من أولريكه بوتز Von Ulrike Putz , بيروت
15 شباط/فبراير 2012
القاعدة تدعو للقتال ضد الاسد. يتواجد الآن جهاديون من دول عربية مجاورة بين صفوف الجيش السوري الحر. هذا يمكن أن يسبب مشكلة للثائرين.
الرسالة كانت واضحة: “على كل مسلم أن يدعم المقاومة ضد النظام السوري، بكل مايملك، بحياته، بماله وبرأيه وبالمعلومات التي يملك، هكذا دعا زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي المؤمنين بالتوجه إلى سوريا وبحمل السلاح.
“التمرد على النظام الغير إسلامي في دمشق هو واجب ديني” حذر الظواهري في رسالة مرئية دامت ثمان دقائق ونُشرت على موقع انترنت تابع للإسلاميين يوم الأحد.
يجب على المؤمنين أن يعتمدوا على الله في المعركة ضد نظام بشار الأسد السرطاني الخبيث، ويجب أن يكونوا مستعدين للتضحية والصمود. بشكل خاص فإن السنة في لبنان، تركيا، الأردن، والعراق مطالبون بذلك. عليهم أن يسرعوا في مساعدة المضطهدين في البلد الجار لهم.
الدعوة الملتهبة للظواهري، خليفة أسامة بن لادن، عززت التوقعات حول وجود أجانب من المحتمل أنهم محسوبون على القاعدة، في سوريا. النظام في سوريا يدعي منذ فترة طويلة أن الانتفاضة المستمرة منذ أحد عشر شهراً تُدار من قبل إرهابيين أجانب و عصابات مسلحة.
المجلس الوطني السوري كحاضنة للمعارضة والجيش السوري الحر وكسقف يجتمع تحته المقاتلون المسلحون، ينفون هذا عن أنفسهم: التمرد في سوريا هو انتفاضة شعب يكافح فيها مواطنو سوريا من أجل حريتهم ومن أجل الديمقراطية.
ولكن وعلى الرغم من تأكيدات المعارضة السورية إلا أن الإشاعات تنتشر بشكل متزايد في كل مكان في الشرق الأوسط حول وجود جهاديين أجانب في سوريا.
مصدر في بيروت كان الأسبوع الماضي مع الجيش الحر خارج مدينة حمص، يتكلم عن المئات من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى القوات التي يُفترض أنها مؤلفة من منشقين عن الجيش. المتطوعون السنة ينحدر أغلبهم من العراق و لبنان و بعضهم من السعودية.
الإرهابيون و مشكلة العلاقات العامة
الهجوم المزدوج في مدينة حلب السورية في الجمعة الماضية أعطى إِشارة للمراقبين حول وجود جماعات إرهابية. قُتل ثمانية وعشرون شخصاً في الهجوم على مبنى المخابرات العسكرية ومقر شرطة حفظ النظام. وسائل إعلام أمريكية تحدتث في عطلة نهاية الأسبوع أن موظفين حكوميين أمريكيين يفترضون أن القاعدة هي العقل المدبر خلف الهجمات.
الموقع الإخباري ماك كلاتشي “McClatchy” اعتمد على عدة مصادر رسمية من الحكومة الأمريكية حمّلت القاعدة المسؤولية عن السيارات المفخخة. وكذلك الهجومان الانتحاريان الذين وقعا في الثالث والعشرين من كانو الأول والسادس من كانون الثاني وأوقعا سبعين قتيلاً قد تم ترتيبهما من قبل خلية للقاعدة في العراق.
الخبراء يستنتجون أنه قد يكون من مصلحة القاعدة أن تتدخل في النزاع في سوريا. القاعدة لديها مشكلة علاقات عامة. قد يكون مفيداً بالنسبة لها أن تحاول عبر الانخراط في سوريا أن تجعل نفسها مرة أخرى جذابة لمجموعات محددة، يقول فولفغانغ مولبيرغر Wolfgang Mühlberger أمام أكاديمية الدفاع المحلية في فيينا.
مع هذا يجب على الإنسان أن يكون حذراً، فليس كل جهادي أجنبي هو من القاعدة. “في حالة حلب مثلاً لم يتبنى أحد العملية، في حين أن المنظمة عادةً ما تفعل ذلك”.
سعر الكلاشينكوف ارتفع بشكل كبير
مساعد وزير الداخلية العراقي عدنان الأسدي أكد في نهاية الأسبوع وجود تهريب للأسلحة من العراق إلى سوريا. “الأسلحة تُجلب من الموصل عبر معبر الربيعة الحدودي، لأن أعضاء من نفس العائلة يعيشون على جانبي الحدود” يقول الأسدي لوكالة الأنباء أ.ف.ب
رفع مهربو الأسلحة في العراق أسعار بنادق الكلاشنكوف بشكل مضطرد وكبير. البندقية الهجومية إي.كي-47 كانت تكلف في السابق بين مئة ومئتي دولار، أما اليوم فيدفع المرء بين ألف وألف وخمسمائة دولار، كما يقول مساعد وزير الداخلية.
في حال تزايدت الإشارات في الأسابيع القادمة على اشتراك مقاتلين أجانب في الثورة السورية أو حتى محاولتهم الاستئثار بها لأنفسهم فإن هذا سيكون كارثة للمعارضة الشريفة داخل البلد. هذه المعارضة تراهن على المساعدة من الخارج، على ضغط دبلوماسي يمكن أن يمارسه المجتمع الدولي على النظام، على تبرعات مالية أو حتى على شحنات من الأسلحة يمكن من خلالها أن يقدم العرب الداعمين المساعدة.
في حال تأكدت الشكوك بـأن الثورة السورية اختُرقت من قبل مقاتلين مجهولين وخارجين عن السيطرة، فإن الاستعداد لمساعدة الثورة من كل العالم سيتراجع بشكل كبير جداً.
يمكن للمتطوعين في الخارج، وعن غير قصد، أن يقضوا على الثورة السلمية.
المصدر
Spiegel