يخشَون حرباً أهلية و هجماتٍ انتقامية في حال سقط الرئيس بشار الأسد، قَلَق تغذّيه مشاهد العنف الطائفي في مصر والعراق.
كهنة الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية في قدّاس أقيم في شهر كانون الثاني بدمشق يصلّون لروح صبي مسيحي لقي حتفه خلال القتال الدائر في مدينة حمص السورية.
بواسطة ألكسندرا زايس Alexandra Zayis، لوس أنجلس تايمز
9:21 م جرينتش – 6 آذار 2012
عبر مراسلنا في دمشق، سوريا –
لطالما وجدت أم ميشيل، على مدار الأربعين سنة الماضية، الراحة والسكينة بين الأعمدة الشامخة والأيقونات العتيقة في كاتدرائية القديسة مريم الأرثوذكسية اليونانية. لكن في واحد من أيام الأحد الأخيرة حينما تلى الكاهن صلاته من أجل السلام، كفكفت الأرملة السبعينية الدموع عن عينيها.
قالت، “كنت أتمنى أن تعود الحياة إلى ما كانت عليه”.
في الليل، تستطيع أم ميشيل أن تسمع أصداء القتال الدائر بالقرب من منزلها في باب توما، الحي المسيحي العائد لقرون خلت في مدينة دمشق. وتتساءل، كغيرها من الكثير من المسيحيين هنا، عما إذا كانت الانتفاضة السورية الدامية على نحو متزايد، والمتواصلة على مدى عام كامل، قادرة على تحطيم ذلك الأمان الظاهري الذي توفّره حكومة الرئيس بشار الأسد الاستبدادية من جهة، و لكن العلمانية من جهة أخرى.
صوّر الأسد نفسه كمدافع عن الأقليات الدينية في البلاد، بما في ذلك المسيحيين وطائفته العلوية المسلمة، ضد المتطرفين الإسلاميين المدعومين من الخارج. يسخر نشطاء المعارضة من هذه الفكرة، قائلين أنه لطالما عمد الأسد إلى استغلال المخاوف الطائفية من أجل البقاء في السلطة.
بيد أن التحذيرات من حمام دماء فيما لو تخلى الأسد عن منصبه يرجع صداها لدى المسيحيين الذين رأوا ما فعله العنف الطائفي بإخوتهم مُذ بدأ تساقط الزعماء المشهود لهم بالقوة في كل من العراق ومصر، وقبلها أيضا بخمسة عشر عاماً من الحرب الأهلية في لبنان المجاور.
يخشى العديد هنا من هجمات انتقامية تستهدف الأقليات التي كانت على مدى أربعة عقود عضداً للحكم القمعي لعائلة الأسد، ونشوء ما يصفونه بدكتاتورية جديدة من جانب الأغلبية السنية المسلمة.
“إذا رحل النظام، بإمكانكم أن تنسوا المسيحيين في سوريا”، يقول جورج، وهو طبيب أسنان، 37 عاما، والذي طلب، كغيره ممن جرى مقابلتهم، عدم التعريف به سوى بالاسم الأول أو الكنية. “انظروا ما حدث لمسيحيي العراق. لقد اضطروا للفرار إلى كل مكان، في حين تعرضت معظم الكنائس للهجوم والتفجير”.
على الرغم من أن ليس كل المسيحيين في سوريا يساندون الأسد، إلا أن خوفهم يساعد في تفسير الدعم الكبير الذي لا زال يستقطبه على الرغم من الحملة الشرسة على ما بدأ كاحتجاجات سلمية في معظمها، والعزلة المتزايدة التي تعانيها حكومته.
لا يملك المسيحيون القلقون سوى أن ينظروا إلى مدينة حمص التي مزقتها الصراعات ليدركوا ما قد تبدو عليه الحرب الأهلية. يقول السكان هناك، أن السنة والمسيحيين والطائفة العلوية، وهي فرع صغير من الطائفة الشيعية المسلمة، قد سقطوا جميعاً ضحية لعمليات الخطف والقتل البشعة.
زاد صعود الأحزاب الإسلامية في مصر وتونس ما بعد الثورة من الشعور السائد بين مسيحيي سوريا بأنهم تحت الحصار. يجد البعض لمخاوفهم تأكيداً في المظاهرات التي تجري في كل أسبوع بعد صلاة جمعة المسلمين، عندما ينتشر المحتجون المناهضون للحكومة في طول البلاد وعرضها منطلقين من المساجد، ومردّدين شعارات دينية وسياسية.
“بالطبع ’الربيع العربي’ هوحركة اسلامية”، قال جورج بغضب. “إنه ملئ بالمتطرفين. يريدون تدمير بلدنا، ويسمونها” ثورة “.
مسيحيو سوريا، الذين لا يمثلون أكثر من 10٪ من عدد سكان البلاد البالغ 22 مليون نسمة، ترجع أصولهم إلى ألفَيْ سنة منذ بدايات عهود الإيمان. يُروى عن القديس بولس أنه تحوّل إلى المسيحية وهو في الطريق إلى دمشق، من حيث انطلق بعد ذلك لنشر الدين في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية.
احتشد قادة الكنيسة صفاً وراء الحكومة، مستحثين أتباعهم على إعطاء الأسد فرصة لسن الإصلاحات السياسية المنتظرة منذ أمد طويل، داعين في ذات الوقت إلى وضع حد لأعمال العنف التي أودت بحياة أكثر من 7500 شخص من كلا الجانبين، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وصف أغناطيوس الرابع، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، سوريا بأنها واحة للتسامح الديني، حيث يمكن للمسيحيين ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وبناء المعابد وإدارة المدارس، وهي نشاطات يجري تقييدها بدرجات متفاوتة في عدد من دول الشرق الأوسط.
يتكرر ظهور رجال الدين المسيحي على التلفزيون وهم يشاركون نظرائهم المسلمين في الصلوات المشتركة. وزير الدفاع شخص مسيحي، كما غيره من الأعضاء رفيعي المستوى في الحكومة وقوات الأمن.
“أينما اتجّهت، وجدت مسيحيين ومسلمين”، يقول البطريرك، الذي يعرض صورة له مع الأسد على جدار غرفة مكتبه. “ليس ثمة تمييز”.
ويقول كاهن لم يشأ نشر اسمه خوفا من الانتقام أنه على الرغم من وجود أصوات معارضة، إلا أن قلة تجرؤ على التحدث علناً. في كانون الثاني، قُتل أحد زملائه من رجال دين فيما كان يحاول مساعدة أبناء الأبرشية الجرحى في مدينة حماة، أحد مراكز الإنتفاضة. كل جانب اتهم الآخر بقتله.
“في رأيي، (الأسد) لم يحمِ الأقليات، هو حمى نفسه”،أضاف الكاهن. “إنه نظام تؤلفّه العائلة والأصدقاء والفساد، وليس للفساد مِن دين.”
نشطاء المعارضة يلقون باللوم على سياسات الحكومة نفسها في تعميق الانقسام الطائفي، بما في ذلك استخدامها لقوات أمن ذات قيادة علوية وميليشيات تتشكل في غالبيتها من العلويين من أجل ضرب وتعذيب وقتل المتظاهرين.
“هذه هي لعبتهم”، قال عبده، وهو ناشط مسيحي يبلغ من العمر 27 عاما كان شارك في مظاهرات مناهضة للحكومة عديدة. وأضاف “انهم يلعبون على الوتر الطائفي.”
عبده لا يخشى حكومة يهيمن عليها السنة. وقال أنه صلّي مراراً في المساجد، لأن ذلك هو المكان الذي يجتمع فيه المحتجون قبل الخروج في مظاهرة. وأضاف “لقد كنا موضع ترحيب كبير هناك”.
لكن بعد اشهر من عنفٍ لا هوادة فيه، يَخشى من أن تصبح دعاية الحكومة حقيقة واقعة. يقول “أعتقد أننا نتجه نحو حرب أهلية”.
يقول لؤي، ابن ال 26 عاما والمتخرج حديثاً من الجامعة، أنه لم يعتقد أن الربيع العربي قد يمتد إلى سوريا.
وقال “كنت أعتقد أننا نعيش في واحدة من أفضل الدول العربية”، أضاف ذلك وهو يحتسي الشاي في مقهىً عصري من مقاهي دمشق، حيث تقوم النساء الثريات بإضاعة فترة ما بعد الظهر مع أبنائهم المتأنقين.
حينما سمعنا أنه تم إطلاق النار على المتظاهرين وقتلهم، انتابنا القلق من أن الحكومة قد “تجاوزت صلاحياتها في استخدام القمع”. لكنه الآن، كما يقول، ينفر بذات القدر من قادة المعارضة الرئيسيين. “إنهم يتصرفون كما النظام في بعض النواحي، غير مبالين لحجم القتل الحاصل”، يضيف لؤي الذي يخشى أن تكون المعارضة منقسمة إلى الحد الذي يجعلها عاجزة عن السيطرة على التوترات الدينية والعرقية.
“أعتقد أن الحل الأفضل هو في أن تبقى الحكومة”، ثم أضاف “آمل أنهم سيعطون بشار الأسد فرصة أخرى”.
المراسلة الخاصة ريما ماروش Rima Marrouch مع موظف آخر من جريدة ال Times في دمشق ساهما في إعداد هذا التقرير
المصدر
لا تفكروا بالطائفية لانه ما رح تصير بسوريا ,ما اسمعنا بمشاكل بين اسلام ومسيحيين في سوريا حتى الان وازا قرأتوا الدستور الجديد بنص انوا لا يحق للمسيحي ان يمسك الحكم بسوريا يعني هوه الله يلعنو بدو يعمل حرب طائفية وانتو لازم يكون عندكون موقف مع او ضد والسنة مو متل الشيعة والنهاية لازم نفكر بسوريا لانه الدين لله والوطن للجميع
رب العالمين خلق الكون لكل البشر وكلنا بشر من لحم ودم وبيجمعنا رب واحد هو اللي خالقنا ونحنا لازم نعيش متحدين لنقضي عالشر
بحياتنا ماسمعنا عن الطائفية بسورية الابحكم حافر وبثار هنن عم يزرعوا الفتنة بيننا حتى يحافظو على الحكم الاسدي فهم عبدة بشار ونحنا نعبد الله الواحد الاحد
ومابيهمنا شي بس بدنا برجع الامان لسوريا ونكون ايد وحدة وكل مين على دينو الله يعينو