الرأي العام الأمريكي يفضّل الممرات الآمنة في سوريا
“يؤيد نصف الأمريكيين أن تقوم الولايات المتحدة بتوفير حماية جوية لكنهم لا يؤيدون القوات العسكرية”
20 مارس/ آذار 2012
يؤيّد ثلثَيْ الأميركيين تلك الفكرة التي طرحتها كلٌ من الجامعة العربية وتركيا والمنادية بإقامة ممرات آمنة داخل سوريا، وذلك من أجل توفير مكانٍ يستطيع المواطنون السوريون المعرّضون لخطر الهجوم من قبل القوات الحكومية اللجوء إليه.
أما نصفهم (%48) فيؤيدون أن تقوم الولايات المتحدة بتوفير حماية جوية، رغم معارضة الفكرة من قبل نحو(45%). الغالبية من الجمهوريين والديمقراطيين تحبّذ الفكرة – 54% من كلا الجانبين – في حين يعارضها عدد لا بأس به من المستقلين (من 34% إلى%47).
إن فكرة مساهمة الولايات المتحدة بقواتها بغية توفير الممرات الآمنة تلقى دعماً محدوداً للغاية، وبمعارضة الثلاثة أرباع. بينما تلقى فكرة تأمين السلاح للممرات الآمنة نسبة قبول لا تتجاوز الـ37%، ومعارضة تصل إلى 56%.
فيما يلي بعض نتائج استطلاع جديد لآراء 727 من الأميركيين كان قد أجري في الفترة بين الثالث والسابع من آذار بواسطة “برنامج المواقف من السياسة الدولية” PIPA: Program on International Policy Attitudes وبهامش خطأ (بما في ذلك تأثيرات تصميم العينة المأخوذة) %±4.5.
يعلق مدير PIPA، ستيفن كول Steven Kull قائلاً: “من الواضح أن الأميركيين يشعرون بالقلق إزاء الوضع في سوريا، كما أنهم يفضّلون مشاركة الولايات المتحدة في فرض عقوبات أو تقديم الدعم للدول الخارجية في المنطقة من أجل اتخاذ خطوات لحماية المدنيين المعرّضين للخطر. لكنهم منقسمون حول مسألة تدخل القوة الجوية للولايات المتحدة كما ويرفضون وبشكل قاطع إرسال قوات برية”.
ويضيف، “من المثير للاهتمام توحّد الرؤى لدى كل من الجمهوريين والديمقراطيين، مع وجود أغلبية تؤيد الممرات الآمنة وتوفير الولايات المتحدة للحماية الجوية، في حين أن موقف المستقلين أقل تأييداً بكثير”.
تفضّل الغالبية الكبيرة مشاركة الولايات المتحدة في فرض عقوبات على سوريا. قُدّم للمشاركين في الاستطلاع وصفاً موجزاً حول الوضع في سوريا ثم ذُكر لهم “أن الجامعة العربية دعت إلى الضغط على سوريا من خلال قطع العلاقات التجارية والاقتصادية معها، وأن الولايات المتحدة قد انضمت مع غيرها من الدول إلى هذه العقوبات”. واحد وسبعون في المائة من المستطلَعة آراؤهم أيّدوا مشاركة الولايات المتحدة في مثل هذه العقوبات، وخصوصاً الجمهوريون (85%) والديمقراطيون (78%). بينما انقسم المستقلون حيالها، (44% مع، 40% ضد).
أُبلِغ المشاركون في الاستطلاع أن “الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية وتركيا تفكر في إقامة ممرات آمنة على المناطق الحدودية داخل سوريا وذلك من أجل توفير مكانٍ لالتجاء المواطنين السوريين المعرّضين لخطر الهجوم من قبل القوات الحكومية. إن دولاً أخرى قد تحتاج لتقديم مساعدات عسكرية لحمايتهم”. كما جرى استعراض الجدل الدائر على النحو التالي “يقول البعض أن هذا من شأنه أن ينتهك السيادة السورية، في حين يقول آخرون أن على المجتمع الدولي تحمّل مسؤوليته في حماية السوريين المعرّضين للخطر”.
اعتبر سبعة وستون في المائة أن الممرات الآمنة فكرة جيدة، في حين اختلف معهم 27%. الغالبية العظمى من الجمهوريين (76%) والديمقراطيين (73%) قالوا بأن الممرات الآمنة هي فكرة جيدة، فيما وافقهم في ذلك عدد لا بأس به من المستقلين (37% إلى 46%).
طلب من المشاركين في الاستطلاع أن يفترضوا أن جامعة الدول العربية قررت إنشاء ممرات آمنة، وأنها طلبت مساعدة الولايات المتحدة في حمايتها. ثم سُئلوا بعد ذلك عن ثلاثة أشكال مختلفة من المساعدات العسكرية: تقديم حماية جوية بواسطة الطائرات الأميركية، أو توفير الأسلحة، أو إرسال قوات أميركية. وكما ذُكر أعلاه، فقد استحسنت أغلبية محدودة من الجمهوريين والديمقراطيين الفكرة – 54% في كلتا الحالتين – إلا أن عدداً معتبراً من المستقلين عارض الأمر، 47% إلى 34%. وبالتالي فإن ما يقارب من نصف الأميركيين (48%) يرون أن على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لتأمين حماية جوية، لكن ما يكاد يناهزهم عدداً يرى عكس ذلك (45%).
وحول إرسال قوات أميركية لحماية الممرات الآمنة، رفض ثلاثة أرباع المستطلعة آراؤهم الفكرة.
بالمجمل، فإن 77% يرون أن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تكون على استعداد للقيام بذلك (78% من الجمهوريين، 82% من الديمقراطيين و 69% من المستقلين).
تعتقد الغالبية أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تكون مستعدة لتقديم أسلحة لحماية الممرات الآمنة. ستة وخمسون في المائة لديهم نظرة سلبية حيال هذه الفكرة، في حين يمتلك 37% نظرة إيجابية. هذه الرؤية السلبية يتبناها كِلا الحزبين، بنسبة تتراوح بين 43% حتى 53% من الجمهوريين، و 42% حتى 57% من الديمقراطيين، أما المستقلون فتتراوح نسبتهم بين 22% حتى 60%.
انقسمت الآراء حول ما إذا كان على الدول الأخرى تقديم الأسلحة إلى قوى المعارضة. أُخبر المشاركون في الاستطلاع أن “أعضاءً في جامعة الدول العربية يفكّرون في تقديم أسلحة إلى قوى المعارضة في سوريا”. خمسة وأربعون في المائة اعتبرها فكرة جيدة في حين قال 48% أنها ليست كذلك. مع هذا، فإن وجهات النظر تتفاوت بشدة وفقاً للانتماء الحزبي. فغالبية الجمهوريين يؤيدون الفكرة (57%)، وكذلك أغلبية طفيفة من الديمقراطيين (51%). لكن رؤية المستقلين كانت سلبية بشكل جلي، مع 24% فقط واصفاً إياها بالفكرة الجيدة (فكرة غير جيدة، 56%).
يشعر الرأي العام بالقلق حيال تورط الولايات المتحدة في الصراع، إلى حد تقديم المساعدة من خلال إرسال أسلحة عبر وسيط ما. ورداً على سؤال طلب منهم الافتراض أن “جامعة الدول العربية قد قررت تأمين أسلحة إلى قوى المعارضة في سوريا، وأنها تطلب المساعدة من الولايات المتحدة”، أجاب الثلثين (66%) أن الولايات المتحدة لا ينبغي لها أن تساهم في التسليح (الجمهوريون 63%، الديمقراطيون 66%، المستقلون 70%).
أجريت هذه الدراسة باستخدام ® KnowledgePanel على شبكة الإنترنت وهي لجنة تقصي آراء قائمة على النسبة الاحتمالية والتي جرى اعتمادها لتكون ممثلاً عن سكان الولايات المتحدة. يتم في البداية انتقاء المشاركين علمياً من خلال اختيار عشوائي لأرقام الهواتف والعناوين السكنية. يُدعى بعد ذلك الأشخاص المنتَقون عبر الهاتف أو عن طريق البريد للمشاركة في ® KnowledgePanel على شبكة الانترنت. بالنسبة لأولئك الذين يوافقون على المشاركة إلا أنه لا يوجد لديهم اتصال بالإنترنت، تقوم شبكة المعرفة Knowledge Networks بتزويدهم بجهاز كمبيوتر محمول مع اتصال ISP بالإنترنت.
تتوفر معلومات فنية إضافية على:
http://www.knowledgenetworks.com/ganp/reviewer-info.html
المصدر
World Public Opinion
American Public Favors Safe Havens in Syria