الجامعة العربية تحضر تقريرها مع انتهاء فترة بعثة المراقبين العرب

لم يطالب النظام السوري من جانبه بانهاء بعثة المراقبين العرب، حيث أن البعثة التي وصلت إلى سوريا منذ شهر للتأكيد على تنفيذ مبادرة السلام على وشك أن تنتهي.

ويقوم رئيس البعثة بوضع اللمسات الأخيرة على تقرير البعثة عن أعمال العنف الحاصلة في سوريا والذي سيتم مناقشته في اجتماع لوزراء الخارجية يوم السبت.

نقل عن الحكومة السورية رغبتها ببقاء المراقبين، لكن المعارضة تريد تدخل الأمم المتحدة.

في هذه الأثناء، ذكرت تقارير أن أربعة ناشطين كانوا قد قتلوا في محافظة إدلب.

حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أنه تم نصب كمين من قبل قوات الأمن للسيارة التي كانت تقلهم في منطقة جبل الزاوية، وأضاف بأنهم كانوا يحاولون الهرب من الاعتقال.

من ناحيتها، قالت لجان التنسيق المحلية وهي إحدى المجموعات الناشطة بأن أربعة عشر شخصاً قد قتلو في سوريا من بينهم ستة في محافظة ادلب وثلاثة في كل من حماة وحمص.

وفي الوقت ذاته قال أحد زعماء المعارضة الذي يتصل مع سكان مدينة الزبداني أن عشرات الدبابات والمدرعات قد انسحبت من المدينة بعد يومين من الموافقة المزعومة للجيش على وقف إطلاق النار مع المتمردين.

وقال كمال اللبواني لوكالة أنباء رويترز ان إمدادات الطعام والمواد الأساسية بدأت بالوصول إلى المدينة التي تقع على بعد 30 كم (20 ميل) شمال غرب دمشق والقريبة من الحدود اللبنانية.

ويقول منتقدون لبعثة المراقبة بأن البعثة فشلت في وقف حملة القمع التي تشنها الحكومة ضد المعارضة.

تمديد الفترة

ويلاحظ على نطاق واسع اخفاق بعثة المراقبين العرب المؤلفة من 165 مراقبا في وقف حملة القمع التي تشنها حكومة الرئيس بشار الأسد ضد المعارضة منذ وصولها إلى دمشق في كانون الأول/ديسيمبر من العام الماضي.

وقد أعلم مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من هذا الشهر عن مقتل أربعمئة شخص خلال الأيام العشرة الاولى من وجود المراقبين في البلاد. وكانت الأمم المتحدة قد قالت في وقت سابق ان أكثر من خمسة آلاف  لقوا حتفهم منذ آذار/مارس.

وقال عضو سابق في بعثة المراقبة لهيئة الاذاعة البريطانية  بي بي سي BBC يوم الخميس أن الجامعة العربية “عملت لصالح نظام الاسد وليس لمنع المذبحة التي راح ضحيتها مدنيون”.

وأضاف أنور مالك: ” رأيت بأم عيني ارتكاب جرائم ضد الانسانية وقد ذهلت فعلا. رأيت منازل تم تدميرها وأجساد نساء وأطفال، ورأيت عائلات تعاني من نقص الطعام. رأيت أجساد عليها علامات تعذيب.”

على الرغم من أن الفترة الأولى لبعثة المراقبين تنتهي يوم الخميس، لكن الاتفاق يسمح بتمديد المدة لشهر آخر بناء على موافقة الطرفين.

ويقول مراسل بي بي سي في لبنان المجاور لسوريا جيم ميور Jim Muir أنه لا يوجد أي مقترح من الحكومة السورية على إنهاء المدة، وبالتالي فإن قرار التمديد يعود إلى موافقة وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون في القاهرة يوم السبت.

وسينظر الوزراء العرب في التقرير الذي سيقدمه رئيس البعثة السوداني العقيد مصطفى الدابي – شخصية تحمل حولها العديد من إشارات الاستفهام لكونه مسؤولا عن انتاهاكات لحقوق الانسان في بلاده – والذي سيلخص النتائج التي توصلت إليها اللجنة في تقريرها منذ بدأ عملها على الأرض في سوريا.

و قال السيد أنور مالك الذي استقال في بداية الشهر الحالي إن أي تقرير من قبل المراقبين لن يعطي صورة كاملة عن ما يجري في سوريا.

“لقد رأيت تقارير من قبل ولكنها لم توضح الاشياء بشكل جيد ” وأضاف “هذه ليست الحقيقة خصوصاً فيما يتعلق بالمجازر وموت الاطفال . لا يوجد اثر لهم بالتقارير”.

و يمكن للوزراء العرب ان يناقشوا  بشكل غير رسمي عرضاً من أمير قطر يقضي بارسال قوات عربية إلى سوريا (لوقف القتل) الفكرة التي رفضتها الحكومة السورية بشدة.

وقال مراسلنا أنه يوجد  انقسام في موقف الجامعة العربية وأنه من غير المحتمل أن يكون هناك الدعم الكافي لخطوة كهذه في هذه المرحلة.

” تحسن الوضع الأمني”

مجلس الأمن منقسم أيضا.

قال وزير الخارجية الروسي الأربعاء ان بلاده ستقف ضد أي محاولة من الغرب لاستصدار قرار يؤيد العقوبات ضد سوريا أو أي محاولة من الممكن ان تؤدي لتدخل عسكري.

تم الاتفاق على وقف اطلاق النار بين الجيش ومتمردين مسلحين في الزبداني.

و قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافاروف Sergei Lavrov للصحفيين في موسكو  “إذا كان البعض ينوي استخدام القوة باية ثمن … بالكاد نستطيع ان نمنع ذلك من الحدوث”.

وأضاف  “إن أرادوا أن يفعلوا ذلك فليفعلوه من تلقاء أنسهم وبما يملي عليهم ضميرهم ولكن  لن يحصلوا على أي تفويض من مجلس الأمن”.

في هذه الأثناء دافعت الصين عن مهمة المراقبين وقالت “إن الوضع الأمني تحسن في المناطق الرئيسية ” وعبرت عن دعمها لما سمته “استقرار الوضع في سوريا ضمن إطار الجامعة العربية “.

و لكن الاتحاد الاوربي يحضر لتشديد اجرائاته ضد سوريا يوم الاثنين بفرض القيود على مزيد من الشخصيات السورية البارزة وعلى الشركات المرتبطة بالنظام.

بينما أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون David Cameron أن بريطانيا ستكون “من أوائل من يؤيدون” تشديد العقوبات واتهم إيران و حلفيها في لبنان حزب الله بمساعدتهما للحكومة السورية.

في غضون ذلك، أعلن وزير النفط السوري أن بلاده تكبدت خسائر تقدر بأكثر من ملياري دولار من العائدات النفطية منذ الأول من شهر سبتمبر/ أيلول، بسبب العقوبات المفروضة على صادرات النفط من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

المصدر

http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-16627031

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s