مراقبون: هنالك دوافع عديدة وراء دعم روسيا القوي لسوريا

لا يمكن تفسير الدعم الروسي لسوريا على أنه فقط بدافع الرغبة في مساعدة شريك قديم، كما يقول الخبراء‫. إنه يعكس أيضاً الرغبة الشديدة في مواجهة الغرب وخوف الكرملين من المعارضة الداخلية‫.

‫سيرجي ل. لويكو Sergei L.Loiko، لوس انجلوس تايمز Los Angeles Times

٢٠ كانون الثاني/ديسمبر ٢٠١٢

يقول خبراء في موسكو، إن دعم روسيا القوي والمتزايد للحكومة السورية المحاصرة لا يمكن أن يفسر فقط على أنه رغبة جادة لمساعدة شريكها القديم وأكبر مستورد لأسلحتها التقليدية في الشرق الأوسط‫.

ويرى الخبراء بأن موقف موسكو يعكس أيضاً رغبتها السياسية الشديدة في مواجهة الغرب فضلاً عن مخاوف الكرملين­ من تنامي المعارضة الداخلية المتسارع منذ الإنتخابات البرلمانية التي جرت في كانون الأول/ ديسمبر، والتي شابتها إتهامات بالتزوير وملئ لصناديق الإقتراع‫.

يقول ألكسندر جولتس Alexander Golts، محلل الشؤون السياسية والدفاعية في موسكو إن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين Vladimir Putin، الذي يسعى الى العودة الى الرئاسة في انتخابات آذار/مارس ‫”مقتنع بأن أي حركة احتجاج شعبي في أي جزء من العالم‫، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط و روسيا، هي من تحريض البيت الأبيض و رعاية وزارة الخارجية الأمريكية”.

يقول جولتس، وهو نائب رئيس تحرير ‫يزيدنيفي زوريال (‫Yezhednevny Zhurnal) ‫- مجلة  ليبرالية تصدر على الانترنت‫ – ‫” كلما اقتربنا من موعد الإنتخابات في آذار/مارس، كلما ازدادت الأدلة التي سينتجها الكرملين لتورط الولايات المتحدة والتي تعتبر من أهم المواضيع المطروحة في حملة بوتين الرئاسية‫”.

في الأسبوعين الماضيين، وصل اسطول صغير من السفن الحربية الروسية و على رأسها حاملة الطائرات  الأدميرال كوزنيتسوف (Adm. Kuznetsov) إلى ميناء طرطوس السوري وسط مزاعم أن سفينة تحت إدارة روسية تمكنت من تفريغ أطنان من الذخيرة‫.

في شهر تشرين الأول/ أكتوبرعرقلت روسيا والصين قرار مجلس الأمن الدولي مدعوم من قبل الولايات المتحدة بخصوص سوريا، وفي هذا الأسبوع اقترحت موسكو مشروع  قرار خاص بها بحيث “لا يمكن تأويل أي جزء منه للسماح باستخدام القوة‫” وفق ما صرح به وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف Sergei Lavrov.

وقد ازداد القلق في البيت الأبيض تجاه دفاع الكرملين القوي عن الحكومة السورية المتهمة بقتل آلاف المتظاهرين أثناء المسيرات السلمية في الشوارع‫.

وقالت سوزان رايس Susan Rice – المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة – يوم الثلاثاء في جنيف أن الولايات المتحدة لديها ‫”مخاوف جدية للغاية بشأن تدفق الأسلحة إلى سوريا من أي مصدر كان‫” وانتقدت بحدة روسيا لمعارضتها فرض عقوبات على سوريا وحظر الأسلحة عنها واللتان كان يجب اقرارهما منذ فترة‫.

ورد الكرملين على الفور على الهجوم الأمريكي والأوروبي على دمشق وصرح إن روسيا ليست بحاجة إلى أن تقدم اعتذاراً عن  تصدير أسلحتها‫.

وأضاف لافروف الأربعاء ‫” إننا لا نعتبر أنه من الضروري أن نشرح ونبرر أنفسنا فيما يتعلق بعملية تفريغ سفينة روسية لشحنتها في المرافئ السورية، حيث أن روسيا لاتنتهك أي اتفاقات دولية أو قرارات لمجلس الأمن الدولي‫. كما قال أن ” إن التجارة بين بلدنا وسوريا تتم فقط في‫ ما هو غير محظور بموجب القانون الدولي”

لسوريا علاقات سياسية وعسكرية قوية مع روسيا منذ عقود‫. في عام ١٩٨٠ وقع الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف Leonid Brezhnev معاهدة الصداقة والمساعدة مع حاكم سوريا حينئذ حافظ الأسد‫. ومنذ ذلك الحين، ٩٠٪ من الأسلحة السورية تأتي من موسكو، بما في ذلك الدبابات والصواريخ والمدافع المضادة للطائرات والأسلحة النارية اليدوية‫.

وقال إيغور كوروتشينكو‫ Igor Korotchenko ، رئيس تحرير المجلة الشهرية ‫- الدفاع الوطني National Defense ‫- يوم الجمعة، ‫”لقد صاغت روسيا موقفاً حازماً‫… عدم السماح بتكرار السيناريو الليبي في سوريا، حيث لن يسمح الكرملين بأي قرار للأمم المتحدة في هذا الإتجاه،‫” وأضاف ‫” روسيا مستعدة لفعل أي شيء دون التدخل العسكري المباشر في الصراع‫.”

في الشهر الماضي، اتهم بوتين حكومة الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الروسية والتحريض على أعمال الشغب في موسكو‫.

حيث يقول جولتس ‫” إنهم يشغلون الولايات المتحدة في صراع معهم على سوريا وموضوع أنظمة الحماية المضادة للصواريخ العابرة للقارات في أوروبا فقط لمنعها من التدخل المزعوم في الشأن الداخلي الروسي عشية الإنتخابات الرئاسية‫”.

المصدر

Several motives in stiff Russia support for Syria, observers say

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s