هل ستثور حلب؟
2012 شباط/فبراير 21
يئس الناشطون في سوريا من انضمام عاصمة البلاد الاقتصادية إلى الثورة. إلا أن استخدام النظام المتزايد للعنف يمكن أن يقلب كفة مدينة على الحافة.
في الأيام الأولى من الثورة السورية، انتظر الذين تمنوا سقوطاً سريعاً لنظام الرئيس بشار الأسد قيام مدينة حلب. كانت حلب، أكبر المدن السورية، أحد مراكز الثورة ضد نظام حافظ الأسد في أوائل الثمانينيات، كما كانت في المرتبة الثانية بعد حماة من حيث عدد الأبناء الذين اختفوا منها على أيدي قوات الأمن المرعبة. فشلت المدينة بالانضمام للثورة بعد مرور أشهر، تحولت من التوقع المتفائل إلى الإحباط. لماذا كانت حلب بعيدة عن حركة الاحتجاج التي اجتاحت سوريا؟
إن صمت حلب – بغض النظر عن مظاهرات الجامعة وبعض المظاهرات المتفرقة في يوم الجمعة – أصبح مادة للنكتة بين الثوار السوريين. “مدينة حلب لن تقوم حتى لو تناولت الفياغرا”، كما كُتب على إحدى اللافتات التي رفعها متظاهرون في مدينة كفرنبل الشمالية.
إلا أن السمعة السيئة لحلب بين الثوار السوريين بدأت بالتغير ببطء. واجهت قبضة النظام على حلب تحديات متزايدة: ففي الفترة الأخيرة شهدت أيام الجمع مظاهرات كبيرة، كما أن سكان أحياء الفردوس، المرجة، والصاخور، والتي تعتبر من أحياء ذات الدخل المحدود نزلوا إلى الشارع للتظاهر بانتظام.
تزداد وتيرة العنف في حلب. فقد قامت قوات الأسد الجمعة الماضية بقتل 13 شخصاً في المدينة، كما جاء حسب ناشطين محليين – وهذا ما يعادل رقم القتلى في مناطق ساخنة أخرى. في العاشر من شهر شباط/فبراير قُتل 28 شخصاً في تفجيرين لسيارتين مفخختين استهدفتا مركز الأمن العسكري في حلب. إن ازدياد تواجد الجيش السوري الحر في مناطق محيطة لمدينة حلب، يجعل من بقائها على الحياد أمراً صعباً.
لا تزال حلب بعيدة عن لعب دور في الثورة يتناسب مع حجمها وأثرها التاريخي. قال ناشطون إن وقوف حلب جانباً جعل الثورة الشاقّة أصلاً، أكثر صعوبة. “إذا لم تنضم حلب ودمشق إلى الثورة سنحتاج لتدخل خارجي”، هذا ما أخبرني به براء سراج، السجين السياسي السابق في سجن تدمر سيء السمعة.
إن التفسيرات التي يقدمها النشطاء الحلبيون ورجال الأعمال حول جمود هذه المدينة تختلف عن بعضها. بالطبع، قد تكون هناك عدة أسباب في الوقت نفسه. إلا أن تنوع الأسباب المتوفرة يدل على مدى حيرة الناشطين لانعزال مدينة حلب.
إن أحد التفسيرات الشائعة لجمود مدينة حلب هو الرخاء الذي تمتعت به تحت حكم بشار. بما أن مدينة حلب هي العاصمة الاقتصادية لسوريا، فقد استعدت حلب للاستفادة من الضغط على الحكومة من أجل فتح السوق. ومن المثير للسخرية أن حرب العراق كانت مفيدة للاقتصاد السوري. فالعديد من التجار الحلبيين تلقوا دفعات لعقود بلغت مليون دولار ولم يضطروا لأن يتمّوها بعد سقوط نظام صدام، حسب أحد رجال الأعمال. إن تدفق اللاجئين العراقيين، كما قال، كان سبب ارتفاع أجور المنازل وأسعار الأراضي. وأضاف “ازداد أجر مكتبي %30، حتى المنازل في الأحياء الفقيرة ازدادت قيمتها ثلاثة أضعاف”.
أحست النخبة الحلبية بأن الازدهار الذي وصلت إليه يعود إلى الاستقرار الذي وفره النظام. ونظراً للفساد المتفشي في سوريا، فإن المال والسياسة متداخلان — كما أن معظم طبقة الأغنياء في حلب، وخاصة من أصبحوا أغنياء في السنوات الأخيرة، لديهم صلات قوية بالحكومة والثورة تهدد تلك الصلات.
حتى بالنسبة للطبقة الدنيا في حلب فقد ازدهرت بشكل نسبي في العقد الماضي. فالأعمال اليدوية كانت وفيرة، والتي لا تحتاج إلى خبرة. إن الدعاية الحكومية والمعلومات الخاطئة حول الثورة لعبت دوراً مهماً بجعل الطبقة العاملة غير المثقفة مترددة حول المشاركة في “المؤامرة”.
“لقد جاءت هذه الثورة في وقت غير مناسب بالنسبة لمدينة حلب،” أضاف رجل الأعمال. “فقد كانت الأعوام العشر الأخيرة جيدة للمدينة. كثير من الحلبيين كانوا يجنون ثمار الاستثمارات التي جرت في بداية العقد الماضي.”
لقد كان حجم مدينة حلب — وتعداد سكانها الأربعة ملايين — عقبة بالنسبة للثوار السوريين. إن التناغم الاجتماعي في المناطق الساخنة مثل درعا وحمص، وهي مدن أصغر بكثير من مدينة حلب، قد ساعد على تسهيل تنظيم المظاهرات دون المخاطرة بالتعرض لجهاز استخبارات الأسد المتواجد في كل مكان. من الصعب إيجاد هذا النوع من الثقة في مدينة كبيرة كمدينة حلب.
حسب مدون وناشط حلبي مشهور يستخدم الاسم المستعار (إدوارد دارك Edward Dark)، كثير من لجان التنسيق المحلية التي تعد شريان حياة الثورة تم اختراقها بشكل متكرر. “ كمثال على ذلك، عندما حاولنا تنظيم مظاهرة بعد صلاة التراويح (صلاة تتم مساءً في شهر رمضان)، كنا نختار مسجداً بشكل عشوائي ونتفق عليه قبل نصف ساعة من بدء المظاهرة، وبعدها ننشر الخبر بين الناشطين المحليين. كنا نصل إلى المسجد فنجد عدداً كبيراً من رجال الأمن والمجرمين ينتظرون.”
قد يكون التنوع الموجود في مدينة حلب سبباً آخر لصعوبة اندلاع الثورة في حلب. فالأقلية المسيحية الكبيرة كانت إما داعمة للنظام أو أنها ملتزمة الصمت، بينما الأقليات الأخرى — كالأكراد والتركمان — مازالوا على الحياد.
لكن كل تلك الأسباب تختفي أمام السبب الأهم بلا منازع لسكون حلب النسبي: عنف النظام. بينما يتمنى الناشطون أن تكون ثورة حلب هي القشة التي ستقصم ظهر الأسد، يرى النظام أنه لا يمكنه خسارة حلب — مدينة حدودية كبيرة لن يتمكن من استعادة السيطرة عليها إذا خسرها. لذلك قام الأسد بنشر أعداد كبيرة من رجال الأمن ورجال عصابات موالين يسمون بـ “الشبيحة” في المدينة.
استخدم النظام عنفه في حلب بذكاء أكثر. بينما يكون “الشبيحة” في المناطق الساخنة الأخرى من سوريا من الطائفة العلوية القادمون من الساحل، كانت القوات في حلب من الطائفة السنية من القبائل العربية المجاورة. حسب إدوارد دارك فإن عشيرة البرّي هي الداعم الرئيسي للنظام في المدينة. “إنهم حتى لا يحاولون إخفاء ولائهم ويتفاخرون باستلامهم الأسلحة من النظام. هناك آخرون كثر أيضاً، عادة يكونون من المجرمين المدانين المتورطين بأعمال التهريب أو المخدرات. لقد عُرض عليهم العفو والمال مقابل مساعدة قوات الأمن في القمع.”
“لم تحطم حلب حاجز الخوف”، يقول @AnonymousSyria، مدون مشهور آخر من حلب. “حتى لو أراد بعض الناس الخروج للتظاهر ضد النظام، لا يخرجون خوفاً من الاعتقال والتعذيب، أو حتى الموت. حلب ليست مستعدة لدفع الفاتورة بعد.”
طالما بقيت حلب تحت السيطرة، يكبح النظام عنفه لإخماد المظاهرات. لكن الازدياد الأخير في عدد القتلى يُظهر أن النظام بدء باستخدام القوة المميتة في بعض المناطق التي لم يعد بالإمكان السيطرة على المظاهرات فيها، كضواحي حلب على سبيل المثال.
تلك حركة غبية، لأننا رأينا أن أكبر مسبب للمظاهرات هو متظاهر مقتول. لقد أخذت دائرة العنف القاسية الثورة إلى كل زوايا سوريا وهي قادمة إلى حلب أيضاً — ولو أنها قادمة ببطء.
المصدر:
Foreign Policy
طمنوا بالكم حلب لن تثور ما تروه على القنوات …العربية و الجزيرة و الصفا ربما يحدث في مدينة حلب لكن ليسوا الحلبيون من يقوم بهذا انهم طلاب ادلب الذين يمثلون 60 % من طلاب جامعة حلب فمع الأسف لم يكن أحد منتبها لهذا الشيئ و حتى المدينة الجامعة في جامعة حلب تبين أنهم كانوا مخصصون 70% لطلاب ادلب علما أنهم الأقرب لمدينة حلب فهذه الأزمة كشفت الكثير من الأمور التي كان الكل يجهلها
عجب ابتعرفوا شو عم يساوا طلاب ادلب في حلب و بتعرفوا الآن في كتير هربوا من ادلب لحلب شو عم يعملوا ما حدا منكم يمكن بيتصور شو عم يعملوا عم يقتلوا احسن دكاترة في حلب و عم يقتلوا اغنى تجار و مستسمرين بحلب و عم يسرقوا بيوت اهل حلب و عم يكسروا سيارات اهل حلب و هنن بغبائهم هاد عم يزيدوا ولاء المؤيدين للدولة و النظام فاهالي حلب و دمشق لن يسمحوا لقتلة ابناءها و لن يسمحوا لسارقي اموالها ان ينالوا منها
لمعلوماتكم
ل حلب ليست خائفة على مصالحها واهل حلب لا يخافون على انفسهم ولكن اهل حلب يخافون منكم على سوريا .. والدليل ان حلب اكبر المتضررين من مواقف ابنائها المؤيدة .. هي خلصت الشتوية ونحن ما عنا مازوت والبنزين انقطع عنا 4 مرات بسبب غضب ادلب وبعض قراها على حلب .. ومع هيك اهل حلب كانو بيعرفو ان لما يتظاهرو رح يفكو بلاهن عنا بس ما حدا طلع وحتى غالبية الي طلعو باحياء الفردوس وصلاح الدين عم نكتشف انهن ادلبية او من النازحين من مدنهن اذا صح التعبير
وجامعة حلب الي سميتوها جامعة الثورة ما عادت جامعة .. صارت حارة بالشارع وعفكرة نص الطلاب ما عاد يقدرو يداومو من ورا حريتكن ومظاهراتكن والمشاكل الي عم تسببوها