الرئيس السوري بشار الأسد في المراحل النهائية من مرض الدكتاتور
جون ليونز، الأسترالي The Australian 16/1/2012
إذا ما كانت الدكتاتورية مرضاً، فإن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يُشخص على أنه قد دخل المراحل الأخيرة من المرض الذي ثبت في الأوقات الراهنة أنه مميت.
المرحلة الأولى من المرض هي إنكار وجود أية مشكلة، ثم يأتي الهجوم المعاكس، والذي شمل في حالة الأسد ارتكاب مجازر واسعة بحق مواطنيه السوريين.
ثم تأتي تنازلات متأخرة، وعود بأنهم سوف يغيرون أسلوب حياتهم إذا ما أوقف هؤلاء الذين حولهم أعمالهم العدائية، وأخيراً وعندما يظنون بأن أيامهم معدودة، فإنهم في الغالب يندفعون فجأة بوحشية مطلقة بينما يغرقون في الأوهام.
أكثر من 5000 شخص قتلوا، وفقاً للأمم المتحدة، منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا آذار الماضي.
مرض الدكتاتورية شديد العدوى، ويمكن أن ينتهي بموت فظيع مصور من قبل أناس مهتاجين بهواتفهم النقالة.
معمر القذافي التقط العدوى في ليبيا وأعدم من دون محاكمة، ومن ثم ألقيت جثته لأيام على بلاطة في ثلاجة لحوم، بينما مررنا نحن أمامها واحداً تلو الآخر.
ديكتاتور مصر، حسني مبارك، التقط المرض أيضاً، وهو الآن يقضي معظم وقته على سرير طبي في قفص في قاعة المحكمة مواجهاً الإجراءات القانونية.
دكتاتور تونس زين العابدين بن علي هو الآخر التقط العدوى وهرب إلى المملكة العربية السعودية حيث، بالرغم من إصابته، إلا أنه يتدبر أمره، فأمواله المسروقة تحميه.
مرض الأسد مزمن جداً، فقد بدأ واحداً من أطواره الأخيرة: الوهم. هذا كان بادياً لكل من رأى المقابلة مع التلفزيون الأميركي الأخير عندما قال بأنه إذا ما كان الجنود السوريون يقتلون الناس فلا علاقة له فعلياً بالأمر.
لقد شرح ذلك بالقول أن الجيش لا يتبع له لكنه مستقل.
حتى والده، حافظ، الذي قتل أكثر من 20000 شخصا في حماه عام 1982، لم يجرّب هذا [التبرير].
أظهر الأسد عرضاً آخرا من أوهامه هذا الأسبوع عندما قدم، مرة أخرى، عفواً عاماً لكل شخص اعتدى على النظام منذ السنة الماضية.
وفقاً لخطته، يمكن لأي شخص أن يسلم نفسه ببساطة، يعترف بأنه كان يقاتل النظام، وهم سوف يسامحونه.
أي شخص يرى مئات الصور لرجال الأسد يقتلون المتظاهرين سوف يدرك بأنك لن تريد أن تكون تحت رحمتهم.
يمكن في نهاية المطاف أن ينتهي بك الأمر متكلاً على رحمة الرجل الذي كان يرتدي ملابس مدنية في المقطع المصور مؤخراً حيث تراه واقفاً إلى جانب الجنود وهو يطلق على رؤوس الناس في أحد الحشود.
الأسد خارج السيطرة. إنه يقترف جرائم قتل جماعية.
كما أنه يخسر دعم باقي البلدان العربية حيث دعت قطر لإرسال قوات عربية. عندها سوف يصبح الربيع العربي حرباً أهلية عربية.
تركيا، جارة سوريا، تفكر بصيغة ما لتحرك عسكري.
الأسد متمادي في وقاحته ذلك أنه بالرغم من وجود مراقبي الجامعة العربية في بلده استمر في موجات القتل.
نظراً لمرحلته المتقدمة من مرض الدكتاتورية، من المؤكد أنه يتوجب على بشار الأسد، من وقت لآخر، أن يفكر ملياً بصور القذافي وهو ملقى في ثلاجة لحوم وبصور مبارك المستلقي في قفصه.
المصدر:
The Australian