يتزايد الضغط على النظام السوري منذ تسعة اشهر من بدء القمع الدموي للمعارضة في بلاده.
الآن ، وبعد المقاومة العنيدة, يسمح النظام بدخول مراقبين من الجامعة العربية الى البلاد, للإشراف على الانسحاب المزعوم للجيش السوري من مراكز التمرد، وهذا ليس أكثر من مجرد مناورة لكسب الوقت.
النظام يريد أن يتجنب المواجهة المفتوحة مع الدول العربية الشقيقة و روسيا الداعمة له، والتي حثته مؤخرا على تقديم تنازلات.
في الواقع ،نظام الديكتاتور بشار الأسد ليس في نيته التخلي عن سياسته في القمع الوحشي. والأسد وأتباعه يعلمون أن الوقت قد انقضى للتوصل الى تسوية مع المعارضة، وأن الاضطراب لن ينتهي طالما أن السلطة الحاليه لا ترغب في الرحيل.
منذ يوم الاثنين تم تصفيه أكثر من مئتين من منشقي الجيش من قبل القوات الحكومية في محافظة ادلب
و بناء على ذلك، فإن هذا الوضع المحبط لن يتغير : نظام الأسد يقتل، والصين وروسيا توفران له التغطيه إلى أقصى حد ممكن في مجلس الأمن ، ويقتصر دور الغرب على فرض العقوبات لا أكثر.
حقيقة كون الدكتاتورية السورية قادرة على الصمود، خلافا لحالة تونس ومصر وليبيا يستند إلى عاملين : أحدهما يعود إلى دعم نظام الأسد من قبل حليف لا يمكن التنبؤ به : إيران. في حين ان روسيا والصين لا ترغبان بإلحاق الضرر بقطاع النفط المربح معها ( إيران) ، يخشى الغرب في حال سقوط أهم حليف لطهران في دمشق، من أن تُغرق ( إيران) المنطقة بأسرها في الفوضى
العامل الآخر، هو فقدان الهالة الرومانسية في الغرب لحركه التمرد في المنطقة العربيه و التي سميت في البدايه ب “الربيع العربي” ، و ذلك نظرا لتقدم الاسلاميين في المجتمعات العربية في مرحله ديمقراطية ” ما بعد الديكتاتورية”.
و ذلك ما يثير حفيظته في دعم إسقاط النظام; الخوف مما سياتي بعده.
لكن أن ندع الأسد يفعل ما يفعله، لن ينزع فتيل المشكلة. على العكس : إن أي موقف حيادي للغرب في النزاع ضد القاتل، سيضعف نفوذه على التنمية بعد انهيار الدكتاتورية..
يخشى الغرب أن يحرق أصابعه في نيران الثورات العربيه، ولكنه يعلم أن هذه النيران لايمكن إخمادها بعد الآن
المصدر
Das syrische Drama
Richard Herzinger
21.12.2011