نصيحة فواز الأخرس الإلكترونية لبشار الأسد حول الأزمة هي “القشة الأخيرة” ، بعد استقالة أفراد الجمعية السورية البريطانية.
إيان بلاك Ian Black، محرر في شؤون الشرق الأوسط
20 آذار/ مارس 2012
فواز الأخرس، الذي قدم النصيحة حول الأزمة السورية، هو الرئيس المشارك للجمعية السورية البريطانية. الصورة لـ “لؤي بشارة” / أ ف ب AFP/Getty Images
يتعرض فواز الأخرس عم الرئيس بشار الأسد إلى ضغوط للتخلي عن رئاسة الجمعية السورية البريطانية بعد استقالة جميع أعضاء مجلس الأمناء البريطانيين احتجاجاً على القمع الوحشي للمظاهرات ضد نظام دمشق. تعَرضَ الدكتور فواز الأخرس وهو جراح قلب في مشفى هارلي إلى إحراج كبير في الأسبوع الماضي بعد نشر الرسائل الإلكترونية المسربة في صحيفة الغارديان والتي كشفت النقاب عن دوره في إسداء النصائح للأسد حول كيفية التعامل مع الأزمة، كما أظهرت كيف أن ابنته أسماء زوجة الرئيس كانت تتسوق البضائع الفاخرة بينما كان العنف يتصاعد.
وقد أقرّ السير أندرو غرين Andrew Green وهو سفير بريطاني سابق إلى سوريا وعضو في رئاسة الجمعية السورية البريطانية أن الجمعية قد واجهت حالة من الفوضى خلال العام الماضي، وأن الرسائل الإلكترونية وخصوصاً تلك التي تُظهر السيد الأخرس يقدم النصح للأسد حول كيفية دحض إدعاءات المدنيين بخصوص تعرضهم للتعذيب هو بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
“إنه من المحزن حقاً”، أخبر غرين الغارديان يوم الثلاثاء. “لقد قامت الجمعية السورية البريطانية بالكثير من العمل المفيد ولكن من الصعب أن تستمر بالعمل مع كل هذا. وفي ضوء ما كشف عنه فقد قدم الأعضاء البريطانيون الخمسة استقالاتهم من عضوية الجمعية”.
غرين وأمين الصندوق السيد بريان كونستانت Brian Constant سيغادران حالما ينتهيان من استكمال مهامهما، كما أن السير غيفن أرثر Gavyn Arthurوهو عمدة سابق لمدينة لندن بالإضافة إلى عضوين آخرين قد انسحبوا من الجمعية بالفعل. لقد كانت الجمعية في أزمة منذ اندلاع الانتفاضة في شهر آذار/ مارس الماضي. وفي شهر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي أعلن بنك أتش إس بي سي HSBC أنه لن يمثل الجمعية بعد اليوم، كما أن المليونير ورجل الأعمال الخيرية السوري البريطاني وفيق سعيد قد استقال من منصبه كمدير. “المشكلة هي أن الجمعية تحاول أن تدفن رأسها بالتراب محتفظة بسياسة إلتزام الصمت، والذي وصل إلى حد الدعم الضمني للنظام القائم في سوريا ولما يجري هناك”، يقول سعيد في رسالة كتبها وحصلت الغارديان عليها “هذا غير مقبول, لقد فقدت الجمعية السورية البريطانية كل مصداقيتها”.
لاحقاً أصدرت الجمعية بياناً تقول فيه إنه “لمن المحزن والمريع ما يجري من عنف ومن خسائر للأرواح في سوريا”، ولكنها ورغم ذلك واجهت انتقادات بسبب تراخيها وتوفيرها الغطاء للنظام بينما كان سفك الدم يتصاعد. استقال عدة أعضاء آخرين.
وقد صرح السيد غيث أرمزاني Ghayth Armazaniوهو المدير التنفيذي للجمعية يوم الثلاثاء “نحن بحاجة لأن نقرر بخصوص مستقبل الجمعية، وربما نكون بحاجة إلى إجراء انتخابات مبكرة لأنه من الواضح أننا نمر في ظروف صعبة”.
كما قال السيد كريس دويلي Chris Doyle وهو مدير معهد التقارب العربي البريطاني “سيكون لإعادة انتخاب فواز الأخرس رئيساً للجمعية تأثيراً بالغ السوء على مصداقية الجمعية, من المفترض أن يكون قد استقال ورحل الآن”.
وفي تطور لاحق أعلن دبلوماسيون أن الإتحاد الأوروبي على وشك أن يعلن عن عقوبات جديدة ضد 12 من الشخصيات الرئيسية في نظام الأسد من بينهم أسماء الأسد وفقاً للمصادر في بروكسل. وقد قالت وزارة الخارجية البريطانية “إن من شأن هذه العقوبات أن تزيد من العقوبات الاقتصادية ومن الضغط السياسي على النظام السوري، وسوف تستمر لوقف تدفق الإيرادات إلى الأسد”. كما تبحث الحكومات الغربية هذا الأسبوع إصدار بيانات تدين سوريا وذلك من مجلس الأمن ومن مجلس حقوق الإنسان، وكانت الأمم المتحدة قد قدرت عدد الضحايا حوالي 8000 شخص قتلوا منذ بداية الأحداث.
أظهرت روسيا، والتي وفرت الحماية للأسد من الانتقادات الدولية، بعض علامات نفاذ الصبر يوم الثلاثاء الماضي، فقد قال السيد سيرغي لافروف Sergei Lavrov في لقاء مع راديو كومرسانت Kommersant “نعتقد أن القيادة السورية قد تصرفت بشكل خاطئ مع بداية ظهور الاحتجاجات السلمية، وأنها لا تزال ترتكب الكثير من الأخطاء”، ولكنه حذّر قائلاً إنه من غير الواقعي أن يطلب من الأسد التنحي كشرط للحوار بين الحكومة والمعارضة.
وقد نفت روسيا التقارير التي تحدثت عن إرسالها قوات خاصة لمكافحة الإرهاب إلى ميناء طرطوس السوري، حيث تملك روسيا قاعدة بحرية. وقد قال لافروف إن التفجيرات الأخيرة في حلب ودمشق “والقصص الخيالية حول دخول سفن حربية روسية إلى الموانئ السورية” إنما تعرقل الجهود المبذولة من قِبَل الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان لتأمين وقف لإطلاق النار ولبدء المحادثات.
أما ميدانياً في سوريا، فقد أصبحت مدينة دير الزور في الشرق آخر معاقل المعارضة التي سقطت بعد أن استردتها القوات الحكومية من المتمردين كما أوردت التقارير الواردة من الأسوشيتد برس.
المصدر
Assad’s father-in-law under pressure to quit British Syrian Society