباً، والذي يسيطرون الآن على كافة الرتب في الجيش السوري الحر.

بينما ينحدر كبار القادة العسكريين في الجيش السوري الموالي من الطائفة العلوية، والذين يستخدمون سياسة الدولة البوليسية الصارمة لإبقاء قبضتهم الحديدية على المجتمع السوري

“لم يكن هناك أي من الجنود السنة حول بلدة الحولة (عندما ارتكبت المجزرة)،” حسب ما قاله الضابط السابق.

“لقد كانوا جميعهم من العلويين هناك، الضباط والجنود، إن بلدة الحولة منطقة حساسة للغاية، العديد من الشبيحة في سوريا ينتمون إلى هذه المنطقة، ولن ينشقوا عن هنا”.

وتحدث الضابط عن رؤيته لجماعات الشبيحة بشكل منتظم وهم يعملون إلى جانب قوات النظام، ولكنهم بدوا بأنهم يأخذون أوامرهم من ضباط المخابرات، وبشكل خاص من إدارة المخابرات الجوية، والتي لعبت دور أساسي في عمليات القمع التي يشنها النظام.

“يقوم الجيش بإعطائهم السلاح والغطاء، كما يرافقونهم في الدبابات، ولكنهم أحياناً يعملون بشكل مستقل” حسب ما يضيف.

وظهرت بضع انشقاقات في قاعدة الدعم التي يملكها الأسد، مع بقاء المراكز العليا في الجيش مؤيدة لعمليات القمع، حيث تقوم دمشق بتصوير تلك الانشقاقات على أنها معركة ضد جهاديين سنة مدعومين خارجياً يحاولون الإطاحة بنظام الحكم.

“في مناطق أخرى من الحولة، ليس من المستحيل أن يقوم العلويون بالانشقاق” حسب ما جاء على لسان الضابط الذي أضاف:” لقد بدأوا يشعرون بالقلق الآن، لقد بدأوا يشعرون بالخوف من أن بشار الأسد من الممكن أن يسقط”.

“أريد من إخوتي الإثنين المغادرة، إنه وضع خطير جداً و حساس بالنسبة لعائلتي، فالجميع في خطر، لقد علمنا منذ البداية بأنهن كاذبين، لقد كان كل شيء عبارة عن خديعة، ولكن عائلتي هي أهم شيء بالنسبة لي، إننا بحاجة إلى حماية بعضنا الآخر”.

ومع استمرار القصف خلال معظم الأيام منذ ارتكاب المجزرة، يقول رسلان بأن سكان الحولة يعتقدون بأن قوات النظام تقوم باستهداف المنازل التي وقعت فيها المجازر.

“إنهم يريدون أن يدمروا الدليل، إنهم يريدون أن يقتلوا الشهود”.

المصدر

I saw massacre of children, says defecting Syrian air force officer

2 responses to ““لقد رأيت مذبحة ترتكب بحق الأطفال” يقول أحد الضباط المنشقين عن القوات الجوية في سوريا

  1. رسلان انسان كاذب ويملك تفكيرطائفي كان يخفيه ولكن ربما اجبر او تم شراءه كغيره ولكنه كاذب وكان من اكثر الكارهين للعصابات المسلحه ولكن ماذا نقول حسبنا الله

  2. كان يجلس مع الضباط ويتحدث عن أن الثوارهم اوسخ الناس في بلده ويهزأ بهم كثيرا وبأنه هو وعائلته مستهدفون لانهم موالون للاسد وليس هم فقط ولكن كل العائلات الموالية في بلده وانا متأكد انهم نفس العائلات التي ارتكبت بحقهم مجازر واتحداه اذا لم يكونو هم نفسهم والذي قتلهم هم مجرمون من نفس البلده وحولها انتقاما منهم لانهم موالون

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s