12/11/2011
” برهان غليون, متحدثاً باسم المعارضة, يطالب بنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن” في مقابلة تم نشرها في جريدة “لوفيغارو”,طالب رئيس المجلس الوطني السوري الذي تنضوي تحته التجمعات والتشكيلات الرئيسية المعارضة لنظام بشار الأسد، في الوقت نفسه، منشقي الجيش السوري الحر بوقف العمليات المسلحة تجنباً للحرب الأهلية.
برهان غليون، 66 عاماً، استقبلنا لتناول الشاي في شقته الواقعة في كريملين – بيسيتر بالقرب من باريس، والمصممة على شكل ديوان دمشقي بسجادها الشرقي والصواني الذهبية. ثلاثون عاماً مضت منذ أن هجر هذا الجامعي وطنه، لكن في السنوات الأخيرة الماضية، وفي كل مرة يعود فيها، كان يتنظره الطقس ذاته ” مكالمة من أحد رؤساء فروع المخابرات متضمنّة الرسالة الخالدة : “الذكاء لا يعني لنا الكثير, المهم بالنسبة لنا هو الولاء والتبعية للنظام”. ” لا شكراً” بكياسة يجيب الرجل الذي حوّلته ثورة شعبه إلى رجل سياسة. مايزال هذا الرجل البسيط النزيه ذو الشعبية الكبيرة في سوريا ممزقاً بين الأمل والقلق، وذلك بعد مرور ثمانية أشهر على الحركة الاحتجاجية المقموعة بشكل عنيف من قبل السلطة.
قطيعة الشارع مع النظام تامة” يقول رئيس المجلس الوطني مرحباً ” لا يمكن لبشار الأسد أن يستمر في الحكم بعد الآن. فقد أضحى رئيس عصابة ولم يعد رئيساً للسوريين.” ومع ذلك، يدرك غليون أن “أعداداً أقل من المتظاهرين تتواجد في الشوراع, لأن العنف وطبيعة القمع قد وصلت لدرجة أن الناس, في كثير من الأحيان، لم يعد بوسعها الخروج من منازلها. ولكن روح الثورة لا تزال متينة.”
انشغاله الحالي هو بالوضع في حمص, مدينته الأم. ” في المدينة خط مواجهة حقيقي، ولكنها ليست حرباً أهلية” يصرّ هذا العلماني الذي استنكر منتقدوه تحالفه مع الإسلاميين في المجلس الوطني السوري . “هناك قوات من الأمن والجيش تهجم على الأحياء في حمص.فتقوم عناصر من الجيش السوري الحر بالرد على هذا التدخل الوحشي.”
ومع تزايد الإنشقاقات, يحذر البروفيسور في علم الإجتماع من عسكرة الحركة الإحتجاجية. ” يتوجّب علينا الحفاظ على طابع الثورة السلمي. يتوغل الجيش السوري بين السكان, مرتدياً اللباس المدني, يختبىء في المدن. يجب أن تقتصر مهمتهم على حماية المتظاهرين ، لا ينبغي أن يجروا عمليات. لا نريد حرباً أهلية. يجب أن تتوافق استرتيجية الجيش الحر مع استراتجيتنا . وسنكون على تواصل معهم.” و مع قائدهم , رياض الأسعد, الملتجئ في تركيا. لدى رئيس المجلس الوطني السوري، في الحقيقة، مخاوف من أن يتم التلاعب بالمنشقين من قبل القوى الأجنبية, تركيا على وجه الخصوص.
قدرةٌ تزداد قوة كل يوم, معارضة مصممة أكثر من أي وقت مضى : كيف الخروج من الأزمة؟ الخطة العربية؟ ” لم أؤمن بهذه الخطة قط. لم تتم استشارة المجلس الوطني السوري أبداً. استخدم النظام هذه الخطة ليخفي آثار الهجمة على حمص، وليكسب الوقت.”
يطالب المجلس الجامعة العربية, التي جمدت عضوية سورية السبت في اجتماعٍ لها في القاهرة, بإحالة ملف سورية إلى مجلس الأمن فوراً. “هدفنا هو الحصول على قرار من مجلس الأمن بخصوص حماية المدنيين” لأجل هذا ” يجب دعم ميزان القوة”، ورفع الفيتو الروسي. اتصل سفير روسيا في باريس بصحفي فرنسي كي يتواصل مع غليون, الذي تسلّم بدوره, منذ ذلك الحين, دعوة للذهاب إلى موسكو ” يبدو أن الروس قد غيروا موقفهم” كما يعتقد غليون.
ونقطة الدعم اللازمة لإمالة ميزان القوة هي الدعم العربي والدولي المنسق. نريد من جامعة الدول العربية أن تعمل مع بقية العالم كي” يكون هنالك تدخل سياسي قوي لصالح وقف أعمال القتل. هل نستطيع أن نحقق هذا الهدف؟ أعتقد أن الأمر يستحق المحاولة. بشار الأسد فقد شرعيته في داخل سورية كما في خارجها. هذا الأمر أضحى جلياً بالنسبة للعرب. ” انظروا إلى الجزائر و السودان, ققد تطوّر موقفهم”.
هل يمكن لعصابة الأسد أن تسقط دون تدخل عسكري خارجي؟ ” نريد أن نتجنب مسألة التدخل العسكري الخارجي قدر الإمكان كي نحافظ على المؤسسات السوريّة. وننتظر أن يصوّت مجلس الأمن لصالح قرار حتى نتمكّن من التفاوض مع المجتمع الدولي على الإجراءات اللازمة لوضع حدٍ للأزمة. وبعد ذلك, ستكون كل الخيارات مطروحة بالنسبة لنا.”
المصدر:
http://blog.lefigaro.fr/malbrunot/2011/11/syrie-ghalioun-demande-que-le.html