جموح الأسد في سوريا يدفع بالولايات المتحدة وحلفائها للنظر في خطوات جديدة ..

مسعود أ. ديرهالي و فيولا جينجير ..

22 نوفمبر 2011

بلومبرغ بزنس ويك ..

 تصريح الرئيس السوري بشار الأسد بتاريخ 21 نوفمبر الذي قال فيه بأنه “لن يرضخ” للضغوط الدولية يدفع بالولايات المتحدة وحلفائها إلى النظر في خطواتها التالية وسط تقارير تشير إلى مقتل 12 شخصاً جديداً من المتحجين.

وفي تصريح له ، قال النائب عن ولاية أريزونا السيناتور جون ماكين John McCain ، وهو جمهوري بارز في لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي بأن استمرار سفك الدماء في سوريا يعني أن أي تدخل عسكري من قبل بلدان أخرى “سينظر إليه بجدية إلى حد ما”.

وأضاف ماكين” بدأت أنظر إلى هذا الأمر بجدية أكثر مما كنت عليه منذ بضعة شهور مضت”، جاء ذلك في حديث له على التلفزيون الكندي البارحة أثناء حضوره مؤتمر عن الأمن الدولي في هاليفاكس ، نوفا سكوتيا Halifax, Nova Scotia ، حيث قال “في هذا الوقت ، لا أرى أي بوادر تدخل عسكري”.

بتاريخ السادس عشر من نوفمبر، أعطت الجامعة العربية مهلة 3 أيام للنظام السوري لإيقاف سفك الدماء والسماح للمراقبين الدوليين بالدخول إلى سوريا أو أنه سيواجه عقوبات اقتصادية. من جهته قال بيتر ماكاي Peter Mackay وزير الدفاع الوطني الكندي إن استهزاء الأسد بإنذار الجامعة العربية يتطلب “إجراءات أخرى”، وصرح ماكاي Mackay للصحفيين في ختام مؤتمر هاليفاكس Halifax بأن  أصحاب القرار الكنديين يعملون مع دول المنطقة حيث أن “كندا و دول أخرى تدرس الخطوة التالية”.

وكانت الجامعة العربية ومقرها القاهرة قد رفضت أن تتفاوض مع حكومة الأسد على تغيير الخطط الرامية إلى إرسال 500 مراقب إلى سوريا، وفق ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط التابعة للحكومة المصرية، حيث ذكرت أن الجامعة العربية أخبرت الحكومة السورية قبل يوم واحد بأن التعديلات المقترحة من قبلهم “تؤثر بشكل جذري” على طبيعة المهمة، ونقلت الوكالة نقلاً عن متحدث باسم الجامعة أن الأخيرة قد كررت ندائها بضرورة اتخاذ “خطوات سريعة” لإيقاف سفك الدماء.

“الرضوخ”

وكان الأسد قد صرح في مقابلة له مع صحيفة الصنداي تايمز اللندنية بأن سوريا “لن ترضخ وأنها ستستمر في مقاومة الضغوط المفروضة عليها”. من ناحيته قال وليد المعلم في مؤتمر صحفي متلفز البارحة أن إجراءات الجامعة العربية تعتبر تعديا على السيادة السورية وتهدف إلى تمهيد الطريق أمام تدخل أجنبي في البلاد ، ونقلت وكالة الشرق الأوسط للأخبار أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون بتاريخ 24 نوفمبر لمناقشة الوضع في سوريا.

 من ناحية أخرى ، قال رئيس الوزراء التركي اليوم بأنه “لا يمكننا القبول بسفك دماء أخواننا في سوريا ، إن هذه الحكومة تستطيع أن تبقى طويلاً فقط باستخدامها للدبابات والسلاح” وأضاف “إن الأسد يقول بأنه سيقاتل للنهاية ، وأنا أقول له من ستقاتل؟ أخوانك المسلمين؟”.

 الجدير بالذكر أن باصا يحمل حجاجاً أتراك في طريق العودة من المملكة السعودية عبر سوريا  كان قد تعرض لإطلاق نار مما أدى إلى جرح اثنين من الركاب وفق ما ذكرته اليوم محطة الإن تي في NTV التي تبث من استانبول دون أن تذكر مصدر هذه المعلومات.

 معارضة مسلحة:

ومع تحول المعارضة في سوريا إلى مقاومة مسلحة ، قال أنتوني كوردسمان Anthony Cordesman وهو محلل عسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، بأن أي تدخل عسكري خارجي في سوريا سيكون خطأً فادحاً في مواجهة “قوة السلاح الجوية الحديثة حقاً” ، “فهم يعرفون كيف يستخدمون صواريخ الأرض-جو التي يملكونها ، ويعتمدون في ذلك على جيش مدرس يمتلك آلاف الدبابات” وأضاف كوردسمان Cordesman بأن “الحديث عن استخدام قوة تقليدية كفرض منطقة حظر جوي على غرار التي تم فرضها في ليبيا أمر لا يمكن التفكير فيه “.

 وبدأت الثورة المستمرة منذ ثمانية أشهر ضد حكم الأسد  بالتسبب بانشقاق الجيش، وتدمير الاقتصاد و إضعاف الدعم من الأصدقاء القدامى للنظام، فقد دعا الملك الأردني الرئيس الأسد للتنحي، كما شهدت دمشق في الأسبوع الماضي هجوماً بالقذائف الصاروخية على مبنى للأمن العسكري شنه منشقون عن الجيش.

 تأثير العقوبات:

على عكس الحكومة السورية، يعاني الشعب السوري من العقوبات الدولية المفروضة بسبب عمليات قمع المحتجين وفق ما صرح به أديب ميالة، حاكم المصرف المركزي، حيث قال في مقابلة له على التلفزيون الرسمي بأن تداول الليرة السورية يتم في نطاق المعقول، وعلى السوريين تجنب المضاربة  بالعملات الأمر الذي من شأنه وضع أصولهم في خطر.

في حين قال الأسد في مقابلته مع الصنداي تايمز “بأن أي عمل عسكري ضد سوريا سيتسبب بإحداث زلزال في منطقة الشرق الأوسط ، حيث ستكون تداعيات ذلك وخيمة وسيتسبب في زعزعة استقرار المنطقة بأسرها، و ستطال آثاره كافة بلدان المنطقة”

 من ناحية أخرى ، قال النقيب عمار الواوي، أحد قادة الجيش السوري الحر الذي يسعى إلى إسقاط النظام في مكالمة هاتفية معه من تركيا، بأن الجيش السوري النظامي وليس الجيش السوري الحر هو من قام البارحة بشن هجوم على أحد مباني حزب البعث الفارغة في مدينة دمشق بهدف “تأجيج الفتنة الأهلية”.

 قوات الأمن:

وكانت قوات الأمن التابعة للرئيس الأسد قد قتلت أكتر من 20 شخصاً بتاريخ 19 نوفمبر في كل من مدينة حمص، و ريف دمشق و مدينة حماة، وفق ما صرح به محمود مرعي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في مكالمة هاتفية، ونقلت قناة العربية عن ناشطين بأن قوات الأمن قامت بقتل 12 من المتحجين في مدينتي حمص  وإدلب.

وذكر مرعي بأن مدينة حمص كانت قد شهدت عنفاً طائفياً لأشخاص قد تم خطفهم أو قتلهم وفقاً لمذهبهم وعلى خلفية انتماءاتهم الدينية والعرقية بعد ما تم التحقق من هوياتهم الشخصية.

يشكل المسلمون السنة نسبة 60% من اجمالي قاطني مدينة حمص، إلى جانب أقلية صغيرة من المسيحيين، وما يقارب الـ 30% هي النسبة المتبقية من العلويين، وهم فرع من المذهب الإسلامي الشيعي الذي ينتمي له الأسد.

المصدر:

http://www.businessweek.com/news/2011-11-22/assad-defiance-in-syria-spurs-u-s-allies-to-mull-new-steps.html

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s