11 أبريل/ نيسان 2012
قامت شركة سيمنس Siemens الألمانية العملاقة وشركة تابعة لها بالادعاء ببيعها أجهزة مراقبة للنظام السوري, وذلك وفقاً لتقرير التلفزيون الألماني. وقد حذر نشطاء حقوق الإنسان بأنه من المرجح أن الحكومة تقوم باستخدام هذه المعدات لتعقب أنصار المعارضة.
يتعرض الرئيس السوري بشار الأسد لضغوط دولية متزايدة لوقف الحملة ضد الانتفاضة في بلاده, والذي لازال يستخدم وسائل التعذيب وأساليب وحشية أخرى ضد الثوار. ألمانيا هي من بين الدول التي دعت إلى وضع حد لإراقة الدماء هناك, ولكن تقريراً جديداً كشف أن واحدة من أكبر الشركات في البلاد على ما يبدو باعت أجهزة متطورة لسوريا التي يُرجَح استخدامها للتجسس على المعارضة.
وذكرت الإذاعة العامة ARD في تقرير بثته مساء يوم الثلاثاء أن الشركة الألمانية الضخمة سيمنس Siemens قد قامت ببيع شبكة أجهزة مراقبة للنظام السوري عام 2000. ووفقاً لفقرة الأخبار “الحقيقة”, فلقد تم تسليم منتج يدعى “مركز المراقبة” إلى شركة الاتصالات السورية سيريتل. وأفاد التقرير أيضاً بأن سيمنس ونوكيا نيتوركس Nokia Siemens Networks قامت بتأكيد تسليم هذه المواد.
إن قسم الأعمال المعنية في سيمنس Siemens أصبح المشروع المشترك الجديد لـ”نوكيا سيمنس نيتوركس Nokia Siemens Networks” عام 2007. وبعد مرور سنة, قامت هذه الشركة بإبرام عقد مع مزود خدمة الهواتف الأرضية السورية STE والتي تتضمن أيضاً “مراكز مراقبة”. وفي آذار 2009, تم نقل هذه العقود إلى الشركة المخدمة تروفيكور Trovicor التابعة لـ Nokia Siemens Networks, والتي قامت بتولي قسم “تسجيلات الصوت والمعلومات” وذلك نقلاً عن إذاعة ARD بالاعتماد على وثائق حصلوا عليها.
معارضة تواجه التعذيب
وذُكر في فقرة الأخبار في “الحقيقة” أن شركة تروفيكور Trovicer مقرها ميونخ, والتي تتبع اليوم إلى مستثمر مالي, امتنعت عن التعليق بما يخص هذه القضية. ولكن ناشط في مجال حقوق الإنسان من منظمة العفو الدولية ذكر بأن المراقبة المنتظمة للانترنت من قبل قوات الأمن السورية يلعب دوراً كبيراً في اعتقال عناصر من المعارضة وتعرضهم للتعذيب عقب اعتقالهم.
ويصف الموقع الالكتروني لشركة تروفيكور Trovicor منتجهم “مركز المراقبة” بأنه فعال على نطاق واسع, ومصمم خصيصاً لـ “الاحتياجات المعقدة” للأمن الدولي ووكالات تطبيق القانون. بالإضافة إلى أن استخدامه يمتد من اعتراض الاتصالات في الشبكات الثابتة والمتنقلة وصولاً إلى شبكات الجيل القادم والانترنت. وعلاوة على ذلك, فإن هذا النظام قابل للتوسيع. ويظهر الموقع أيضاً بأن التطبيقات الأكثر شيوعاً هي على سبيل المثال: تتبع الموقع, والتعرف على المتحدث وتحديد اللغة وتحليل الرابط.
وقام ناشط مطالب للحرية على الإنترنت وعضو حزب القراصنة ستيفان أورباخ Stephan Urbach بانتقاد تصدير تكنولوجيا المراقبة من ألمانيا. وقال في بيان له: “إننا بحاجة إلى نقاش واسع حول المسؤولية الأخلاقية للشركات”. وأضاف “لقد غاب تماماً عن الحكومة الألمانية هذا النقاش, وخاصة في أعقاب الكشف عن أجهزة المراقبة والتسريب هذه. وإذا ما اتضح بشكل لا لبس فيه تورط الشركات الألمانية بتسليمها أجهزة مراقبة إلى الدول الشمولية, يتوجب على برلين تصحيح هذا الفشل على وجه السرعة”.
استخدام معدات تجسس في البحرين
أعلنت تروفبكور Trovicor عن بعض الأنباء في آب/أغسطس 2011, عندما قامت مجلة Bloomberg Markets بالإبلاغ عن أن الشركة قامت ببيع أنظمة مراقبة إلى البحرين, والتي بدورها قامت باستخدامها لقمع المعارضين السياسيين. وادعت الشركة, في ذلك الوقت, بأن الالتزامات التعاقدية منعتها من الكشف عن مكان وهوية أولئك الذين قامت ببيعهم أجهزة التجسس.
إن سيمنس ليست الشركة الوحيدة في العالم التي تقوم بتزويد سوريا وغيرها من الدول ذات الأنظمة القمعية. حيث قامت شركة بلو كوت سيستمز Blue Coat Systems الأمريكية بنقل 13 جهازاً على الأقل من أجهزتها, المرسلة أصلاً إلى العراق, بطريقة أو بأخرى إلى سوريا حيث يجري استخدامها من قبل النظام في أعمال القمع.
وتقدر الأمم المتحدة بأن أكثر من 9000 شخص في سوريا قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة قبل نحو 13 شهراً. وضمن سياق آخر التطورات, قامت القوات السورية بخرق خطة وقف إطلاق النار التي تم اقتراحها من قبل مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان، كونها الفرصة الوحيدة لتحقيق السلام في البلاد.
المصدر