فنان غرافيتي سوري يتحدى النظام حتى الموت

كيلي ماك إيفرس Kelly McEvers

2 أيار/ مايو 2012

كانوا يطلقون عليه لقب “الرجل البخاخ” بسبب رسومات وكتابات الغرافيتي التي كان ينشرها على الجدران في جميع أنحاء العاصمة السورية دمشق. ولكن في واقع الأمر، نور حاتم زهرة، 23 عاماً، كان ناشطاً كغيره من الناشطين.

بدأ نور بالمشاركة في المظاهرات في الربيع الماضي. حينئذ، كانت المعارضة تعتقد أن الامر سيستغرق بضعة أشهر فقط للتخلص من الرئيس السوري بشار الأسد، كما حدث في تونس ومصر.

ثم بدأت القوات السورية بقتل المحتجين واحتجازهم وتعذيبهم، وبدأ الناس يدافعون عن أنفسهم.

ومع ذلك، ظل نور حاتم زهرة وأصدقاؤه ينظمون الاحتجاجات، ويخبؤون النشطاء من قوى الأمن الداخلي، وينقلون الإمدادات الطبية إلى المصابين الذين يرفضون الذهاب إلى المشافي الحكومية خشية تعرضهم للتعذيب والاعتقال والقتل فيها.

ثم في أواخر العام الماضي، أُلقي القبض على زهرة. حيث اعترف عليه أحد أصدقائه تحت وطأة التعذيب.وقد صفح نورعن صديقه هذا لاحقاً.

ظل نور معتقلاً مدة 56 يوماً. وبمجرد خروجه، عاد إلى نشاطه من جديد، فكان يبخ هو وأصدقاءه على جدران ضواحي دمشق هتافات مناهضة  لبشار الأسد: “يسقط الخائن،”، “إلى مزبلة التاريخ”، بالإضافة إلى صور للرئيس السوري مكتوب عليها “خنزير”.

المشيعون يحملون جثمان الناشط حاتم نور زهرة (23 عاماً) خلال موكب جنازته، في دمشق، يوم الاثنين. نور كان ينشر غرافيتي مناهضة للنظام السوري على الجدران في جميع أنحاء العاصمة السورية. وقد نقل أصدقاء نور وزملاؤه من النشطاء، قولهم: لقد نزف حتى الموت بعد إطلاق النار عليه من قبل قوات الأمن السورية يوم الأحد.

قبل أسابيع قليلة، أعلن زهرة وأصدقاؤه عن انطلاق حملة “أسبوع غرافيتي الحرية”. صفحة الفيسبوك الداعمة للحملة تعتبر نشاطاتهم مزيجاً من العصيان المدني والتعبير السلمي.

في 29 نيسان/ أبريل، كان نور حاتم زهرة يتنقل من حي إلى آخر، حاملاً معه بخاخ الغرافيتي، متنقلاً من سيارة إلى أخرى. وعند إحدى نقاط التفتيش أسرع بسيارته خوفاً من أن يتم كشفه، فأطلقت قوات الأمن النار عليه وأصابوه في ساقه.

يقول أصدقاؤه وزملاؤه من الناشطين إنه نزف حتى الموت. تم تصويره في وقت لاحق على درج مظلم، وجسده متيبس، وعيناه لا تزال مفتوحة. لقد اعتبروه شهيداً، وقاموا بغسل جثمانه، ولفوه بكفنٍ أبيض وغطوه بالزهور.

يظهر فيديو الجنازة الذي نشر على الإنترنت المشيعين الذين جاؤوا بالمئات لحضور مراسم الدفن. حملوا سعف النخيل ورقصوا حول من حملوا جثمانه عالياً. معظمهم من الشبان ارتدوا الجينز وقبعات البيسبول. وقد دعوا لنور بالرحمة ولعائلته بالصبر ورددوا: “أم الشهيد…نحنا ولادك”.

على مقربة من هذا الحشد وقفت حفنة من المجرمين يحملون بنادق كبيرة جداً. هم لا يرتدون الزي الرسمي، لكنهم يعملون لصالح النظام. ولولا الأسلحة التي يحملوها لما استطعنا أن نميزهم عن المشيعين.

رسالتهم واضحة للمشيعين: لا تتمادوا في هتافاتكم. ولا تحاولوا إخراج التشييع من الحي.

ثم، وكما نرى في العديد من أشرطة الفيديو التي يبثها هواة إلى خارج سوريا، توقفت اللقطات التي تظهر ما تبقى من جنازة نور حاتم زهرة.

في اليوم التالي، ظهر شريط جديد: جنازة أخرى لصبي آخر تغطيه الزهور، فيديو آخر وشهيد جديد.

المصدر

A Syrian Graffiti Artist, Defiant Until Death

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s