“زهرة دمشق” تتذكر وحشية نظام الأسد

 

JANET BAGNALL جانيت باغنال

4 أيار/مايو 2012

يمان القادري، شابة سورية ساحرة الجمال تريد منا، نحن كجزء من المجتمع الدولي، أن نستمر بالضغط على نظام الأسد في سوريا كي يفتح الباب للحرية والديمقراطية. تتحدث كشخص اختبر بعض أسوأ تجاوزات النظام – فقد اختبرت التعرض لهجوم عصابات الأمن، للضرب، للحجز في الحبس الانفرادي، للتهديد بالموت، وبأن تجبر على سماع المساجين الآخرين وهم يتعرضون للتعذيب في الليالي الطويلة، ليلة بعد ليلة.

منذ بضعة أيام، وصلت يمان القادري ذات الـ 19 ربيعاً إلى مونتريال، رحب بها أفراد عائلتها قضوا أسابيعاً في العام الماضي في دوامة من القلق لا يدرون إن كانت حية أو ميتة. هي هنا الآن بواسطة فيزا للدراسة. في الخريف الماضي انتشر خبر اعتقالها واختفائها على الإنترنت مما أحدث غضباً شديداً في بلدها وحول العالم. كُتبت عرائض والتماسات الكترونية وسار السوريون، خصوصاً النساء، في مظاهرة من أجل الشابة التي أطلقوا عليها بـ “زهرة دمشق”.

يمان القادري، 19 عاماً، اعتقلتها القوات السورية واُحتجزت في الحبس الانفرادي مدة 23 يوماً. تعرضت لتعذيب جسدي في يومها الأول في السجن بالإضافة إلى تهديدات مستمرة.
Photograph by: ALLEN MCINNIS THE GAZETTE

عندما اعتقلت يمان كانت لا تزال طالبة طب بالسنة الثانية في جامعة دمشق. قالت لنا: “مركز دمشق آمن نسبياً، ذلك يعني أننا كنا نستطيع أن نذهب إلى صفوفنا بأمان، بينما كان الناس يقتلون في مدن أخرى وحتى في ريف دمشق”. ولذا فقد قررت أن تنخرط في المظاهرات.

قامت مع ثلاثة طلاب آخرين بطباعة آلاف المنشورات، بالأحمر والأخضر والأبيض والأزرق، مكتوب عليها شعارات مثل “أوقفوا القتل” و”سوريا ملك لنا وليست للأسد”. في اليوم العاشر من تشرين الأول/أكتوبر أخذوا المنشورات إلى الطابق العلوي من مبنى مختبر كلية الطب المؤلف من أربعة طوابق، إذ حرصوا على اختيار طابق لا يحوي كاميرات بالداخل. ظهرت كاميرات المراقبة الحكومية في كل المدن السورية عند بدء الثورة.

راقبت يمان كيف سقطت المنشورات الملونة بألوان زاهية في الفناء. “التقطها الطلاب، ولكنهم حالما رأوا شعارات معادية للأسد رموها بأسرع ما أمكنهم”.

لسوء حظ يمان وأصدقائها، كان المبنى الذي اختاروه يحوي كاميرات خارجية تسمح لحراس الأمن من تعقبهم. في اليوم الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر وبعد يوم من تمكن الطلاب من التظاهر في الجامعة، قام حراس الأمن وموظفون في الجامعة باعتقال يمان وطالب آخر اشترك بنشاط المنشورات.

قالت لنا يمان القادري: “كان هناك ثلاث نساء وثلاثة رجال، أخذوني إلى مكان صغير للحرس، وبدأوا بضربي ودفعي. كنت أصرخ. كنت خائفة. وعندما سأل أحد الطلاب المتظاهرين: لماذا تضربونها؟، اعتقلوه”.

في النهاية جاءت سيارة بلا رقم لتأخذها. وعندما انحنت لتدخل في السيارة تراجعت بخوف. كان رجل يجلس في المقعد الخلفي حاملاً بندقية ضخمة ومحدقاً بها. “لم يكن لدي أية فكرة عن هويتهم، ولا أية فكرة عن المكان الذي سيأخذوني إليه. قالوا لي إنهم يأخذوني إلى مكان لن يجدني فيه أحد. قالوا لي إني لن أرى عائلتي مرة أخرى”.

اتضح فيما بعد أن المكان هو مبنى للأمن، فيه زنزانات في القبو. تمت “مقابلتها” في مكتب. جلست على كرسي بلاستيكي. وقف رجلان على جانبيها وجلس المحقق مقابلها. عندما لم تعجبه أجوبتها، ضربها الرجلان الواقفان بجانبها بقوة. ضُربت كذلك بسلك كهربائي على كل جسدها. وعندما أخرجوها وهي تبكي ليعيدوها إلى زنزانتها، انتبهت إلى السجناء الآخرين، جميعهم رجال، يصلون لها ويصيحون بعبارات تشجيعية.

أمضت 23 يوماً في سجن آخر في منفردة بين غرفتي تحقيق. كانت جلسات التعذيب تبدأ الساعة التاسعة مساءً، وتستمر حتى ساعات قليلة من الصباح. قالت يمان إنها كانت خائفة في البداية. وصلّت للرجال الذين كانوا يتعرضون للتعذيب.

هي لم تتعرض للأذى الجسدي مرة أخرى بعد الليلة الأولى. أخبرتنا: “قررت أنني لم أرتكب سوءً، لذا أخبرتهم بالحقيقة، بأن المنشورات كانت فكرتي أنا. لم يستطيعوا أن يفهموا كيف أمكن لفتاة بالثامنة عشرة أن يكون لها أفكارها الخاصة. استمروا بمحاولة إقناعي بأنهم أناس جيدون، وأن الأشخاص الذين يعذبونهم هم قتلة ومغتصبين. لم يستطيعوا أن يفهموا لماذا يريد الشعب الحرية. واستمروا بطرح السؤال: ما هي الحرية بالنسبة لك؟”.

“يأملون بأنهم بتعذيبهم للناس سيجعلونهم يتخلون عن الثورة، ولكن حتى بعد كل التعذيب والقتل، لا يتوقف الناس. حتى الأشخاص الذين اعتقدوا أن (الرئيس السوري بشار) الأسد سيقوم بإصلاح الحكومة قد فقدوا الأمل وانضموا إلى الاحتجاجات”.

تم حبس كل الطلاب الأربعة الذين اشتركوا في المنشورات الاحتجاجية: أحدهم حجز ليوم واحد، يمان القادري لمدة 23 يوماً، وطالب ثالث لمدة شهر وطالب رابع لمدة أربعة أشهر. عندما أطلق سراح يمان، أصر والداها على مغادرتها سوريا فوراً.

يمان مقتنعة بأن نظام الأسد سيسقط، قالت: “جدار الخوف الذي أبقى عليه في مكانه سقط. لقد ذهب الشعور العام باليأس. يشعر الجيل الجديد بأن عليه القيام بدور مهم. أعتقد أننا سننتصر”.

المصدر

Flower of Damascus’ recalls the Assad regime’s brutality

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s