بطريرك سوري يصرح بأن المسيحيين يشعرون أن الغرب خانهم

بطريرك سوري يصرح بأن المسيحيين يشعرون أن الغرب خانهم

آن بياتريس كلازمان – 11 كانون الأول 2012

البطريارك أغناطيوس يوسف الثالث

اسطنبول (د.ب.أ) – المسيحيون السوريون الذين يشكلون أكثر من 6 بالمائة من السكان خائفون من التورط في الصراع الدائر على السلطة منذ عشرة أشهر بين حكومة الرئيس بشار الأسد التي يسيطر عليها العلويون وبين حركة المعارضة ذات الأغلبية السنية.

في مقابلة حصرية لـ (د.ب.أ) اتهم البطريرك أغناطيوس يوسف الثالث، رئيس الكنيسة السريانية الكاثوليكية المرتبطة تماماً مع روما، الحكومات الغربية بالتضحية بحقوق الأقليات في الشرق الأوسط للحفاظ على مصالحهم الاقتصادية والجيو استراتيجية.

– د.ب.أ: تناولت المناقشات بين الكنائس السورية في الأشهر الأخيرة الموقف الذي يتوجب على المسيحيين اتخاذه حيال الصراع بين الأسد وحركة الاحتجاج. ما هو الموقف في الوقت الحالي؟

– أغناطيوس يوسف الثالث: لقد خاب أملنا نحن المسيحيون في الشرق الأوسط إزاء السياسات المتبعة من قبل الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة لأننا نرى أن الأوروبيين والأمريكيين يتعاملون مع المشاكل في الشرق الأوسط انطلاقاً من وجهة نظر سياسية واقتصادية بحتة وقد توصلوا إلى استنتاج أن وصول الإسلاميين المتعصبين إلى السلطة في هذه البلدان هو أمر حتمي ولا يمكن تجنبه وبالتالي سلّموا لهذا الأمر، ونحن المسيحيون نشعر أنهم غدروا بنا.

– د.ب.أ: بماذا ترد على اتهام المعارضة للكنائس المسيحية السورية بمساعدة النظام رغم انتهاكه لحقوق الإنسان؟

– أغناطيوس يوسف الثالث: نعم، نحن متهمون بوقوفنا إلى جانب النظام ولكن في النهاية كل ما نريده هو أن تتمكن جماعاتنا من العيش بسلام فنحن نفكر دوماً بالنموذج السلبي في العراق حيث اضطر العديد من أبناء طائفتنا إلى الهجرة.

– د.ب.أ: يقول بعض المسيحيين السوريين أنهم ،استناداً لاعتقادات دينية، غير قادرين على دعم نظام يستخدم العنف ويقتل الأطفال.

– أغناطيوس يوسف الثالث: هذا نظام دكتاتوري ولا يمكن إنكار ذلك. هذا يدعو للأسف ولكن في سوريا لا تتوفر ثقافة ديمقراطية فباستثناء الفترة القصيرة التي تلت نهاية الاستعمار لم يكن لدينا ديمقراطية مطلقاً.

في الحقيقة إنها دولة بوليسية ويوجد فيها العديد من السجناء السياسيين.. ولكن عند نشوب نزاع حيث يتوجب على القوات الأمنية إعادة النظام في منطقة ما فإن ذلك لا يمكن أن يتم بدون استخدام القوة.

– د.ب.أ: هل تحدثت إلى الحكومات الغربية التي تراهن على سقوط الحكومة السورية لتوضح لهم وضع المسيحيين؟

– أغناطيوس يوسف الثالث: في أيار قابلت وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه في باريس وأدركت أن لدى فرنسا والاتحاد الأوربي قناعة مسبقة حول نظام البعث في سوريا، فهم يعتبرونه نظاماً وحشياً يقتل شعبه.

نعم، حدثت مجازر ولا تزال تحدث. ولكن لا أحد يتحدث عن مئات الآلاف من العراقيين الذين قتلوا (بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة) ولا عن عشرات الآلاف الذين سقطوا مؤخراً في ليبيا.

– كيف سيبدو الآن أي حل للصراع في سوريا بعد موت الكثير من الناس بطريقة أقحمت الطرفين في دوامة من العنف المتصاعد؟

– أغناطيوس يوسف الثالث: يجب أن يكون هناك حوار.. ولكن في مجتمعنا لا يزال مفهوم الثأر حاضراً. الحال هنا ليست كما في تركيا التي يحكم فيها حزب إسلامي لكنه يظهر بعض التسامح تجاه أولئك الذين يفكرون بشكل مختلف…

لم لا نجري حواراً؟ أبسبب مقتل 5000 شخص؟ بعد الحرب العالمية الثانية والتي تسببت بمقتل الملايين أقبلت كل من ألمانيا وفرنسا على الحوار أيضاً.

 المصدر:

bikyaMasr

Syrian patriarch says Christians feel betrayed by West

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s