الدليل الفاشل للتلفزيون الرسمي السوري عن وجود دعم خارجي للثوار
الأحد – 3 آذار/ مارس 2012
نيويورك تايمز – مدونات
منعت الحكومة السورية يوم السبت قافلة محملة بالمساعدات الإنسانية من الدخول إلى الأحياء المدمرة في مدينة حمص، بذريعة الظروف الأمنية، إلا أنها سمحت قبل يوم واحد لطاقم التلفزيون الرسمي من الدخول إلى هناك.
وكما هو الحال منذ بداية الثورة، يقدم التلفزيون الرسمي روايته عن العنف الدائر في مدينة حمص على أنه بسبب وجود ميليشيات مدعومة خارجياً، حيث ذكر في تقرير له يوم الجمعة من حي بابا عمرو الذي تعرض للقصف على مدى أسابيع من قبل القوات الحكومية. فقد قام التلفزيون الرسمي بعرض بعض السكان الذين بدت عليهم المعاناة والذين ألقوا باللائمة على الثوار في حالهم المزري.
ووفقاً لملخص التقرير الذي بُث على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء السورية الرسمية، فقد جاء فيه أن “السلطات تمكنت من إعادة الأمن والأمان إلى أهالي حي بابا عمرو في حمص، بعد القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة التي عاثت الفساد في الحي وارتكبت الجرائم وعمليات التخريب، محولة الحياة في الحي إلى جحيم”.
تقرير مصور من طاقم التلفزيون السوري الرسمي يُظهر حي بابا عمرو المدمر في مدينة حمص يوم الجمعة.
أظهر أحد المشاهد الأخيرة في تقرير التلفزيون الرسمي مجموعة من العملات الأجنبية، بدت وكأنها دليلاً تم اكتشافه في حي بابا عمرو يثبت بأن الثوار ما هم إلا وكلاء مأجورين من الخارج. ولكن، بعد التمحيص الدقيق لهذه الأموال، تبين أنها أوراق نقدية تساوي قيمة صغيرة جداً وقد تم سحبها من التداول منذ سنين مضت في كل من لبنان وتركيا وإسرائيل والفلبين.
وبعدما اكتشف أحد المدونين السوريين ذلك المقطع الخاص الذي يتحدث عن العملات الأجنبية نفسها، وكان قد بُث على القناة الفضائية الناطقة بالعربية والتابعة للحكومة الإيرانية، أشار الناشط المقيم في بيروت شكيب الجابري على صفحته في موقع تويتر أن تلك الأوراق التي وصفت على أنها “أوراق نقدية صادرة عن البنك الإسرائيلي” ما هي في حقيقة الأمر إلا أوراق نقدية ذات قيمة قليلة جداً من الليرات اللبنانية والتي لم تعد تستخدم منذ عام 1985، بالإضافة إلى نوع قديم من البيسو الفلبيني Philippine peso الذي تم استبداله بنقد معدني منذ عقود.
كما انضمت Elizabeth Tsurkovإحدى الناشطات والمدونات الإسرائيليات والتي تكتب عن “الربيع العربي” على موقع تويتر، لتشرح بأنه حتى الورقة النقدية التي تظهر في أعلى العملات الأخرى والتي يعود مصدرها إلى إسرائيل كانت في الواقع من فئة (الشيكل) القديم، والتي لم تعد صالحة للتداول منذ العام 1985، والتي تساوي حالياً 1/50 بنساً أمريكياً.
بدت ورقة نقدية أخرى وكأنها “ليرة تركية قديمة” كان يتم التعامل بها في العام 1980، والتي تساوي حالياً نص بنس أمريكي لولا أنها اُستبدلت بعملة جديدة في العام 2009.
إذاً، فالجميع أجمع على أن مجموع القيمة الحالية لمجموعة الأوراق النقدية المعروضة على التلفزيون السوري الرسمي كدليل على وجود دعم خارجي للثوار هو أقل بكثير من دولار أمريكي واحد، الذي يدل على أن المتمردين استطاعوا إيجاد داخل سوريا شخصاً ما يستطيع القبول بالشيكل الإسرائيلي القديم أو العملة الفلبينية مقابل أي شيء مساو بالقيمة.
ما يقال الآن، بما أن الصحفي الإسباني خافيير اسبينوزا Javier Espinosa كتب يوم الجمعة بأنه أُجبر على الفرار من حمص دون أخذ حقيبته والتي تحتوي على آلاف الدولارات الأمريكية – بعد الهجوم الصاروخي الذي تعرض له المبنى والذي كان يقطن فيه ما أدى إلى مقتل اثنين من أصدقائه – فقد تجد السلطات السورية رزمة أكبر من المال يمكن عرضها على شاشات التلفاز كدليل أكثر تأثيراً.
المصدر:
The New York Times
Syrian Television’s Underwhelming Evidence of Foreign Backing for Rebels
ما يعرضه إعلام النظام السوري يكون موجها ‘لى الأغلب إلى جمهوره الموالي له ليبقى تحت سيطرته الإعلامية وبالتالي بقاء كسب تأييده و التبعية له