“إنهم يطلقون النار على الأطفال”

“كنت مذهولاً، لرؤية هؤلاء الأطفال الأبرياء كيف أصبحوا ضحايا لهذا النزاع. منظمة اليونيسيف تقول إن حوالي 500 طفل لقوا حتفهم إلى حد الآن. قبل بضعة أيام قرأت خبراً عن طفل يبلغ من العمر 10 أشهر تم اقتياده مع عائلته المؤلفة من 17 شخصاً في قرية قريبة من حمص، حيث تم صف العائلة باتجاه الجدار وقام الجنود برميهم بالرصاص الحي، للأسف الطفل ذو العشرة أشهر كان من بين الضحايا. قبل أيام قليلة قرأت قصة أخرى أكثر حزناً: كان هناك طفل يشارك في جنازة طفلة صغيرة، قتلته قوات الأسد. لقد رأينا وسمعنا الكثير من القصص المأساوية”.

هذه هي شهادة المونسنيور ماريو زيناري Mgr. Mario Zenari، السفير البابوي في دمشق.

Giacomo Galeazzi

Rome

3يناير/ كانون الثاني 2012

صرح السفير البابوي في سوريا المطران ماريو زيناري من خلال لقاء معه على راديو الفاتيكان بأن الشعب السوري عانى الكثير من الظروف المأساوية، وقام بسرد تلك الظروف التي تمر بها سوريا خلال هذه الأيام.

“في هذه الأوقات فإن كل الطوائف المسيحية على اختلاف مشاربها – بعضها في وقت متقدم وبعضها في وقت لاحق – دخل في زمن الصوم الكبير الطقسي”، كما قال.

“كنت قد أوضحت خلال هذا الوقت، في زمن الصيام، بأنه في سوريا وعلى مدى 11 شهراً (وقريباً سيكون على مدى 12 شهراً) بدا لي أن الشعب السوري بجميع أطيافه دخل في لحمة وتعاطف كبير مع بعضه البعض خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، نجم هذا التعاطف عن المشاهد اليومية التي يرونها والأخبار التي يقرؤونها”. وأضاف زيناري بأن “الشعب السوري بجميع فئاته العمرية من الأطفال الرضع وحتى المتقدمين في العمر هم جزء من زمن الصوم هذا”.

وأضاف المطران قائلاً بأن “هذه الأيام من زمن الصوم الكبير والتلاحم العاطفي مذهلة للغاية”. وأضاف الممثل البابوي في سوريا بأنه تلقى بالأمس اتصالاً من أحد القساوسة في حمص يخبرنه بأنه لا يستطيع الخروج إلى الشارع وبأن الشارع ممتلئ بجثث القتلى من العسكريين والمدنيين، وبأن الكثير من الناس أُصيبوا بجروح- إن الوضع خطير جداً للخروج إلى الشارع وانتشال الجثث وإسعاف الجرحى”.

وقال المطران ماريو زيناري لراديو الفاتيكان: “بأن الوقت الممنوح من قبل نظام الأسد للشعب السوري كي يناقشوا ويدرسوا الدستور الجديد لم يكن كافياً”. “أجري الاستفتاء على الدستور الجديد يوم الأحد، ويمكنني إبداء بعض الملاحظات على الدستور، إلا أنه ليس من مهامي الدخول في التفاصيل. كما تعلمون فالدستور الجديد صيغ من قبل لجنة شكلها الأسد، وقُدمت المسودة له في بداية فبراير/ شباط 2012”.

وأضاف بأنه “بعد ثلاثة أسابيع فقط طُلب من الناس التعبير عن رأيهم من خلال التصويت على هذا الدستور الجديد، لذلك برأيي لم يتح لهم الوقت الكافي لمناقشته”.

وأوضح “بأن الظروف – وكما يعلم الجميع – لم تكن مناسبة”. وقال السفير البابوي: “بأن هناك جوانب كثيرة ما زال يتعين تقييمها، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالشريعة الإسلامية باعتبارها ‘المرجع الرئيسي للتشريع‘”.

“سوف ننتظر لنرى ماذا سيحدث، فالواقع العملي هو الذي سيقودنا إما إلى مزيد من القيود مما كان عليه في الدستور السابق، أو ما إذا تم الاحتفاظ بالقانون نفسه بدرجات متفاوتة”. “إن النتائج المترتبة على الجوانب الأخرى يجب أن يتم تحليلها من قبل الخبراء”. وشرح أخيراً قائلاً: “بالإجمال لم يكن هناك الوقت الكافي ليتم مناقشة الدستور وإبداء الرأي فيه. فيما يتعلق بالمسيحيين، فقد نصحت القساوسة أن يقوموا بالمضي قدماً في التعبير عن رأيهم- بما فيه الخير للأمة من أجل السلام ولإنهاء الصراع. وبطبيعة الحال، فإن كل مسيحي يُحكم من قبل ضميره.

وفي شهادة محزنة من قبل السفير البابوي في سوريا قال “بأن العنف في سوريا خلال الأسابيع الماضية والعنف الدموي الذي يقوم به النظام خلّف الكثير من الضحايا الأطفال، من بينهم صبي ذو 10 أشهر الذي قضى نحبه مع عائلته حينما أطلق عليهم جيش النظام الرصاص الحي”.

وأضاف “كنت مذهولاً، لرؤية هؤلاء الأطفال الأبرياء كيف أصبحوا ضحايا لهذا النزاع. منظمة اليونيسيف تقول إن حوالي 500 طفل لقوا حتفهم إلى حد الآن. قبل بضعة أيام قرأت خبراً عن طفل يبلغ من العمر 10 أشهر تم اقتياده مع عائلته المؤلفة من 17 شخصاً في قرية قريبة من حمص، حيث تم صف العائلة باتجاه الجدار وقام الجنود برميهم بالرصاص الحي، للأسف الطفل ذو العشرة أشهر كان من بين الضحايا. قبل أيام قليلة قرأت قصة أخرى أكثر حزناً: كان هناك طفل يشارك في جنازة طفلة صغيرة، قتلته قوات الأسد. لقد رأينا وسمعنا الكثير من القصص المأساوية.

المصدر

Vatican Insider

“They’re shooting children”

الفاتيكان، الأطفال في سوريا، الدستور الجديد، قوات الأسد، جيش النظام، المسيحيين، حمص، السفير البابوي في دمشق