تعذيب الأطفال والاغتصاب: “أعمال روتينية”يقوم بها الجيش السوري، بشهادة جنود سابقين.

روي غوتمان ROY GUTMAN

2 أبريل/ نيسان 2012

يقول أحد جنود المشاة السابقين في الجيش السوري أنه بالإضافة إلى إطلاق النار على المدنيين العزل، فإن أفراد الجيش السوري قاموا باغتصاب النساء والفتيات بشكل روتيني، بالإضافة إلى تعذيب الأطفال وتشجيع قواتهم على نهب المنازل التي تعرضت للقصف.

حيث يقول: “رولات آزاد Rolat Azad” البالغ من العمر 21 عاماً، والذي كان يؤدي خدمته العسكرية برتبة رقيب في محافظة إدلب في شمال شرق سوريا: “ما شاهدته بأم عيني، لا يمكن وصفه”، كما ذكر أنه تم إعطاء الأوامر لعشرة جنود ليقوموا باقتحام منازل الأهالي بهدف اعتقال عدد من الرجال المطلوبين من قبل أجهزة الاستخبارات السورية، وتضمنت الأوامر أن “لديهم الحرية بفعل ما يريدون”.

وذكر أنه في بداية شهر يوليو/ تموز الماضي، قامت وحدته باعتقال وتعذيب من خمسة الى عشرة أشخاص يومياً، حيث يقول آزاد:  “كان لدينا غرفة للتعذيب في قاعدتنا، وكان التعذيب يتضمن التعذيب الجسدي – الضرب – والتعذيب النفسي”، كما ذكر آزاد، وهو سوري كردي وكان من الذين فروا في مارس/ آذار إلى إقليم كردستان العراق، بأنهم قاموا “بجلب النساء والفتيات ووضعوهن في غرفة مغلقة، وطلبوا من الجنود اغتصابهن”، وغالباً ما يتم قتل هؤلاء النسوة كما يقول.

جرت مقابلة آزاد في إحدى المخيمات التي أنشأتها حكومة كردستان العراق لإيواء الجنود السوريين الفارين، وكما هو الحال مع الكثير من الجنود السوريين هنا فهم يقومون باستخدام أسماء مستعارة لحماية عائلات هم التي لا تزال في سوريا، وقد أشار آزاد إلى تعذيب صبيين في سن المراهقة، كان قد ألقي القبض عليهما، إما لأنهما قاما بتصوير قوات الجيش أو لعدم احترامهما للجيش والنظام، وهو الأمر الذي بات مألوفاً حتى بين الأطفال، وذكر أنه قام بتوجيه سؤال ذات مرة لأحد الأطفال، “لماذا لا تذهبون إلى المدرسة؟ أجاب قائلاً: لن نذهب إلى المدرسة حتى يسقط النظام”.

وأضاف آزاد بأنهم أحضروا أحد الفتية وعمره 13 عاماً إلى غرفة التعذيب وعذبوه بالصدمات الكهربائية، وفتى آخر عمره 14 عاماً، جلبوه إلى غرفة التعذيب في أواخر شهر فبراير/ شباط وقد سـُمع صوت صراخه في المخيم الذي يقع خارج بلدة جسر الشغور “كان ذلك مؤلماً لجميع الجنود”، وقال آزاد أنه ليس لديه أية فكرة عن مصير الطفل، وأضاف “لقد احتجزوه مدة يوم أو يومين. إما أنهم قتلوه أو أنهم أرسلوه إلى الأمن العسكري”.

والأسوأ من ذلك حسب ما يقول كان سماع صراخ رجال كبار السن وهم يتعرضون للتعذيب “لم أستطع تحمل تعذيب الكبار في السن، وكنت أخرج من المكان، بينما قام جنود آخرون بإغماض أعينهم، أما أنا فلم أتمكن من البقاء أكثر.”

وقد وصفت لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة السورية ضد المدنيين على أنها قد ترقى إلى حد اعتبارها “جرائم ضد الإنسانية”. وتقوم اللجنة بتقديم تقاريرها إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، وقد قدمت في تقريرها الأخير الصادر في شهر شباط/ فبراير تفاصيل عن الاعتقالات التعسفية، وحالات الاختفاء والتعذيب، بما في ذلك تعذيب الأطفال، لكنه لم يعط أية تفاصيل عن حالات الاغتصاب، حيث قال مسؤولون في المفوضية أنه لم يجر حتى الآن أي حديث مع أحد ضحاي الاغتصاب.

ووصف الجنود السابقون وحشية الهجوم على المدنيين ومنازلهم “إنه لأمر فظيع”، كما قال رودي، وهو جندي سابق كان يخدم في حمص، وأضاف “في البداية خرج الناس في حمص مطالبين بالحرية وبتغيير الحكومة، وقد قابلتهم الحكومة بإطلاق النار عليهم وحتى بعد أن قتلوا الكثير منهم، استمرت الاحتجاجات فبدأنا نقصفهم”.

بداية تم تعيينه في وحدة الإنشاءات العسكرية، ثم ما لبث أن صدر أمر بمواجهة المظاهرات، حيث تقوم قوات الأمن والجيش بإطلاق النار على المدنيين.

“لقد كان مشهداً بشعاً, كنا على سطح أحد المباني نطلق النار على المدنيين… الأطفال والنساء والرجال، أي شخص ضد النظام” وقال إن أجهزة المخابرات السورية عينت أفراداً لضمان أن يقوم الجنود بإطلاق النار على المدنيين، “كانت مهمتهم أن يراقبوا أي شخص لا يطلق النار ويسجلوا أسماءهم”، حسب ما يقول.

وذكر أن عدداً من الجنود الأكراد والسنة حاولوا إطلاق النار فوق رؤوس المتظاهرين كيلا يصيبوهم، ولكن الجنود العلويين – الذين ينتمون إلى نفس طائفة الرئيس الأسد – كانوا يتفاخرون بعدد الذين قتلوهم من المتظاهرين.

وقال خالد درسكي البالغ من العمر 20 عاماً “كانت لدينا أوامر مباشرة  بإطلاق النار وبقتل المتظاهرين”، وأضاف “بعض المتظاهرين كانوا من أصدقائي، وكنا نطلق النار فوق رؤوسهم كيلا نصيبهم، لكن العلويين في وحدتي كانوا يتفاخرون بالقتل قائلين “اليوم قتلنا سبعة أو ثمانية”

وقال جندي آخر، الذي استخدم اسم غولا روزافا Gula Rozava بأن قائد وحدته أعطى أوامر بإطلاق النار على أي شخص كان يتظاهر ضد النظام، وأضاف “أعتقد بأن نصفهم كان خائفاً، وهذا ما دعاهم إلى إطلاق النار”.

هؤلاء الجنود السابقين كانوا من بين أكثر من 12 جندياً سابقاً من الذين قامت صحيفة ماكلاتشي McClatchy بإجراء مقابلات معهم، في الفترة من 22 إلى 26 مارس/ آذار في ثلاثة مواقع في كردستان العراق، جميعهم أكدوا أنهم لم يقوموا بإطلاق النار بشكل مباشر على أي شخص.

المصدر

Defectors: Torture of children, rape by Syrian army ‘routine’

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s