نيكولاس فاندام Nikolaos Van Dam

السياسي المخضرم نيكولاس فان دام يدعو للحوار مع النظام في سوريا.

” إنّ الغرب يتعامل مع القضية السورية بشكل خاطئ ” يقول نيكولاس فان دام، “أنا أفتقر للتواصل المباشر، إنّ من يريد أن يكون ذو تأثير عليه أن يحاور، تماماً كما يفعل الروس”

هذا الدبلوماسي الهولندي السابق هو من أشهر الخبراء بالشأن السوري وهو يرى أبعد من ذلك فبعد أن عمل لسنوات طوال في السلك الدبلوماسي وخصوصاً في العالم الاسلامي فانه يتعامل بحذر مع الربيع العربي كما يقول ” ليسَ من الضروري أنْ تستحقّ نتائج الربيع جائزةً حسَنَة”.

” لا أفهم لماذا يرفض الغرب الحوار مع النظام في سوريا فالتواصل هو المفتاح لحقن الدماء، إنّه ضروري حتى بوجود رئيس بعبع كالأسد” يقول الدبلوماسي الهولندي واسمه المختصر غووس، لا أرى أنّ الطريقة التي يتعامل بها الغرب مع سورية مجدية فالوضع الآن هو كالتالي ” أنا أتحاور معك فقط عندما تنفّذ ما أقول، لكنّ هذا غير مجدٍ. “

يعتَبَر نيكولاس فان دام البالغ 66 عاماً من أشهر الخبراء بالشأن السوري، وهو صاحب الكتاب المعروف “الصراع على السلطة في سوريا” الذي صدرت نسخته الرابعة في العام الماضي.
“تقف سوريا على مفترق طرق الآن، فإمّا أن يكون هناك اصلاحات في ظل النظام الحالي أو أن تنزلق البلد إلى حرب أهلية، ولكي تستطيع أن تؤثر يجدر بك أن تحاور، بينما ومن خلال رفض الحوار فإنّ الاتحاد الأوروبي والولايات يستمرون في النّأي بأنفسهم عن كل مايجري، وإذا ما اخترت التواصل عبر الرسائل أو الخطابات العلنبة فعليك أن لا تقطع ذلك كله.”

– اختار الغرب العقوبات فهل ترى أن ذلك مجدٍ ؟
أنا أتفهم فرض العقوبات ولكنني أخشى أن تكون هذه العقوبات بدون النتائج المأمولة، إذا كنت ترغب بالسيطرة على الموقف فعليك أن لا تقطع التواصل المباشر لأنّ العقوبات بمفردها لن تكون مجدية.

– هل استخدمت روسيا الفيتو اذاً من أجل الحفاظ على القنوات مفتوحة مع النظام في سوريا ؟
يعتقد الروس أنه من المبكر اجراء التصويت على قرار في مجلس الأمن، وكانوا يعتزمون إجراء حوار مع الأسد في نفس الاسبوع كما كان لديهم مشاكل مع هذا القرار والذي يشير الى ضرورة تنحي الأسد لأن أي شيء يدعو الى تغيير النظام هو قرار مشبوه بالنسبة لموسكو.

– هل للسيناريو الليبي حيث وافقت روسيا على التدخل تأثير عن موقف روسيا الحالي ؟
نعم بكل تأكيد ..فقد شاهدت روسيا كيف تم تحوير وتفسير قرار مجلس الأمن، فالقرار بدأ بمنطقة حظر طيران وانتهى بتغيير النظام من خلال الدعم العسكري لحلف الأطلسي، كما يعتقد الروس أنّ على الأمم المتحدة أن تدين العنف من قبل جميع الأطراف وليس من طرف النظام فقط.

– جاء الأصدقاء العرب بخطة سلام ولكنها بقيت حبراً على ورق ؟
أعتقد أن الأسد شعر بالضغط العربي على سوريا فقد أرسلت الجامعة العربية مراقبين ولكنهم لم يستطيعوا إيقاف العنف، لكنّ ما فعلوه هو أنّهم أعطوا العالم الخارجي صورة أولى ومباشرة عن حقيقة الوضع على الأرض، كما أنّ خطة السلام العربية فشلت لأن الجامعة العربية تطالب برحيل الأسد وهذا لن يحدث على الأرجح، لأنّه يعني نهايته بالضرورة، ربّما تصفيته أيضاً، تخيّل بعد ذلك أنه من الممكن أن يستقيل .. ماالذي تتحدث عنه اذاً؟ رئيس انتقالي يملك سلطات أقل من سلطات الرئيس الحالي؟

– هل تريد أن تقول أن بشار الأسد لم يعد ذلك الديكتاتور كما كان يصور دائماً ؟
بالتأكيد لم يعد كذلك، إنّ نظام الأسد الابن يختلف في بنيته عن تركيبة نظام الأسد الأب والذي حصل على السلطة بعد أن صفّى خصومه الواحد تلو الأخر، الأسد الابن ورث السلطة عن أبيه واستبداده هو تفاهم أو تعايش بين الرئيس والجيش والمخابرات.

– ماهي احتمالية حصول انقلاب عسكري ؟
إنّ الخطر الرئيس بالنسبة للأسد يأتي من الداخل، هنالك على الأرجح العديد من ضباط الجيش الذين لايوافقون على سفك الدماء من قبل النظام ولكنهم يدركون أنه ليس من السهل السيطرة على السلطة، كان ذلك سهلاً في السابق إذا استملت عدداً من قادة الجيش الى جانبك، لكنّ نظام الأسد تنبّه إلى تلك النقطة وعيّن أشخاصاً مقرّبين منه في جميع الاماكن الحساسة.

– هل كون النظام يعتمد على أقلية علوية يعقد الوصول الى حل سلمي ؟
بكل تأكيد، في السابق كان العلويون الطرف الأضعف وهم الذين عانوا من التمييز في كل شي حتى في الحصول على وظيفة وعندما استولى حزب الأسد البعث على السلطة في العام 1963 تغيّر الموقف وسيطر العلويون على البلد وهيمنوا على الأغلبية السنية والتي كانت قد أذّلتهم لفترة طويلة.

– حب بلا حدود
لسوريا مكانة خاصة في قلب نيكولاس فان دام، كيف لا وقد كانت البلد العربي الأول الذي زاره وكان ذلك في العالم 1964 ومنها تجذر حبه للعالم العربي، غالباً ما يقال أنّ الأنطباع الأول هو الانطباع الأفضل وقد كان انطباعي الأوّل إيجابياً جداً فقد لقيت الترحيب في كل مكان وحدث مثلاً أنّي أضعت محفظتي عند المركز الحدودي وهناك قام أحد السوريين بإعادتها في اليوم التالي وقد تساءلت كثيراً عمّا كنت سأفعله وقتها لو أنني لم أجد نقودي وأوراقي الشخصية.

– هل لا تزال على تواصل مع أصدقائك في سوريا ؟
بكل تأكيد .. نتواصل عبر الفيس بوك وماشابه ذلك ..التواصل عبر الهاتف ليس سهلاً دائما مع إمكانية التنصت على المكالمات.

– ماهي المسافة التي تفصلنا عن الحرب الأهلية في سوريا ؟
لا أحد في سوريا يريد الحرب الأهلية، فقد شاهد السوريين ماحدث في لبنان والعراق والى أين يمكن أن تؤدي الصراعات الطائفية، كما أنّ جميع الطوائف تعيش متداخلة في ما بينها في سوريا والحرب الأهلية لن تخلّف سوى خاسرين.

– ماهو رأيك بفكرة تسليح المتمردين ؟
سيكون ممكناً ومجدياً فقط عندما يكون للمتمردين سيطرة على أماكن على الأرض كما حدث في ليبيا، هناك بعض الجيوب في سوريا ولكن النظام يستطيع باستخدام القوة المفرطة السيطرة عليها عندما يريد.
باختصار .. هل الغرب متسرع ؟

معظم الدول الغربية تفكّر من منظور العدالة وهي محقة في ذلك لأن هناك أشياء فظيعة تحدث في سوريا ولكن يجب عليهم أن يفكروا بطريقة للحل وهذا مالم يحدث على الأقل حتى الآن.

نيكولاس فاندام : ولد في أمستردام 1 أبريل 1945
درس العربي في جامعة أمستردام
نال في العام 1977 شهادة الدكتوراة عن بحث حول الصراع على السلطة في سوريا
عين في العام 1975 في السلك الدبلوماسي
1980-1983 دبلوماسي في بيروت
1983-1985 دبلوماسي في ليبيا
1988-1991 سفير مملكة هولندة في العراق
1991-1996 سفيراً في مصر
1996-1999 سفيراُ في تركيا
1999-2005 سفيراُ في المانيا
2005-2010 سفيراً في أندونيسيا
متقاعد حالياً.

المصدر

http://www.nikolaosvandam.com/pdf/interview/20120211nvdaminterview01nl.pdf