حرب الغرافيتي في سوريا

27 نيسان / أبريل 2012

كان شعار غرافيتي الشرارة التي أشعلت الانتفاضة في سوريا قبل نحو عام. حتى اليوم مازالت الجدران تشكل ساحة معركة للسيطرة على الرسومات والشعارات.

في سوريا يتصاعد العنف باستمرار، ولكن الانتفاضة هناك قد بدأت قبل عام من خلال كلماتٍ مكتوبة وليس ببندقية كلاشينكوف. فقد كتبت مجموعة من طلبة المدارس في درعا شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” –الذي بات اليوم ذائع الصيت–  على بعض الجدران، فتحول الغضب الناجم عن اعتقال الطلبة وتعذيبهم إلى مظاهرات عارمة في درعا ومن ثم في كافة أنحاء سوريا.

 

الشعار الذي كان بداية كل شيء: الشعار ذائع الصيت اليوم "الشعب يريد إسقاط النظام". جدار مغطى بالغرافيتي في حمص (صورة: ملحم الجندي)

هناك حربٌ أخرى تجري بعيداً عن العنف: حرب غرافيتي من أجل السيطرة على الرسومات والشعارات، تشكّل الجدران ساحة القتال التي تدور فيها رحى المعارك بين معارضي النظام ومؤيديه، الشوارع في حي الميدان الدمشقي –والتي كانت مشهورة في السابق بمطاعمها– أصبحت الآن مغطاة باللون الأسود الذي يحجب الغرافيتي التي خطّها المعارضون للنظام.

أخبرني عدد من الأصدقاء بأنهم قد رأوا شعار “يسقط بشار”في دمشق… رجال الأمن كانوا كسولين جداً على ما يبدو لدرجة أنهم أزالوا كلمة “يسقط” فقط وأبقوا على كلمة “بشار” كما ذكر أحد النشطاء السوريين.

الرجل البخاخ

تعكف رنا جربو حالياً على كتابة كتاب بعنوان “الجدران العربية” حول الغرافيتي في العالم العربي (يشمل 11 بلداً)، توضح رنا بأن قصة الغرافيتي في سوريا قد بدأت عام 2008 من خلال الفلم القصير “الرجل البخاخ”. يبدأ بطل الفلم –الرجل البخاخ– حملة بخ ضد رمي القمامة في مدينته، ولكن عندما سلّم نفسه يوماً ما تم حبسه في زنزانة بيضاء مع علبتي بخاخ، كان يتعرض للتعذيب بأن يتم تغطية أي شيء يكتبه بالطلاء الأبيض، تحول عنوان الفلم إلى لقب يُستخدم للدلالة عالى الشبان الذين يرسمون على الجدران.  تقول جربو “إذا كنت لا تعرف عن الرجل البخاخ فأنت لا تعرف شيئاً على الإطلاق عن الثورة السورية”، “يوجد اليوم في كل مدينة سورية رجل بخاخ، الشباب يعرفون بأن شعارات الغرافيتي التي يخطّونها ستمسح سريعاً لذلك فإنهم يحفظونها في مقاطع فيديو على موقع يوتيوب YouTube.

منذ ذلك الوقت تم اعتقال العديد من فناني الغرافيتي كأحمد الخانجي من دمشق، والذي تعرض للتعذيب بحسب ما ذكرت بعض التقارير، كما قُتل محمد راتب من حمص والمعروف باسم “النمر” في تموز 2011، عدنان زراعي كاتب سيناريو “الرجل البخاخ”–وهو من بابا عمرو– تعرض للاعتقال بالقرب من منزله في دمشق يوم 26 شباط.

يوجد في بيروت على الجانب الآخر من الحدود رسم غرافيتي لعبارة “في 2011 الشعب أراد الحياة، في 2012 سيستجيب القدر”. هذه إشارة لبيت الشعر الشهير للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي “إذا الشعب يوماً أراد الحياة  فلا بد أن يستجيب القدر”.

الكاتبة

ريما مروش صحفية مستقلة من عائلة سورية-بولندية، ترعرعت ريما خلال عقد التسعينات في حمص عندما كانت المدينة ما تزال مكاناً ينعم بالهدوء والاستقرار، غطّت ريما أخبار ليبيا وسوريا لصالح جريدة إل إي تايمز LA Times، كما عملت لصالح “لجنة حماية الصحفيين/ برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، هي تقيم حالياً في بيروت لبنان.

المصدر

Graffitikrieg in Syrien

der Freitag

One response to “حرب الغرافيتي في سوريا

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s