نشرت في الأسوشيتد برس Associated Press
22 كانون الثاني/يناير 2012
جنيف — ذكر اثنان من الصحفيين السويسريين يوم الأحد أن السلطات السورية مسؤولة عن وفاة مراسل التلفزيون الفرنسي حاصد الجوائز جيل جاكييه Jacquier Gilles، والذي كان قُتل في وقت سابق من هذا الشهر في مدينة حمص المضطربة.
كان مراسل قناة France-2 التلفزيونية البالغ من العمر 43 عاماً هو أول صحافي غربي يُقتل منذ بدء الانتفاضة في شهر مارس. السلطات السورية قالت أنه قتل في هجوم بقنبلة يدوية نفذته قوى المعارضة — وهو ادعاء تشكك به الحكومة الفرنسية وجماعات حقوق الإنسان والمعارضة السورية.
صرح كل من باتريك فاليليان Patrick Vallelian من مجلة L’Hebdo الأسبوعية وسيّد أحمد حموش Sid Ahmed Hammouche من صحيفة La Liberte اليومية، واللذيْن كانا مع جاكييه يوم وفاته، أنهما يعتقدان بكون الهجوم جزءاً من فخٍّ محكم رتّبت له السلطات السورية.
ففي مقابلة مع الأسوشيتد برس Associated Press عبر الهاتف قال فاليليان: “بدا وكأن كل شيء كان مقرراً سلفاً”
ووصف كيف أن مجموعة من الصحفيين الأجانب، ومنهم جاكييه نفسه، كانوا في طريقهم يوم 11 كانون الثاني لزيارة أحد المستشفيات في حمص عندما طلب منهم الجنود السوريون المرافقون ومسؤولي الاستخبارات التوقف في زيارة غير مقررة لإجراء مقابلات مع بعض التجار في منطقة من المدينة موالية للحكومة.
وأضاف فاليليان، بعد فترة وجيزة سُمع دوي إنفجار ثم طلب الجنود من الصحفيين الأجانب أن يهرعوا إلى موقع التفجير لتصوير ما حدث.
وفي حين ذهب جاكييه مع البعض إلى الموقع ،يقول فاليليان وحموش أنهما فضّلا البقاء مرتابَيْن من حقيقة أن الجنود أخذوا يحثون الصحفيين على التوجه باتجاه منطقة الخطر وليس بعيدا عنها.
وأضاف حموش الذي يتحدث العربية، أن الجنود بدوا وكأنهم على علم مسبق بوقوع الهجوم. حتى إن مسؤولين في المخابرات بزيّ مدني خمّنوا موقع الانفجار التالي قبيل وقوعه.
“بالنسبة لي ، كان ذلك فخا” ، أضاف حموش.
وفقا للصحفييَن السويسرييَن فإن أحداثاً أخرى تلت الهجوم تشير أيضا إلى تورط الحكومة. من ذلك سرقة مذكرات جاكييه بخصوص اجتماعاته مع أنصار المعارضة، بالإضافة إلى الروايات المنسجمة بشكل مثير للانتباه عن الهجوم على لسان شخصيات موالية للحكومة لم تكن موجودة أصلا عند وقوعه.
قال فاليليان أنه يعتزم في الأسبوع المقبل الاجتماع بالشرطة الفرنسية. النيابة العامة في باريس بدأت تحقيقا أوليا حول شبهة القتل في حادثة موت جاكييه.
حظرت سوريا دخول أغلب الصحفيين الأجانب منذ بدء الانتفاضة، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل ما يزيد عن 5000 شخص. بدأت السلطات مؤخرا إصدار تأشيرات قصيرة الأجل لعدد محدود من الصحافيين، يسمح لهم بالتحرك فقط برفقة مرافقين من طرف الحكومة.
المصدر
Colleagues blame Syria for death of French TV reporter Gilles Jacquier