اللاجئون السوريون إلى تركيا ومأزق الانتظار الكئيب

يقطن الآلاف في الخيام وكلهم خوف من العودة إلى ساحة الحرب، أو الرحيل إلى تركيا، والتي غصت مخيماتها باللاجئين. وكانت قد طلبت تركيا المساعدة من الأمم المتحدة.

Los Angeles Times Staff فريق لوس أنجلوس تايمز

  8 أبريل/ نيسان 2012

REYHANLI، تركيا.

في مكان ما في سوريا، وعلى مقربة من الحدود التركية تقطعت السبل بآلاف السوريين اللاجئين، واحتموا في مخيم مؤقت غير قادرين على المتابعة أو العودة.

لا يستطيع هؤلاء الفارون العودة، لأن قراهم تحولت إلى ساحات قتال تغص بدبابات الجيش ومروحياته وبجثث أعداد كبيرة حيث أضحى الدفن الجماعي هو الحل الوحيد لها.

وعلى الجانب الآخر من الحدود في تركيا، البلد غير المجهّز لتدفق اللاجئين، يسكن البعض في المنشآت الرياضية أو المدارس، بينما تسرع الحكومة التركية من جهودها لبناء مخيمات جديدة لآلاف الوافدين مؤخراً.

ولكن بعض العائلات وجدت مأوى في خيم كبيرة، أُقيمت عادة للمراقبة في وادي على جانب الحدود التركية السورية، وقد قدر أحد المتمردين، والذي يقوم بمساعدة الجرحى وبنقلهم إلى المشافي في تركيا، عدد الأشخاص بحوالي 4000 شخص عالقين في هذا المأزق.

أحد أفراد الجيش السوري الحر يقدم الطعام لأسرة سورية لاجئة بانتظار عبور الحدود إلى تركيا، 7 أبريل 2012، Ricardo Garcia Vilanova, AFP/Getty Images

وبينما يستمر اللاجئون بالتجمع تتوضح صور الموت والخراب الذي فروا منه وتركوه خلفهم. ففي تفتناز وهي بلدة سورية يقطنها حوالي 20,000 ألف نسمة، يقدر الناشطون بأن أكثر من مئة شخص قتلوا فيها منذ يوم الثلاثاء، وأن معظم الضحايا قد تم سحبهم من تحت أنقاض المنازل المدمرة ولكن يبدو أن بعضهم قد قضى حرقاً.

قال اللاجئون بأن بعض من بقي هناك من الأهالي قاموا يوم الجمعة بدفن الجثث في مقبرة جماعية. وقد كانت حصيلة القتلى في سوريا يوم السبت 121 قتيلاً على الأقل، في حملة القمع التي تشنها حكومة الرئيس بشار الأسد بينهم 59 في مدينة حماة، وكانوا قد سقطوا نتيجة مجزرة على حد وصف الناشطين، ولم يتسنَّ التحقق من الأرقام من أطراف مستقلة.

وكان الأمين العالم للأمم المتحدة بان كي مون قد دان التصعيد في أعمال العنف، على الرغم من وعد الأسد بسحب الدبابات والأسلحة الثقيلة بحلول يوم الثلاثاء، وهي المهلة التي حددتها خطة الأمم المتحدة للسلام. وكان زعماء العالم قد عبروا عن قلقهم من أن يستخدم الأسد الوقت المتبقي قبل دخول الموعد المحدد لمواصلة هجماته.

وفي محادثة تلفونية جرت يوم الجمعة أطلع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو رئاسة الأمم المتحدة عن تدفق اللاجئين السوريين إلى بلاده. وفي اليوم نفسه صرحت وزارة الكوارث والطوارئ التركية بأن حوالي 3000 سوري عبروا الحدود في 24 ساعة الماضية، وأن أكثر من 24,000 هربوا إلى تركيا منذ بداية الانتفاضة.

وقد ناشدت تركيا المساعدة في معالجة قضية اللاجئين، وكان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قد صرح قائلاً: “لم ندخر جهداً في استضافة السوريين الذين فروا من العنف المستعر في بلادهم، ولكن وفي حال استمرار تدفقهم بنفس الوتيرة فإننا سنكون بحاجة إلى المساعدة وتدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”. وكانت وسائل إعلام تركية حكومية قد أوردت أن السيد داود أوغلو تحدث يوم السبت عبر الهاتف مع السيد كوفي أنان الموفد الخاص إلى سوريا والذي تقدم بخطة للسلام في سوريا ومع مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس Antonio Guterres.

يدرك الكثير من اللاجئين الذين وصلوا إلى تركيا بأن هناك حاجة ماسة للمساعدة، فعندما عبرت أم محمد الحدود أواخر شهر مارس/ آذار باتجاه تركيا مع زوجها واثنين من أبنائها سرعان ما ندمت على ذلك. فعندما وصلت مع عائلتها وحوالي 200 شخص آخرين إلى تركيا، قابلوا جنوداً أتراك تركوهم لساعات تحت المطر حتى وصلت حافلات لتقوم بنقلهم إلى المخيمات. “لقد فكرت كثيراً بالعودة إلى سوريا”، قالت أم محمد وهي من قرية بنش في محافظة إدلب وتكمل قائلة: “لأنه وعندما وصلنا تركنا الجيش التركي تحت المطر لمدة 7 ساعات، وكان الأطفال يئنون ويبكون وجياع, أتمنى لو أنني عدت لحظتها إلى الوطن”.

وتقول أم محمد إنه وبعد حلول الظلام قام زوجها بدفع مبلغ 200 دولار كرشوة، واستطاع تأمين وسيلة مواصلات لنقلهم بعيداً، وقد تركوا بقية اللاجئين خلفهم ولا تعرف كم من الوقت ظلوا هناك.

وقد قام أحد الأشخاص الذي عرّف عن نفسه باسم حاج علي بمساعدة المئات من اللاجئين والجنود الجرحى والمنشقين على العبور بأمان إلى تركيا، ولكن عندما غادرت أسرته أخيراً سوريا الشهر الماضي، مكدسين على جرارات كبيرة تحت المطر، لم يكن هناك متسعاً في المخيمات. لقد تم ترحيل هذه الأسرة الكبيرة والمؤلفة من 24 شخص، بالإضافة إلى 14 حافلة محملة باللاجئين تم ترحيلهم حوالي 70 ميلاً إلى منشأة رياضية، والتي لا يسمح لهم بمغادرتها..

كان هناك أكثر من ألف شخص في المنشأة الرياضية، وقد ناموا في ملعب كرة السلة وفي المكاتب.

“تستطيع أن تجد 200 شخص بالغرفة الواحدة”، كما قال أحمد وهو أحد أقرباء حاج علي.

ولم تستطع العائلة والتي تضم 15 طفلاً من الخروج قبل يوم الثلاثاء التالي، ولم يتسنَّ لهم ذلك بدون التهديد بأنهم سيخرجون بالقوة، كما قال أحمد. والآن لديهم العشرات من أقاربهم الذين يقيمون في بيوت إيجار في قرية Reyhanli. “إنه ليس تقصيراً من جانب الحكومة التركية” يقول الحاج علي، “أنه تقصير العالم أجمع. أليس اللاجئون من مسؤولية الأمم المتحدة؟ أين هم؟”.

 المصدر

Syrians fleeing to Turkey are stuck in dreary limbo

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s