“شبيحة” النظام السوري تهدد طفلة للوصول إلى والدها
ميمونة مع زوجها أسامة و ابنتهما إيمار
أسامة نصار مختبئ الآن ولا يستطيع رؤية عائلته إلا عن طريق اتصال انترنت (سكايب)
(James Glossop مصور التايمز، جيمس غلوسب)
لورا بيتل Laura Pitel | بيروت
قالت والدة الطفلة لصحيفة التايمز اللندنية بأن المخابرات السورية التي تلاحق معارضين للنظام، هددت باحتجاز طفلتها البالغة من العمر خمسة شهور إذا رفض والدها تسليم نفسه.
أسامة نصار، أحد أعضاء مجموعة الحراك السلمي السوري التي أغضبت النظام بسبب دعوتها إلى المقاومة السلمية والأعمال المبدعة المثيرة للصدمة وذلك للفت الانتباه إلى رسالتها.
يعمل الآن من سلسلة من المخابئ منذ شهر نيسان.
يوم الجمعة من الأسبوع الماضي كانت زوجته ميمونة في المنزل وحدها مع طفلتهما إيمار في انتظار أخيها صهيب، 22 عاماً. عندما وصل صهيب كان يرافقه اثنين من أفراد أجهزة المخابرات، كانوا قد أوقفوه في طريقه إلى منزل أخته في ضاحية دمشق داريا وأجبروه على أن يأخذهم معه.
قالت سيدة العمار، (24 عاماً) “ذهبت لأفتح الباب، فرأيت صهيب”.
“هرع رجل وسبقه ووضع مسدساً في رأسه وقال: “أين زوجك؟” قلت: “زوجي ليس هنا”.
كرر السؤال أكثر من مرة ولكن سيدة العمار رفضت الإجابة بأكثر من ذلك.
قال: “إذا لم يكشف زوجك عن مكانه سنحضر بعض الشبان ليحتجزوا طفلتك حتى يسلم نفسه”.
قالت: حضنت ابنتي بشدة وقلت: “عار عليكم”.
دخل ضابط ثان إلى المنزل وأخذ هاتفها المحمول. حاولوا إجبارها على الاتصال بزوجها ولكنها رفضت.
هددوا مرة أخرى بأخذ ابنتها.
قالت : “نظرت إليه مباشرة في عينيه، فوضع هاتفي وأخذ أخي وقال: “أخبري زوجك بأنه يجب أن يسلم نفسه وإلا سيعود أخوك إليك في كفن”.
أخذ الرجلان صهيب بعيداً، ولم تسمع أي خبر عنه منذ ذلك الحين.
قال السيد نصار الذي يستخدم السكايب ليتحدث من مخبأه، بأنه حان الوقت لنتوقع مثل هذه التكتيكات من النظام والذي بدأ حملة على الاحتجاجات السلمية في آذار.
قال: ” أنا مستاء ولكنها لم تكن مفاجأة”، وأضاف “لقد فعلوا أشنع من هذا، أنا سعيد جداً بأن ابنتي نجت لكن هناك الكثير من الأطفال الذين لم يحالفهم الحظ”.
قال النشطاء بأنه قتل ما لا يقل عن 280 طفل في الأشهر الثمانية الماضية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن بأن أربعة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10، و 11، و 12، و 15 قد أصيبوا برصاص عشوائي من قوات أمن كانت تحرس نقطة تفتيش في وسط محافظة حمص.
سيد نصار 33 عاماً وهو عضو في الحراك السلمي السوري، ليس أول شخص يستهدف في هذه المجموعة. ففي أيلول أًعيدت جثة صديقه وزميله غياث مطر والمعروف باسم “غاندي الصغير” المعذبة بوحشية لوالديه بعد أربعة أيام من اعتقاله.
يحيى شربجي، ناشط آخر، مازال مفقوداً بعد اعتقاله لأكثر من شهرين. تعارض جماعة الحراك السلمي السوري العنف، سواء من طرف النظام أو المعارضة، وتفضل استخدام أساليب اللاعنف المثيرة للصدمة لتوضيح موقفها.
في دمشق وحلب -المدن الصامتة في الانتفاضة السورية- والتي ظلت بمنأى نسبياً عن الاحتجاجات، كان قد وضع ناشطون صبغة حمراء في النافورات العامة لتمثيل دماء الضحايا.
في مناسبة أخرى شجعت الجماعة المواطنين لإهداء زجاجات من الماء لعناصر “الشبيحة”، شبه العسكرية التي أُلقي عليها اللوم لبعض أسوأ أعمال العنف.
قال السيد نصار بأن لا خيار لديه سوى الوقوف في وجه التهديدات ضده وضد عائلته.
وأضاف: “يريدون تهديدنا وتخويفنا”، “لقد حكموا البلاد طيلة هذه السنين بالخوف وهذه هي وسيلتهم الوحيدة. إنهم يهددون ويقتلون الشجعان والجبناء. لذا أفضل أن أكون شجاعاً”.
المصدر:
Assad terror squad tried to take my baby hostage
The Times